شروط النصب على المعية

اقرأ في هذا المقال


هو اسم فضلة وقع بعد واو بمعنى مع، مسبوقة بجملة يدل على شيء حصل الفعل بمصاحبته أي معه.

شروط النصب على المعيّة:

يشترط في نصب ما بعد الواو، على أنَّه مفعول معه، ثلاثة شروط، ومن هذه الشروط :

  1. أن يكون فضلةً (أي: بحيث يصحُّ انعقاد الجملة بدونه)، فإن كان الاسم التالي للواو عمدة، نحو: “اشترك سهيلٌ وخليلٌ”، لا يجوز نصبه على المعيّة، لكن يجب عطفه على ما سبقه، فتكون الواو عاطفة. وإنَّما كان “خليل” هنا عمدة، لوجب عطفه على “سهيل” الذي هو عمدة. والمعطوف له حكم المعطوف عليه. وإنَّما وجب عطفه لأنّ فعل الاشتراك لا يقع إلّا من متعدد. فالعطف يكون الاشتراك مسندًا إليهما معًا. فلو نصبته لكان فضلة، ولم يكن له حظّ في الاشتراك حاصلاً من واحد، وهذا مُمتنع.
  2. أن يكون ما قبله جملةً، فإن سبقه مفرد، نحو: (كلَُ امرئ وشأنه)، كان معطوفاً على ما سبقه. كما تقدم نظيره في باب “المبتدأ والخبر”. والتقدير: كل امرئ وشأنه مُقترنان. ولك أن تنصب “كل”، على أنَّه مفعول به لفعل محذوف تقديره: “دع أو اترك” فتعطف “شأنه” حينئذٍ عليه منصوباً.
  3. فإن سبقه مفرد، نحو: (كلُّ امرئ وشأنه)، كان معطوفاً على ما سبقه. كما تقدم نظيره في باب “المبتدأ والخبر”. والتقدير: كل امرئ وشأنه مُقترنان. ولك أن تنصب “كل”، على أنَّه مفعول به لفعل محذوف تقديره: “دع أو اترك” فتعطف “شأنه” حينئذٍ عليه منصوباً.
  4. أن تكون الواو، التي تسبقهُ، بمعنى “مَعَ”، (فإذا تعيّن أن تكون الواو للعطف، لعدم صحة المعيّة، نحو: “جاء خالدٌ وإبراهيم قبله، أو بعده”، لم يكن ما بعدها مفعولاً معه، لأنّ الواو هنا ليست بمعنى (مع)، لذلك لو قلت: “جاء خالد مع ابراهيم قبله، أو بعده” كان الكلام ظاهر الفساد،وإن تعين أن تكون واو الحال فكذلك، نحو: “جاء سامر والشمس طالعةٌ”.

أحكام ما بعد الواو:

للاسم الواقع بعد الواو أربعة أحكام: وجوب النصب على المعيّة ووجوب العطف ورجحان العطف.

فيجب النصب على المعيّة (بمعنى أنّه لا يجوز العطف) إذا لزمَ من العطف فساد في المعنى، نحو: “سافرِ سامرٌ والليلَ. ورجعَ محمدٌ والشمسَ” ومنه قوله تعالى: “فأجمعوا أمركم وشركاءكم” [يونس: 71]، وقوله تعالى: “والذين تبوءوا الدار والإيمان” [الحشر:19].

وإنّما امتنع العطف، لأنّه يلزم منه عطف الليل على سامر، وعطف الشمس على محمد، فيكونان مسنداً إليهما، لأنّ العطف على تكرير العامل، والمعطوف في حكم المعطوف عليه لفظاً ومعنى، كما لا يخفى، فيكون المعنى: “سافر سامر وسافر الليل، ورجع محمد ورجعت الشمس” وهذا ظاهر الفساد.

ولو عطفت”شركاءكم”، في الآية الأولى، على “أمركم” لم يجز، لأنّه يقال: “أجمع أمره وعلى أمره” ، كما يقال: “عزمه وعزم عليه” ، كلاهما بمعنى واحد ولا يقال: “أجمع الشركاء أو عزم عليهم” . بل يقال: “جمعهم” . فلو عُطفت كان المعنى: ” اعزموا على أمركم واعزموا على شركائكم” …..وذلك واضح البطلان.

المصدر: كتاب جامع الدروس العربية/ تاليف الشيخ مصطفى الغلايينىفقة اللغة واسرار العربية / تاليف الامام ابي منصور عبد الملكالرائد في التعبير / تاليف طارق بنداري


شارك المقالة: