قصة ابنة ملك نابولي

اقرأ في هذا المقال


قصة ابنة ملك نابولي أو (The Daughter of the King of Naples) هي حكاية خيالية من الحكايات الشعبية البرتغالية، للكاتبة إلسي سبايسر إيلز.

الشخصيّات:

  • الأمير.
  • الأميرة.
  • العجوز.

قصة ابنة ملك نابولي:

كان هناك ملك كان له ابن وحيد، مرّت السنين ولم يتزوج، فناداه والده في يوم من الأيام وقال له: حان وقت الزواج يا بني، أنت الآن في السن الذي يجب ألا تنتظر فيه لاختيار عروسك، لماذا لم تقم بذلك بالفعل؟ أجاب الأمير: لن أتزوج إلا ابنة ملك نابولي، فسأله والده: هل تعلم أنّ لملك نابولي ابنة؟ أجاب الابن: لا، لا اعرف، قال الملك: ينبغي أن أنصحك بمعرفة ما إذا كان لملك نابولي ابنة أم لا قبل أن تقرر الزواج منها.

أجاب الأمير: هذه نصيحة جيدة، أشكرك، وفقًا لذلك، سأل كل شخص قابله عما إذا كان لملك نابولي ابنة، ولكن لم يكن هناك أي شخص يعرف أي شيء عنها، ثمّ نصحه الملك، وقال: يجب عليك الذهاب إلى نابولي للحصول على هذه المعلومات، إنّها رحلة طويلة، ولكن إذا كنت عازمًا على الزواج، ولم ترض فتاة باستثناء ابنة ملك نابولي، فيبدو أنّه لا توجد طريقة سوى الذهاب إلى هناك ومعرفة ما إذا كان لديه ابنة أم لا.

وفقًا لذلك، تمّ تجهيز سفينة وأبحر الأمير إلى نابولي، كانت رحلة صعبة وطويلة، لكنّه وصل في النهاية بأمان، ولحظة هبوطه في المدينة جاء المتسولون مزدحمين حولهم، فوزّع الأمير عليهم الصدقات بسخاء، ثمّ سأل: هل يعرف أحد ما إذا كان لملك نابولي ابنة أم لا؟ لم يكن هناك من يعرف، أخيرًا، قالت امرأة عجوز أنّها مرّت بجوار القصر الملكي وكان هناك وجه جميل عند النافذة.

وأضافت العجوز: أعتقد أنّها ربما كانت ابنة ملك نابولي، لكنّني لا أعرف، فقال لها الأمير: اذهبي واكتشفي أمرها، وسوف أكافئك بسخاء، أسرعت المرأة العجوز إلى القصر الملكي، ورأت نفس الوجه الجميل على النافذة الذي رأته من قبل، فنادت وقالت: أيتها السيدة الجميلة، أريد التحدث معك، فتحت الأميرة النافذة بلطف، فسألت السيدة: ماذا تتمني أيتها الأم الطيبة؟ فقالت المرأة العجوز: هل أنت ابنة ملك نابولي؟ أجابت الأميرة: أنا هي.

سألت المرأة العجوز: هل لي أن آتي يومًا لأبيع لك أشياء جميلة؟ فوافقت الفتاة وحدّدت ساعة في اليوم التالي للعجوز بحيث قد تأتي معها بضاعتها، ثمّ أسرعت المرأة العجوز إلى الأمير المنتظر، وقالت له: ملك نابولي له ابنة! وابنة جميلة جدًا أيضاً أمطر الأمير المرأة العجوز بالذهب، لقد كان سعيدًا جدًا لدرجة أنّه اكتشف أخيرًا وجود ابنة ملك نابولي، شكرته المرأة العجوز، وقالت: لقد فعلت شيئًا آخر لك، سيدي اللطيف، لقد حددت موعدًا لرؤية الأميرة غدًا،  أنا ذاهب إلى القصر في الساعة الرابعة لأبيع لها أشياء جميلة.

فصرخ الأمير: أحسنت يا أمي! ودفع يده مرة أخرى في حقيبته وأعطاها مزيداً من المال،وقال: دعيني أذهب مكانك! وافقت المرأة العجوز بسرور، وارتدى الأمير نفسه كبائع متجول، وبعد ظهر اليوم التالي في الساعة الرابعة صباحًا ذهب إلى قصر ملك نابولي، وعندما سأله الخادم مالذي يريده؟ أجاب الأمير: إنّه بائع متجول لديه العديد من السلع الممتعة للبيع، وقال أنّ له موعد مع سمو الأميرة.

وعندما سأل الخادم الأميرة قالت:نعم، كانت بائعة متجولة تأتي اليوم في الساعة الرابعة صباحًا بأشياء جميلة يمكنني شراؤها، وبناءً عليه، سُمح للأمير بالحضور أمام ابنة ملك نابولي، ولكنّ الأميرة تفاجأت عندما وجدت البائع المتجول شاب وسيم بدلاً من المرأة العجوز التي تحدثت معها في اليوم السابق، ثمّ قالت: ما أجمل الأشياء التي لديك! وهي تتفحص الصينية المليئة بالشرائط والخرز والحلي، وبعدما اختارت عددًا من الأواني ثم سألت:ما ثمن هذه؟

ولكنّ الأمير لم يحدد سعراً، وقال لها: إذا كنت سموك مسرورة بهذه الأشياء، فلدي الكثير من الأشياء في المنزل والتي ستعجبك بشكل أفضل، سأحضرهم لك غداً، فقالت الأميرة:سيكون ذلك رائعاً، تعال مرة أخرى في الغد في هذه الساعة، وفي اليوم التالي، ارتدى الأمير نفسه مرة أخرى على أنّه بائع متجول، ولكن تحت الملابس الخارجية كان يرتدي ملابسه الثرية، وعندما تمّ قبوله في القصر الملكي مرة أخرى، تخلّى عن تنكره كبائع متجول ووقف أمام الأميرة وكأنه الأمير الحقيقي.

كانت الأميرة متفاجئة لدرجة أنها أصبحت شاحبة، وقالت: من أنت؟ أنت بالتأكيد لست البائع المتجول الذي جاء إلى هنا بالأمس! ابتسم الأمير في عينيها، فأخبرها عن السعي الذي قاده إلى هناك، وقد أعجبت بصبره واجتهاده في اكتشاف وجودها، وعندما طلب منها الزواج منه في الحال، وافقت على الفور، لقد خطّطوا للهروب ليلاً والذهاب معه على متن سفينته.

بدا كل هذا رومانسيًا جدًا لابنة ملك نابولي، لم تحلم قط أن يحدث شيء مثل هذا، كانت طوال حياتها تحت حراسة مشددة لدرجة أنّ الهروب من القصر والإبحار بعيدًا في سفينة الأمير بدت أروع شيء في العالم، تمّ الاتفاق في الليلة التالية، وقبل الساعة المحددة بوقت طويل جلس الأمير على صهوة حصان عند سفح السلم الذي ستهرب منه الأميرة، لقد كان مرهقًا جدًا من كل الإثارة في الأيام الثلاثة الماضية، وبينما كان ينتظرها نام.

مرّ سارق ورأه نائماً معلقًا على السرج، فكّر اللص قائلاً: سأضعه بلطف على الأرض وأهرب بحصانه وسرجه بينما توقف ونظر إلى الحصان بعين ناقدة، بعد ذلك، رأى شيئًا ما جعله يغير رأيه بشأن الإسراع بعيدًا بعد أن يسرق الأمير، كانت هناك أجمل فتاة رآها تزحف بصمت على السلم، جاءت إليه مباشرة، وكانت كلماتها: أنا جاهزة، يا حبيبي، ثمّ رفعها اللص بصمت خلفه على ظهر الحصان وابتعدوا معًا.

سألت الأميرة بعد أن ركبوا معًا لبعض الوقت دون التحدث: ولكن أين قاربك؟ فكر اللص في نفسه: لذلك فهو قارب تبحث عنه السيدة الجميلة، ولكن يصعب ترتيب إحضار القارب قليلاً، لكن يمكن القيام به إذا لزم الأمر، يجب أن يكون هناك قارب في مكان ما لكي أسرقه، ثمّ ترك ابنة ملك نابولي على الشاطئ بينما ذهب لسرقة قارب، وعندما عاد، أشرق الضوء على وجهه وظنّت الفتاة أنّه لا يشبه اليوم السابق.

فقالت في نفسها في محاولة للحصول على الثقة: بالطبع، لقد رأيته مرتين يجب أن يكون الأمير، حبي الحقيقي، قال السارق: ها هو قاربنا، وشرعوا معًا، وعندما أضاء ضوء الصباح على السارق، رأت الأميرة أنّه ليس مثل الأمير الذي جاء متجولًا، ضحك السارق وسأل: هل تعرفين سيدتي مع من ستذهبين؟ فأجابت وهي تنفجر في البكاء: اعتقدت أنني ذاهب مع الأمير الذي هو حبيبي، لم يكن الهروب رومانسي وممتع كما صورته، وتمنّت بحرارة أن تعود إلى القصر الملكي.

أمّا الأمير فسرعان ما استيقظ ونظر في حديقة القصر حيث كان يرقد تحت الشجرة، سأل وهو يفرك عينيه وهو نائم: كيف وصلت إلى هنا؟ لم يكن هناك من يخبره، لذلك اعتقد أنّ حصانه قد ألقى به وهرب بعيدًا، قال لنفسه: من الغريب أن سقوطي لم يوقظني، إنّه أمر محرج بعض الشيء أن أفقد حصاني، ومع ذلك، إذا أوفت الأميرة بوعدها وأتت إلي، فسننجح في الوصول إلى سفينتنا بطريقة ما.

انتظر بصبر شديد لبعض الوقت ثم بدأ يخشى أنّ الأميرة تراجعت عن وعدها بالفرار، ومع ذلك، لم يستسلم لها حتى اقترب ضوء النهار، ثمّ عاد بحزن إلى سفينته المنتظرة، وقال: لقد اكتشفت على الأقل أن ملك نابولي لديه ابنة وأنها أجمل أميرة في العالم، إذا كانت تفضل عدم الهروب للزواج، فسيكون من الأفضل بلا شك أن أبحر إلى المنزل وأطلب من والدي أن يقوم بالترتيبات مع ملك نابولي لحضور حفل زفافنا.

ثمّ قال: هناك بعض المزايا في هذه الطريقة الأكثر كرامة، وهكذا حدث أن الأمير أبحر بعيدًا إلى بلده، ولم يحلم أبدًا أن الأميرة قد وفت بوعدها للهروب معه في الليل، وأنّها كانت في ذلك الوقت في يد السارق الشرير، في تلك الأثناء، بكت ابنة ملك نابولي وبكت بصوت عالٍ عندما اكتشفت أنّه لم يكن أميرها هو الذي كانت معه، كانت تنوح حتى اشمئز منها السارق، وقال: اعتقدت أنك فتاة صغيرة ولطيفة جدًا عندما رأيتك لأول مرة، لكن الآن غيرت رأيي بشأنك.

وقرر اللص أنّه لا يريد أن يضايقها بعد الآن، لذلك هبط في مكان خال وتركها هناك، تجوّلت الأميرة في أرجاء المكان حتى جاء الليل دون أن ترى روحًا واحدة، لا شيء سوى البحر والسماء والصخور، ومع ذلك، كانت ليست بعيدة عن الكوخ الذي تعيش فيه زوجة وابنة صياد فقير، وفي سكون الليل سمعوا صرخة، قالت الابنة: هناك شخص ما في مشكلة بالخارج يا أمي، فتحت المرأتان بابهما وخرجتا في الظلام.

وسرعان ما قادتهم تنهدات الأميرة إلى المكان على الصخور حيث كانت تبكي كما لو أن قلبها سينكسر، رفعنها بحنان وحملنها إلى المنزل، أعطت ابنة الصياد للأميرة بعض الملابس الخاصة بها لترتديه وعاشوا معًا فترة من الوقت، وكانت الأميرة تبكي طوال الوقت على حبها الضائع وعلى القصر الملكي لملك نابولي، في تلك الأثناء واجهت سفينة الأمير عاصفة كبيرة  وقادها البحر بالقرب من مكان الأميرة.

وعندما وصل، رأى الأمير ابنة الصياد والأميرة يقفان على الصخور بجانب البحر، كان يحدّق بشدة في الأميرة، ثمّ قال لها: أنت تذكريني بشخص كنت أعرفه،أخبريني  اسمك، نظرت الأميرة بخجل إلى الملابس التي كانت ترتديها، ولكنّها عرفت الأمير في اللحظة التي رأته فيها، قالت: أنا ابنة ملك نابولي، ثمّ أخذها الأمير بين ذراعيه، وبمجرد عودتهم إلى القصر، تمّ الاحتفال بزفافهم بفرح كبير وعاشوا معًا بسعادة.

المصدر: https://www.worldoftales.com/European_folktales/Portuguese_folktale_16.html,The Daughter of the King of Napleshttps://fairytalez.com/the-daughter-of-the-king-of-naples/,The Daughter of the King of Napleshttps://www.britannica.com/biography/Ferdinand-I-king-of-Naples,The Daughter of the King of Naples


شارك المقالة: