قصة الأخت الصغيرة للعمالقة

اقرأ في هذا المقال


قصة الأخت الصغيرة للعمالقة أو (The Little Sister of the Giants) هي قصة خيالية من القصص البرازيلية حيث تعتمد الحكايات البرازيلية التقليدية من قصص الإبداع وقصص السحر إلى حكايات الحيوانات والمخادعين على التقاليد الثقافية المتنوعة للشعوب الأصلية.

الشخصيات:

  •  أنجليتا.
  • زوجة الأب.
  • الأمير.
  • العمالقة.

قصة الأخت الصغيرة للعمالقة:

ذات مرة كانت هناك فتاة صغيرة كانت جميلة جداً وكانت ابتسامتها مثل شروق الشمس، وكل عام مع تقدمها في السن أصبحت تزداد جمالاً كان اسمها أنجيليتا، توفيت والدة الفتاة الصغيرة وتزوج والدها صانع الصور للمرة الثانية، كانت زوجة الأب امرأة مشهورة في المدينة بجمالها الرائع وعندما كبرت انجليتا أكثر، سرعان ما أصبحت تغار منها.

وفي كل ليلة كانت تسأل المصور: من أجمل زوجتك أم طفلتك؟ كان صانع الصور رجلاً حكيمًا ويعرف جيدًا التصرف تجاه زوجته الغيورة وكان يجيب دائمًا: أنت يا زوجتي جمالك منقطع النظير على الإطلاق، و في أحد الأيام مات صانع الصور فجأة، وترك زوجته مع ابنته وحدهما في العالم حيث حزنتا بشدة على وفاته، وذات يوم بينما كنّ متكئات على الشرفة راقبهم اثنان من المارة.

وقال أحدهما للآخر: هل ترى هؤلاء النساء الجميلات في الشرفة؟ الأم جميلة لكنّ الابنة أجمل بكثير، وعندما سمعت زوجة الأب كلام المارة الآن تحولت غيرتها إلى لهب مشتعل، وعندها  طارت زوجة الأب في حالة من الغضب الشديد، لقد عرفت الآن أنّ ذلك كان صحيحًا كما كانت تخشى منذ فترة طويلة وكانت الفتاة أجمل منها وغيرتها لا تعرف الحدود.

لذلك امسكت ابنة زوجها بقسوة وأغلقت عليها في غرفة صغيرة في العلية، كانت الغرفة الصغيرة في العلية تحتوي على نافذة صغيرة واحدة ، لكنّ أنجليتا صعدت لفتحها من أجل الحصول على القليل من الهواء حيث يمكنها الوقوف والنظر من النافذة، كانت زوجة والدها تنحني فوق الشرفة بمفردها عندما مرّ بها اثنان من العمالقة، وقال أحدهما للآخر: هل ترى المرأة الجميلة في الشرفة؟ أجاب الآخر: نعم إنّها امرأة جميلة.

لكنّ الخادمة الصغيرة السجينة في العلية أجمل بكثير، أصبحت زوجة الأب يائسة، وأمرت الخادم العجوز بحمل الفتاة إلى الغابة وقتلها، وقالت: تأكد من أن تعيد طرف لسان أنجيليتا حتّى أعلم أنّك قد أطعت أمري، كانت سعيدة للغاية بإخراجها من غرفة العلية الصغيرة، وانطلقت في نزهة مع الخادم العجوز بقلب فرح، وسرعان ما وصلوا إلى الغابة العميقة فسألت الفتاة: إلى أين نحن ذاهبون؟

أجاب العجوز: نحن في نزهة من أجل صحتنا، وسرعان ما كانوا بعيدًا جدًا في الغابة لدرجة أنّ المسار الذي تبعوه كان كثيفاً بالأشجار، أصبحت أنجيليتا خائفة وقالت: لن أخطو خطوة أخرى إذا لم تخبرني إلى أين ستأخذني، انفجر العجوز بالبكاء وأخبرها بكل ما أمرت به زوجة والدتها وقال: لم أستطع إيذاء شعرة واحدة من رأسك الجميل، فقالت الفتاة: في الطريق سترى الكثير من الكلاب.

اقطع طرف لسان كلب صغير واحمله للمنزل إلى زوجة أبي، وهذا ما فعله الرجل العجوز وصدّقته زوجة الأب، وفي هذه الأثناء تجولت أنجليتا في الغابة وهربت الثعابين الكبيرة بسرعة من طريقها، وتحدثت القرود والببغاوات لمنعها من الشعور بالوحدة وكانت تتجول باستمرار حتى وصلت أخيرًا إلى قصر ضخم حيث كان الباب الأمامي مفتوحًا على مصراعيه.

كان القصر مهجوراً بالكامل ولم تكن هناك غرفة مرتبة ومنظمة في القصر بأكمله، قالت أنجيليتا: يمكنني أن أجعل هذه الغرف الجميلة مرتبة ونظيفة، فوجدت مكنسة وذهبت للعمل في الحال، وسرعان ما تمّ ترتيب القصر بأكمله مرة أخرى وكان كل شيء نظيفًا ومشرقًا، وعندما كانت أنجيليتا تنهي مهمتها سمعت ضجة كبيرة.

نظرت خارج الباب وكان هناك ثلاثة عمالقة هائلين يدخلون المنزل، كانت خائفة حتى الموت تقريبًا واختبأت تحت كرسي بأسرع ما يمكن، وعندما جاء العمالقة إلى المنزل اندهشوا ليجدوا كل شيء في مثل هذا الترتيب الرائع وقال أكبر عملاق: هذا مكان مختلف عما تركناه، أي نوع من الجنيّات كان بإمكانه القيام بكل هذا العمل بينما كنا بعيدين؟

ودخل العمالقة الثلاثة في مناقشة هذا السؤال، ولم يتمكنوا من معرفة من اهتم بمنزلهم  وجعله نظيفًا للغاية وكانت أصواتهم لطيفة للغاية على الرغم من ارتفاعها وثقلها، ثمّ قررت أنجليتا الخروج من تحت الكرسي والسماح لهم برؤية من قام بالعمل نيابة عنهم، وزحفت بسرعة من مخبأها وعندما رأوها نظروا إليها بلطف وتساءلوا: ما هذه الجنيّة الجميلة؟

أخبرت أنجيليتا العمالقة الثلاثة قصتها فقالوا لها: من فضلك ابقي معنا دائمًا هنا في قصرنا في الغابة وكوني أختنا الصغيرة وعاشت في القصر مع العمالقة الثلاثة بعد ذلك، وكلّ يوم عندما يخرجون للصيد كانت تأخذ المكنسة وتجعل القصر نظيفًا لذلك أحبوها بكل قلوبهم، وكان كل شيء على ما يرام حتّى ذهب طائر صغير وأخبر زوجة والدة أنجيليتا أنّها على قيد الحياة.

وتعيش في أعماق الغابة مع العمالقة الثلاثة، وعندما سمعت زوجة الأب عن ذلك كانت غاضبة واعتقدت أنّها لن تكون سعيدة أبدًا ما دامت أنجيليتا تعيش في العالم، وذهبت لمقابلة الساحرة الشريرة التي أعطتها بعض النعال المسمومة وقالت لها: هذه ستؤدي إلى الموت الفوري لأي شخص يرتديها، ثمّ ذهبت زوجة الأب إلى القصر حيث عاشت في أعماق الغابة مع العمالقة الثلاثة.

ووجدته بسهولة، وكانت أنجيليتا سعيدة جدًا بالعيش مع لدرجة أنّها نسيت كيف كان الخوف، ولم تكن خائفة على الإطلاق عندما سمعت أحدهم يطرق بيده أمام الباب في أحد الأيام عندما كان العمالقة بعيدًا وذهبت إلى الباب حيث فوجئت كثيرًا برؤية زوجة والدتها، ولكنّها دعتها إلى المنزل قالت لها زوجة الأب بلطف: طفلتي العزيزة لقد مرّ وقت طويل منذ أن رأيتك.

لقد أحضرت لك هدية صغيرة لأظهر لك أنني لم أنساك، إنها فقط هدية صغيرة فقيرة، لكنّها أفضل ما يمكنني تقديمه، تأثرت أنجيليتا بهدية زوجة والدتها وقبلتها بجزيل الشكر، وبمجرد أن ذهبت زوجة والدها قامت بفك الشريط الأحمر حول العبوة وفتحته، كان في الداخل زوج من النعال الجلدية، وقالت وهي ترتديها: كم كان من اللطيف أن تجلب لي زوجة أبي هذه النعال.

وبمجرد أن وضعت النعال على قدميها، سقطت ميتة تمامًا كما وعدت الساحرة الشريرة زوجة الأب وكانت زوجة والدتها تراقب من النافذة، وعندما رأت أنجيليتا ميتة أسرعت إلى المنزل بفرح، وبعد عودة العمالقة الثلاثة إلى المنزل لتناول العشاء عرفوا على الفور أن هناك شيئًا ما خطأ حيث كانت هناك آثار قذرة على الأرض وبصمات أصابع قذرة على الباب.

وتساءلوا من صنع هذه العلامات القذرة؟ وعندما دخلوا القاعة الكبيرة للقصر كانت هناك في منتصف الأرض ترقد أنجيليتا، فقالوا: أي شر أصاب أختنا الصغيرة العزيزة؟ من كان بإمكانه أن يقتل أختنا الصغيرة التي أحببناها كثيرًا؟ ثمّ بدأوا البكاء بصوت عالٍ ولم يتمكن العمالقة من الذهاب إلى المدينة لدفن أختهم، لكنّهم بنوا تابوتًا جميلًا من الفضة وحملوه إلى الطريق المؤدي إلى المدينة.

ثم اختبأوا بأنفسهم للمراقبة والتأكد من أنّ شخصًا ما سيحمله إلى مكان الدفن، وسرعان ما مرّ أمير وسيم على حصانه، و لاحظ النعش وفتحه حيث كانت أجمل فتاة نظر إليها على الإطلاق فحمل النعش الفضي إلى قصره، وأمر بعدم دخول أي شخص الغرفة التي وضعه فيها مما أثار فضول أخته الصغيرة في الحال التي تسللت إلى الغرفة وفتحت النعش وتفاجأت برؤية الفتاة الجميلة.

فقالت: أنت جميلة جدًا لولا نعالك، وخلعت النعال الجلدية من قدميها وعندها فتحت أنجليتا عينيها الجميلتين وطلبت شرب ماء، فذهبت الأخت الصغيرة وأحضرت الأمير في الحال، وعندما رآها كانت على قيد الحياة فرح بشدة وطلب منها الزواج، ودعوا العمالقة الثلاثة إلى حفل الزفاف، وبعد ذلك كانوا يزورون أختهم في منزلها الجديد،  وعندما رزقت بأطفالها كان المشهد الأكثر تسلية هو رؤية أكبر عملاق يحمل الأطفال الصغار على ركبته.

المصدر: The Little Sister of the Giants


شارك المقالة: