قصة أميرة الربيع

اقرأ في هذا المقال


قصة أميرة الينابيع أو (The Princess of the Springs) هي قصة خيالية من القصص البرازيلية حيث تعتمد الحكايات البرازيلية التقليدية من قصص الإبداع وقصص السحر إلى حكايات الحيوانات والمخادعين على التقاليد الثقافية المتنوعة للشعوب الأصلية.

الشخصيات:

  •  أميرة الربيع.
  • عملاق الشمس.
  • والدة أميرة الربيع.
  • عملاق الرياح.

قصة أميرة الربيع:

ذات مرة منذ فترة طويلة استمال القمر العملاق العملاقة الجميلة التي تسكن في النهر العظيم وفاز بحبها وبنى لها قصرًا رائعًا حيث يصب النهر العظيم في البحر، وكان مصنوعًا من عرق اللؤلؤ ومنحوتات غنية، واستخدم الذهب والفضة والأحجار الكريمة في تزيينه ولم يحدث من قبل في كل العالم أن يمتلك عملاق أو عملاقة مثل هذا المنزل الرائع، وعندما ولدت ابنة القمر العملاق وعملاقة النهر العظيم.

تقرر بين العمالقة أن تكون أميرة جميع الينابيع وأن تحكم جميع الأنهار والبحيرات، كان ضوء عينيها مثل شعاع القمر وكانت ابتسامتها مثل ضوء القمر على المياه الساكنة وكانت قوتها قوة النهر العظيم،  وعندما كبرت أميرة الربيع الجميلة جاء العديد من الخاطبين ليغنوا لها تحت نوافذ القصر، لكنّها لم تحب أيًا منهم كانت سعيدة للغاية بالعيش في قصرها الجميل مع والدتها العزيزة.

لدرجة أنها لم تهتم على الإطلاق بأي خاطب، وأخيرًا جاء عملاق الشمس لجذب انتباه أميرة الربيع وكسب قلبها، كانت قوة عملاق  الشمس هي قوة عشرة من الخاطبين الآخرين للأميرة الجميلة لقد كان قوياً لدرجة أنه فاز بقلبها، لكن عندما طلب منها الزواج منه والذهاب معه إلى قصره الخاص هزّت أميرة الربيع رأسها الجميل وقالت: يا عملاق الشمس أنت رائع وقوي للغاية.

لدرجة أنني أحبك كما لم أحب من قبل خاطبًا كان يغني تحت نافذة قصري، لكنّي أحب أمي أيضًا ولا أستطيع أن أذهب معك وأترك ​​والدتي العزيزة سوف يحطم ذلك قلبي، أخبر عملاق الشمس أميرة الربيع مرارًا وتكرارًا عن حبه الكبير لها، وعن قصره الرائع الذي سيكون منزلها الجديد وعن الحياة السعيدة التي كانت تنتظرها كملكة للقصر.

استمعت مطولاً إلى كلامه وقررت أنه يمكنها مغادرة المنزل والعيش معه لمدة تسعة أشهر في العام ، ولمدة ثلاثة أشهر من كل عام كان عليها العودة إلى قصر اللؤلؤ الرائع حيث يجري النهر العظيم في البحر وتقضي الوقت مع والدتها عملاقة النهر العظيم، وافق عملاق الشمس أخيرًا بحزن على هذا الترتيب وأقيم حفل الزفاف الذي استمر سبعة أيام وسبع ليال، ثمّ ذهبت أميرة الربيع مع عملاق الشمس إلى منزله.

وفي كل عام كانت أميرة الربيع تذهب لزيارة والدتها لمدة ثلاثة أشهر وفقًا للاتفاقية، وعاشت لمدة ثلاثة أشهر من كل عام في قصر أمها ولمدة ثلاثة أشهر من كل عام كانت الأنهار تغني مرة أخرى أثناء اندفاعها على طول طريقها، ولمدة ثلاثة أشهر كانت البحيرات تتلألأ في ضوء الشمس الساطع بينما كانت قلوبهنّ مليئة بالبهجة مرة أخرى.

وعندما ولد أخيرًا الابن الصغير لأميرة الربيع أرادت أن تأخذه معها عندما ذهبت لزيارة والدتها، ولكن لم يوافق عملاق الشمس على ذلك ولقد رفض بشدة السماح للطفل بمغادرة المنزل، وبعد الكثير من التوسل الذي كان عبثًا، انطلقت أميرة الربيع في رحلتها وحدها بحزن في قلبها، لقد تركت ابنها الرضيع مع أفضل الممرضات التي يمكنها الاستعانة بها.

حدث الآن أنّ عملاقة النهر العظيم لم تتوقع أن تتمكن ابنتها من زيارتها في ذلك العام وكانت تعتقد أنّ جميع الأنهار والبحيرات وقصر عرق اللؤلؤ يجب أن يتعايشوا بأفضل ما يمكن دون وجود أميرة الربيع، وعندما ذهبت عملاقة النهر العظيم لتروي الأرض، كان أحد عمالقة الأرض قد أسرها ولم يسمح لها بالفرار، وعندما وصلت أميرة الربيع إلى القصر الجميل لم يكن هناك أحد في المنزل.

ركضت من غرفة إلى أخرى في القصر وهي تنادي: يا أمي العزيزة عملاقة النهر العظيم أين أنت؟ أين أخفيت نفسك؟ ولم يكن هناك جواب، وتردد صدى صوتها من خلال القاعات الجميلة وكان القصر مهجوراً بالكامل، ركضت خارج القصر ونادت على أسماك النهر: يا أسماك النهر، هل رأيتم أمي العزيزة؟ ونادت إلى رمال البحر: يا رمال البحر، هل رأيتم أمي الحبيبة؟

ولم يكن هناك جواب، ولم يعرف أحد ما حل بعملاقة النهر العظيم، كانت أميرة الربيع قلقة للغاية لدرجة أنها اعتقدت أن قلبها سينكسر في حزنه وركضت على كلّ الأرض، ثمّ ذهبت إلى منزل الريح العظيمة حيث كان عملاق الريح العظيمة بعيدًا، لكنّ والده العجوز كان في المنزل، لقد كان شديد الأسف لأميرة الربيع عندما سمع قصتها الحزينة، وقال وهو يواسيها: أنا متأكد من أن ابني يمكنه مساعدتك في العثور على والدتك.

سيعود قريبًا إلى المنزل من عمله اليومي، وعندما وصل عملاق الريح العظيمة إلى المنزل كان في مزاج رهيب، واقتحم وغضب ووجه ضربات قاسية لكل ما قابله كان والده قد أخفى أميرة الربيع في خزانة بعيدًا عن الطريق، وكان من حسن حظها بالفعل أنه فعل ذلك، وبعد أن ارتاح عملاق الريح العظيم وأكل عشاءه كان أفضل حالًا، ثمّ قال له والده: يا بني إذا أتت أميرة متجولة في هذا الطريق عمدًا لتطرح عليك سؤالاً ماذا ستفعل بها؟

أجاب عملاق الريح العظيمة: سأجيب على سؤالها بأفضل ما يمكنني بالطبع، فتح والده باب الخزانة على الفور وخرجت أميرة الربيع، وركعت أمام عملاق الريح بملابسها الخضراء، تأثر قلب عملاق الريح العظيم بجمالها وحزنها، فقالت أميرة الربيع: يا عملاق الريح العظيمة  أنا ابنة عملاقة النهر العظيم ولقد فقدت والدتي، ولقد بحثت عنها في كل الأرض والآن أتيت إليك للمساعدة هل يمكنك إخباري بأي شيء عن مكانها وكيف يمكنني العثور عليها؟

ارتدى عملاق الريح العظيمة قبعة تفكيره وفكر بجدية وقال: أمك تحت سلطة عملاق أرضي قام بسجنها، أنا أعرف كل شيء عن هذه القضية وسأذهب معك بكل سرور وأساعدك في العودة إلى منزلها سنبدأ مرة واحدة، أعاد عملاق الريح العظيمة أميرة الربيع إلى الأرض على جياده السريعة، ثمّ اقتحم قلعة العملاق البري الذي سجن عملاقة النهر العظيم.

وحفرت أميرة الربيع بهدوء تحت جدران القلعة إلى الزنزانة حيث كانت والدتها محصورة، كانت والدتها سعيدة للغاية لرؤيتها وعندما قادت أميرة الربيع والدتها بأمان خارج أسوار القلعة، شكرت عملاق الريح العظيمة على كل ما فعله لمساعدتها، ثم سارعت عملاقة النهر العظيم وأميرة الربيع بالعودة إلى القصر، وبمجرد أن وصلت بأمان إلى هناك مرة أخرى تذكرت أميرة الربيع فجأة أنها بقيت بعيدة عن منزلها.

في قصر الشمس العملاق لفترة أطول من الأشهر الثلاثة التي كان من المفترض أن تبقى فيها وفقًا للاتفاقية، ودعت والدتها على الفور وسارعت إلى منزل وزوجها وابنها الرضيع، في تلك الأثناء كان زوجها قلقاً للغاية في البداية وعندما مرّت الأشهر الثلاثة ولم تعد أميرة الربيع إليه ولا ابنها الصغير، ثمّ غضب لدرجة أنه تزوج بأميرة أخرى، وقامت الزوجة الجديدة  بطرد الممرضات اللائي كن يعتنين بالابن الصغير لأميرة الربيع.

ووضعته في المطبخ كما لو كان أحد العبيد، وعندما وصلت أميرة الربيع إلى قصرها الذي كان أول شخص رأته هو ابنها الصغير وكان قذرًا ومهملًا، ثمّ اكتشفت كل ما حدث في غيابها وسرعان ما أخذت أميرة الربيع طفلها بين ذراعيها، ثمّ هربت إلى أعماق البحر وبكت حتّى ارتفعت مياه البحر عالياً ووصلت إلى قصر الشمس العملاق، لقد غطوا القصر واختفت زوجته الجديدة وكل القصر بالكامل عن الأنظار لمدة أربعين يومًا.

ولم يُرى وجه الشمس العملاق على الأرض، ونشأ الابن الصغير لأميرة الربيع ليصبح عملاق المطر، وفي موسم الأمطار وموسم زخات الرعد يحكم على الأرض، ويرسل على الأرض مثل هذه الدموع التي ذرفتها أميرة الربيع في أعماق البحار.

المصدر: The Princess of the Springs


شارك المقالة: