عِلم النحو في اللغة العربيّة

اقرأ في هذا المقال


تعريف النحو

النحو في اللغة العربية هو القصد والتحريف والجهة، وأصل هذه المعاني هو القصد؛ ذلك لأنَّ النحو مأخوذ من قول أبي الأسود الدؤلي، عندما كتب كتاباً فيه جمل العربيّة، ثم قال “….انحوا هذا النحو”؛ بمعنى: اقصدوه، والنحو القصد، فسمي لذلك نحواً.
ويقول ابن فارس:” النون والحاء والواو كلمةٌ تَدُل على قصد، لذلك سُمي نحو الكلام؛ لأنَّه يقصد أصول الكلام، فيتكلم على حسب ما كان العرب تتكلم به.
وكذلك قال ابن منظور في لسان العرب:” والنحو هو القصد، والطريق….، نحاه ينحوه وينحاه نحواً، وانتحاه، ونحو العربيّة منه…، وهو في الأصل مصدر شائع؛ أي : نحوت نحواً، كقولك: قصدتُ قصداً، ثم خصَّ به انتحاء هذا القبيل من العِلم”.
وفي المُعجم الوسيط:” النحو: القصد، يُقال: نحوت نحوه: أي قصدت قصده”، حيث يظهر من خلال التحديات أنَّ أصل هذه المادة الذي ترجع إليه هو القصد، وأنَّ ما سواه من المعاني تابع.

الأسباب التي أدَّت إلى ظهور ونشأة عِلمُ النحوِِ

أدى اتساع بوتقة الدولة الإسلاميّة في العالم إلى اعتناق العديد من الأفراد للإسلام في مختلف الشعوب غير العربيّة وكذلك انتشار اللغة العربيّة بينها، وذلك أدَّى إلى تلحين اللغة العربيّة وتأثير ذلك على العرب، وهذا ما دفع العلماء إلى تأصيل قواعد اللغة العربيّة؛ ذلك بغرض مواجهة ظاهرة دخول اللحن إلى اللغة وبشكل خاص فيما يتعلَّق بالعلوم الإسلاميّة والإسلام كذلك، والقرآن الكريم.
حيث اختلف الرواة في تحديد الأسباب التي أدَّت إلى وجود عِلم النحو في اللغة العربية، ولجعلهم كذلك يفكرون في هذا العِلم، ومن أشهر القصص التي تناولها العرب حول السَّبب الرئيسي في نشوء علم النحو في اللغة العربيّة نذكر منها ما يلي:

القصة الأولى:
إنَّ أبا الأسود الدؤلي مرَّ برجل كان يقرأ القرآن الكريم، فسمعه يقول” إنَّ الله بريء من المُشركين ورسولهِ”، أي أنَّه قام بجر كلمة “رسوله”وجعلها معطوفة على كلمة ” المشركين” ممّا أدَّى إلى تغيير المعنى المراد من الآية بشكل كُلي، والصحيح في ذلك أن تكون كلمة” رسوله” مرفوعة بالضمة؛ لأنَّها مُبتدأ لجملة محذوفة تقديراً” ورسولُه كذلك بريء”، وبعدها توجَّه أبو الأسود إلى علي بن أبي طالب، حيث شرح له وجهة نظره في ما قاله الرجل، وكذلك أنَّ اللغة العربيّة في خطر، ممّا دفع علي بن أبي طالب إلى إرضائه من خلال كتابته ما يلي على رقعة ورقيّة:” بسم الله الرحمن الرحيم.. الكلام اسم وفعل وحرف.. الاسم ما أنبأ عن المسمَّى.. والفعل ما انبأ عن حركة المُسمَّى.. والحرف ما أنبأ عن ما هو ليس اسم ولا فعل “، فردَّ عليه أبو الأسود الدؤلي وقال” انحُ هذا النحو”.

القصَّة الثانية:
عندما دخل أبو الأسود الدؤلي على علي بن أبي طالب وهو يقرأ رقعةً ، فسأله ماذا يقرأ ، فردَّ عليه علي بن أبي طالب أقرأ لغة العرب قد فسدت نتيجةً لاختلاطها بالشعوب الأعجميّة، وأنَّه يريد أن يضع قواعد للغة العربيّة.

المصدر: كتاب نهج البلاغة.علم النحو في اللغة العربيّةألفية ابن مالك


شارك المقالة: