قصة الأميرة التي عملت بائعة في متجر

اقرأ في هذا المقال


تناولت هذه القصة في مضمونها الحديث حول إحدى الأميرات التي وقع في حبها أحد الملوك، ولكن كان هناك بعض الأمور التي وقفت كعارض في طريق زواجهم، وبعد مرور فترة طويلة تمت الموافقة عليه.

الشخصيات

  • الأميرة آن
  • الملك ميخائيل
  • ابن عم الأميرة جان
  • عائلة آن
  • والدة الملك ميخائيل

قصة الأميرة التي عملت بائعة في متجر

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في دولة فرنسا، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك أميرة تدعى آن، وقد كانت تلك الأميرة من مواليد إحدى المناطق والتي تعرف باسم مدينة بوربون بارما التابعة إلى مدينة باريس، وتلك الأميرة كانت تتميز بأنها تربطها العديد من العلاقات مع ملوك وأمراء معظم الدول الأوروبية، فوالدها كان من أصول فرنسية، بينما والدتها كانت من أصول دنماركية، وقد أمضت تلك الأميرة السنوات الأولى من مراحل حياتها مع والديها وأشقائها الثلاثة في دولة فرنسا.

ولكن بعد أن حدث تصاعد بالأحداث والتوترات بين كل من دولة ألمانيا ودولة فرنسا وكانت الحرب على وشك الاشتعال، عزمت عائلة الأميرة بأكملها الانتقال والعيش في دولة إسبانيا، وقد كانت الأميرة في تلك الفترة تبلغ السادسة عشر من عمرها، وقد كان ذلك في نهاية الثلاثينات من القرن التاسع عشر، وبعد أن قضت الأميرة مع عائلتها فترة وجيزة في تلك الدولة قررت الانتقال مرة أخرى إلى الدول الأوروبية، ومن هناك اتجهت إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وبعد أن وصلت تلك العائلة إلى الولايات المتحدة قررت الاستقرار في مدينة نيويورك، وفي تلك المدينة التحقت الأميرة بواحدة من المدارس في نيويورك، وبعد فترة التحقت بواحدة من المدارس والتي تعرف باسم مدرسة بارسون، وقد كانت تلك المدرسة من تلك التي تُعنى بتخصص التصميم، وفي تلك المدرسة كانت الأميرة قادرة على اختصار سنوات الدراسة الثلاث في المدرسة إلى سنتين فقط، وفي تلك الفترة من أجل أن تتمكن الأميرة التخفيف عن كاهل عائلتها وتأمين تكاليف الدراسة كانت تبحث عن عمل، وبالفعل حصلت على وظيفة تتجسد في مساعد مبيعات في سلسلة من أشهر المتاجر في مدينة نيويورك وهي ما تعرف باسم متاجر مايسيز، وبعد فترة قصيرة عملت في متجر يُعنى ببيع القبعات.

وبعد فترة وجيزة اندلعت الحرب في الدول الأوروبية، وفي تلك الأثناء شعرت آن أنه يترتب عليها واجب أكثر من مجرد الجلوس أمام التلفاز طوال الوقت ومتابعة أخبار الحرب، وأول ما قامت به هو أنها انضمت إلى القوات الفرنسية وهناك عملت كسائقة لواحدة من سيارات الإسعاف بالإضافة إلى العمل كممرضة، وطوال فترة الحرب قامت آن بالخدمة في العديد من الدول مثل دولة الجزائر ودولة المغرب ودولة إيطاليا ومدينة لوكسمبورغ وكذلك في دولة ألمانيا، وعلى إثر كافة البطولات التي قامت بها تمت ترقيتها إلى رتبة ملازم، كما أنها تم تكريمها من خلال تقديم وسام كروا دو غوير الفرنسي لها، وقد كان ذلك الوسام يمنح للأفراد الذين يقومون بأعمال بطولية بشكل خاص.

وأثناء تواجد الأميرة في دولة المغرب التقت من محض الصدفة مع واحد من أبناء عمومتها وهو ما يدعى ميخائيل، وفي تلك الفترة لم يتعرف عليها، ولكن تعرف عليها أثناء تواجده ذات مرة في مدينة لندن من أجل حضور مناسبة حفل زفاف سوف تقام لإحدى الأميرات خلال عدة أيام، وفي اليوم التالي بينما كان يتجول في المدينة قرر أن يدخل إلى واحدة من دور السينما من أجل مشاهدة أحد الأفلام السينمائية التي تتضمن الحديث حول الحرب.

ومن خلال مشاهدة الأمير ميخائيل لمجموعة من شاهد الفيلم تم عرض بعض اللقطات من تلك الأحداث التي قام بها الجيش الفرنسي في دولة المغرب وقد ظهرت آن في العديد من المشاهد، وعلى إثر ذلك صرح الملك لوالدته بأنه معجب إلى درجة كبيرة بآن، وفي تلك الأثناء قامت والدته بالتحدث إلى والدي آن، وهنا تم إخبار آن بالأمر وأخذ رأيها به، والتي لم يكن لديها أي اعتراض ولم ترفض الفكرة، ولكنها في تلك اللحظات اشترطت أمر واحد فقط، وهو أنها لا تريد أن تلتقي به من خلال حدث رسمي، ولذلك تم رفضها حضور حفل زفاف الأميرة، فقد كانت آن غير واثقة من قدرتها على مواكبة تلك المناسبات والتقييد بالآداب الاجتماعية الملكية المتبعة في مثل تلك المناسبات.

ولكن في نهاية الأمر قام بإقناعها من قِبل أحد أقاربها ويدعى جان أن تذهب إلى مدينة لندن وحضور الحفل، وحينما وصلت إلى الفندق الذي يقيم به والداها وجدت الملك ميخائيل هناك في نفس وقت وصولها، وبدلًا من أن تقوم آن بالانحناء للملك وأداء التحية له، قامت بخبط كعبها بالأرض أثناء إلقائها للتحية، وقد اعتقد الموجودون أن ذلك الأمر ربما يعود لنقص اللياقة لدى آن، ولكن تلك الحركة جعلت الملك يتعلق بها أكثر، وبدأ الاثنان يقضيان معظم الوقت سوياً أثناء تواجدهما في مدينة لندن.

وفي تلك الفترة كان الملك مغرمًا بالطيران فدعاها ذات مرة لتطير معه في رحلة إلى دولة سويسرا، حيث كان سوف يقوم بإيصال واحدة من عماته إلى منزلها، وهناك في سويسرا كان كل من الأميرة والملك لا ينفصلان تقريبًا عن بعضهما البعض، وقد طلب الملك يدها للزواج بعد مرور ستة عشر يومًا فقط من أول لقاء لهما.

في البداية كانت الأميرة مترددة بعض الشيء، إلا أنها بعد ذلك وافقت بعد أسبوع واحد فقط، ولكن حينها الملك لم يعلن بشكل رسمي حول رغبته بالارتباط بالأميرة حتى يتمكن من إبلاغ حكومة رومانيا أولًا بذلك الأمر، ولكن من سوء الحظ بعد أيام قليلة حاصر مجموعة من الجنود قصر الملك وأجبروه على مغادرة البلاد مع قليل من الأشياء الثمينة، ولكن ذلك لم يردع الأميرة من الاستمرار في الترتيب لحفل زفافها.

ولكن في الواقع كان هناك مشكلة أخرى أمام إتمام ذلك الزواج، فقد كانت آن من أتباع الكاثوليكية، أما الملك فقد كان من غير الكاثوليكية، ومن أجل أن يوافق البابا على زواجهم كان عليها أن تتعهد بأن يصبح أطفالها كاثوليك، وهو ما رفضه الملك رفضاً قطعياً؛ وذلك لأن ذلك الأمر يخالف الدستور في دولة رومانيا، وقد فكر في أنه ربما يعود يوماً ما أو أحدًا من ذريته إلى استلام عرش رومانيا.

ولكن آن أصرت على أن يتم الزواج على الرغم من معارضة البابا، وبعد فترة وجيزة تزوجا رسميًا في القصر الملكي الواقع في مدينة أثينا في دولة اليونان، ولكن ما حدث هو أن الكنيسة رفضت تماماً الاعتراف بذلك الزواج، وبعد مرور عدة سنوات تراجعت الكنيسة عن قرارها وسمحت لهما بالزواج مرة أخرى في إحدى الكنائس الكاثوليكية.

وفي ذلك الوقت لم يتم تتويج الأميرة كملكة، كما أن الملك أصبح بدون عرش، إلا أن الجميع كانوا ينادونها بجلالة الملكة، وقد عاشت هي والملك حياة بسيطة وأسسوا مزرعة للدجاج في بداية حياتهما، كما كانت الملكة تبيع بعض من اللوحات التي ترسمها بنفسها، كما عمل الملك في عدد من الوظائف ومن ضمنها وسيط أوراق مالية.

وقضى الزوجان من حياتهما خمسة عقود في المنفى وأنجبا خمسة فتيات، وفي أواخر التسعينيات عادا إلى دولة رومانيا سوياً وحصل الملك على بعض من ممتلكاته القديمة، والتي كان من بينها قلاع سافارسين وبيليس الرائعة، وحظى الزوجان بشعبية كبيرة في رومانيا إلى أن توفيا هناك.

العبرة من القصة هي أنه إذا كان هناك شيء مقدر للإنسان، لا بد أن يأتي ذلك اليوم الذي يحصل عليه به في نهاية المطاف.


شارك المقالة: