قصة ابنة إيرل مار

اقرأ في هذا المقال


قصة ابنة إيرل مار أو (Earl Mar’s daughter) هي حكاية فولكلورية إنجليزية، للمؤلف جوزيف جاكوبس، والتي نُشرت عام 1892، ونشرها أبناء جي بي بوتنام.

الشخصيات:

  • ابنة إيرل مار.
  • إيرل مار.
  • الأمير فلورنس.

قصة ابنة إيرل مار:

في أحد أيام الصيف الجميلة، ذهبت ابنة إيرل مار إلى حديقة القلعة و بدأت في الرقص والمرح وبينما كانت تلعب وتمارس الرياضة، كانت تتوقف من وقت لآخر للاستماع إلى موسيقى الطيور، وبعد برهة جلست تحت ظل شجرة بلوط خضراء للراحة، ثمّ نظرت إلى الأعلى وتجسست على حمامة مرحة تجلس عالياً على أحد فروعها، نظرت إلى الأعلى وقالت: يا عزيزتي، انزلي إليّ وسأعطيك قفصًا ذهبيًا.

سآخذك إلى المنزل وأكون لطيفة وجيدة معك، وبالكاد قالت هذه الكلمات عندما طارت الحمامة من الغصن واستقرت على كتفها، مستلقية على رقبتها بينما كانت تلمس ريشها، ثمّ أخذتها للمنزل إلى غرفتها الخاصة ووضعتها في قفص جميل، وقدمت لها الماء والطعام، وانتهى اليوم بهدوء، وحلّ الليل وكانت ابنة إيرل مار تفكر في النوم عندما استدارت ووجدت إلى جانبها شابًا وسيمًا.

شعرت بالذهول لأنّ الباب كان مغلقاً لساعات حيث لم تُشاهد أي أحد يدخل، لكنّها كانت فتاة شجاعة ولم تخف، وقالت: ما الذي تفعله هنا أيها الشاب لتأتي وتفاجئني؟ الباب مغلق منذ ساعات، كيف أتيت إلى هنا؟ همس الشاب لها: الصمت، الصمت! اسكتي! أرجوكي، لقد كنت تلك الحمامة الهادئة التي أقنعتها بالنزول بعيدًا عن الشجرة، فقالت له بصوت منخفض: ولكن من أنت إذاً؟

وكيف جئت لتتحول إلى ذلك الطائر الصغير العزيز؟ فقال لها: اسمي فلورنتين، وأمي ملكة، وهي أكثر من ملكة، لأنّها تعرف السحر والتعاويذ، ولأنني لم أكن أطيعها وأفعل ما كانت تتمنى، فقد حوّلتني إلى حمامة في النهار، ولكن في الليل هي تفقد قوتها، وأصبح أنا رجلاً مرة أخرى، واليوم عبرت البحر ورأيتك لأول مرة، وكنت سعيدًا لكوني طائرًا يمكنني الاقتراب منك.

وما لم تحبني، لن أكون سعيدًا أكثر من ذلك، فقالت له: لكن إذا كنت أحبك، ألن تطير بعيدًا وتتركني يومًا من هذه الأيام الجميلة؟ قال الأمير: أبداً، أبدا كوني زوجتي وسأكون لك إلى الأبد في النهار طائرًا، وفي الليل أكون أميرًا، وسأكون دائمًا بجانبك كزوج عزيزي، لذلك تزوجا سراً وعاشوا بسعادة في القلعة، ولم يعرف أحد أنّ حمامة الفتاة المفضلة يصبح كل ليلة أمير فلورنتين.

وفي كل عام كان يأتيهم ابن صغير رائع بقدر ما يمكن أن يكون، ولكن مع ولادة كل ولد، كان يحمل الأمير فلورنتين الطفل الصغير بعيدًا على ظهره فوق البحر إلى حيث تعيش الملكة والدته، ويترك الطفل الصغير معها، وهكذا مرّت سبع سنوات وهم في سعادة غامرة، ثمّ حلّت بهم مشكلة كبيرة، بالنسبة لإيرل مار، كان قد تمنى أن يزوج ابنته من الرجل النبيل الذي جاء لخطبتها، ضغط والدها عليها بشدة.

لكنّها قالت: أبي العزيز، لا أرغب في الزواج، يمكنني أن أكون سعيدة جدًا مع حمامتي التي أضعها في القفص هنا، وهي تسلي وحدتي، ثمّ قام والدها في حالة من الغضب الشديد وأقسم قسمًا كبيرًا، وقال: غدًا، إذا أصبحت وأنا متأكد من أنني أعيش وآكل، وسألوي عنق هذا الطائر، وأخرجه من غرفتها، فأسرعت الفتاة إلى الأمير الحمامة وقالت: أوه، أيتها الحمامة لقد حان الوقت لتكوني بعيدًا من هنا.

فقفز على عتبة النافذة وفي لحظة كان يطير بعيدًا، وقد طار وطار حتّى كان فوق في أعماق البحار، وأنتهت رحلته حين وصل إلى قلعة والدته، والآن كانت الملكة والدته في نزهة إلى الخارج عندما رأت الحمامة الجميلة تحلّق فوقها وتنزل على جدران القلعة، فقالت بفرح: تعالوا هنا، وليأتي الراقصون ويرقصوا رقصاتهم، ويجلبون لي الفرح معهم، فهذه هي فلورنسا الخاصة بي.

ويبدو أنه يعود إليّ للبقاء معي هذه المره، لأنّه لم يجلب معه صبيًا لطيفًا هذه المرة، قال فلورنتين: لا، يا أمي، لا يوجد راقصات لي ولا مغنيات، ثمّ قال بحزن: زوجتي العزيزة، والدة أبنائي السبعة ستتزوج غدًا، وسيكون هذا اليوم حزينًا بالنسبة لي، فقالت الملكة: ماذا أفعل يا ابني؟ أخبرني، وسوف يتم ذلك إذا كان لسحري القدرة على القيام بذلك.

فقال الأمير: حسنًا، يا أمي العزيزة، حوّلي الأربعة والعشرين راقصًا وراقصة إلى أربعة وعشرين طائر مالك الحزين، ودعي أبنائي السبعة يصبحون سبعة بجعات بيضاء، واسمحي لي أن أكون قائدهم، قالت: للأسف! يا بني، قد لا أستطيع فعل ذلك، سحري لا يصل إلى حد بعيد، ولكن ربما يعرف معلمي زوجي أوستري بشكل أفضل.

وابتعدت مسرعة إلى كهف أوستري، وبعد فترة ظهرت والدته وقد تحول لونها إلى امرأة بيضاء بقدر ما يمكن، وكانت تحرك بعض الأعشاب المحترقة التي أحضرتها من الكهف، وتقرأ فوقها بعض التعاويذ السحرية، وفجأة تحوّل الأمير من حمامة إلى طائر الباز وحلّق حوله أربعة وعشرون طائراً رماديًا من طيور مالك الحزين، وفوقهم حلقت سبع بجعات بيضاء.

طاروا فوق البحر الأزرق العميق الذي كان يتقلب ويتأوه بدون كلمة أو وداع، وطاروا بأقصى سرعة لهم حتى انقضوا على قلعة إيرل مار بينما كان حفل زفاف متجهًا إلى الكنيسة، في البداية جاء الرجال المدعوون ثم أصدقاء العريس، ثمّ رجال إيرل مار، ثمّ العريس، وأخيراً جاءت ابنة إيرل مار وهي شاحبة وحزينة، تحركوا ببطء إلى الموسيقى الفخمة حتى تجاوزوا الأشجار التي كانت تستقر عليها الطيور.

وفي كلمة من الأمير فلورنتين، الذي كان قائدهم على شكل طائر الباز، قد صعدوا جميعًا في الهواء، وطائر مالك الحزين من تحتهم، والبجعات من الأعلى، والباز يحلق فوقهم كلهم، تساءل العرسان عمّا يحدث في الأفق! وكانت طيور مالك الحزين تسقط بينهم ويبعثرون الرجال، وتولّت البجعات مسؤولية العروس بينما انطلق الباز وربط العريس بشجرة.

ثمّ تجمعت طيور مالك الحزين معًا على شكل سرير واحد من الريش ووضعت البجعات والدتهم عليه، وفجأة قاموا جميعًا بالارتفاع في الهواء حاملين العروس معهم بأمان نحو منزل الأمير فلورنتين، و كان هناك حفل زفاف جميل ورائع، واحتفل الجميع حولهم بمرح، وكانوا يرقصون مع أصوات الموسيقى التي ملأت المكان، لقد رأوا عروسهم الجميلة تمضي بعيدًا بعيدًا حتى اختفت هي ومالك الحزين والبجع والباز.

وفي ذلك اليوم أحضر الأمير فلورنتين ابنة إيرل مار إلى قلعة الملكة والدته التي سلبته تعويذته الشريرة، وعاشوا سعداء على الاطلاق كعائلة واحدة.

المصدر: Earl Mar's daughter


شارك المقالة: