قصة الأميرة فينولا والقزم

اقرأ في هذا المقال


قصة الأميرة فينولا والقزم أو (Princess Finola and the Dwarf) هي حكاية فولكلورية للشعب الأيرلندي،للمؤلف، أدمون ليمي، نشرها (MA Gill & Son)

الشخصيّات:

  • الأميرة فينولا.
  • القزم.
  • الجنّي.

قصة الأميرة فينولا والقزم:

منذ زمن بعيد، عاش هناك في كوخ صغير وسط الغابة امرأة عجوز وفتاة وحيدة بنية اللون، كانت المرأة العجوز مزاجية، وغبية، وكانت الفتاة الصغيرة حلوة مثل براعم الورد، وكان صوتها موسيقيًا مثل همس الجدول في الغابة في أيام الصيف الحارة، الكوخ الصغير المصنوع من فروع الشجر بشكل وثيق، كان على شكل خلية نحل، وفي وسط الكوخ.

كانت تشعل النيران ليلًا ونهارًا، وفي أيام الشتاء الباردة كان ينبعث منها الضوء والحرارة التي تجعل الكوخ دافئًا، ولكن في ليالي الصيف ينبعث الضوء فقط، كانت في الكوخ هناك أريكتان للنوم، أحدهما من الخشب البسيط كانت تنام فيه المرأة العجوز، والآخر كان لفينولا، وهو مصنوع من خشب البلوط، وعليه أزهار وطيور منحوتة من جميع الأنواع، كانت هذه الأريكة مناسبة لأميرة، وكانت الأميرة فينولا كذلك، رغم أنها لم تكن تعرف ذلك بنفسها.

خارج الكوخ، كان يمتد المستنقع حوله، ولكن باتجاه الشرق كان محاطاً بمجموعة من الجبال، لم يكن هناك مكان يُرى فيه بيت ولا شجرة ولا زهرة ولا علامة على شيء حي، ولا طنين النحل، ولا أغنية الطيور، ولا صوت الإنسان، ولا أي صوت يسقط على أذن فينولا، فقط عندما تأتي العاصفة في الهواء كانت تهزّ الأمواج العاتية على الشاطئ وراء الجبال، وهتاف الريح في الوديان.

في البداية، كانت فينولا تخاف الصمت، لكنّها اعتادت على ذلك بعد فترة، وكثيرًا ما كانت تكسره بالتحدث إلى نفسها والغناء، الشخص الآخر الوحيد بجانب المرأة العجوز الذي رأته فينولا على الإطلاق كان قزمًا أبكمًا، كان يركب حصانًا محطمًا، ويأتي مرة واحدة في الشهر إلى الكوخ، ويحضر معه كيسًا من الذرة للسيدة العجوز وفينولا، وعلى الرغم من أنّه لم يستطع التحدث إليها، كانت فينولا سعيدة دائمًا برؤية القزم وحصانه القديم، وكانت تقدم لهما كعكة.

أما بالنسبة للقزم، فقد كان يحبها كثيرًا، وغالبًا ما كان قلبه حزينًا عندما كان يظنّ أنها تتألم في المستنقع الوحيد، وصادف أنه جاء ذات يوم، ولم تخرج كالعادة لترحب به، وعندما قام بإشارات للسيدة العجوز للسؤال عنها، حملت عصا وضربته وقادته بعيدًا، ولكن بينما كان يغادر، ألقى نظرة على فينولا عند باب الكوخ، ورأى أنّها كانت تبكي، جعله هذا المنظر بائسًا جدًا، وفي طريق عودته، فجأة سمع صوتًا يقول: حان وقت مجيئك.

نظر القزم وأمامه مباشرة، عند سفح تل أخضر، رأى رجلاً صغيراً يرتدي سترة خضراء بأزرار نحاسية وقبعة حمراء، قال في المرة الثانية: مرحباً بك، انزل عن حصانك وتعال معي، حتى أتمكن من لمس شفتيك بعصا الكلام، حتى نتحدث معًا، نزل القزم من حصانه وتبع الرجل الصغير من خلال ثقب في جانب تل أخضر، كانت الحفرة صغيرة جدًا لدرجة أنّه اضطر إلى الركوع على يديه وركبتيه للمرور من خلالها، وعندما كان قادرًا على الوقوف كان ارتفاعه هو نفس ارتفاع الجنّي الصغير فقط.

بعد المشي ثلاث أو أربع درجات كانوا في غرفة رائعة، كان الماس يتلألأ في السطح وكان السقف يرتكز على أعمدة ذهبية، وفي منتصف الغرفة كانت هناك طاولة بها لوحان ذهبيان وسكاكين وشوك من الفضة، وجرس نحاسي بحجم حبة البندق، وبجانبها كرسيان صغيران مغطيان بالحرير، قالت الجنّي: خذ كرسيًا، وسأقرع لعصا الكلام، جلس القزم، ودق الجنّي الجرس النحاسي الصغير، وفي الداخل جاء قزم صغير ليس أكبر من حجم اليد.

قال الجنّي: أحضر لي عصا الكلام، وفي غضون دقيقة عاد حاملاً عصا سوداء صغيرة في أعلاها حبة توت حمراء إلى الجنّي، لوّح الرجل الصغير بالعصا ثلاث مرات فوق القزم، وضربه مرة على كتفه الأيمن ومرة ​​على كتفه الأيسر، ثم لمس شفتيه بالتوت الأحمر، وقال: تكلّم، ثمّ تحدث القزم، وكان سعيدًا جدًا بسماع صوته لدرجة أنّه رقص حول الغرفة، فقال للجنّي: من أنت؟ قال الجنّي: أنا الندى الضبابي، ثمّ سأل القزم: من أنت؟

قال القزم: لا أتذكر شيئًا على الإطلاق، قبل ذلك اليوم وجدت نفسي أذهب مع حشد من جميع أنواع الناس حيث كان علينا المرور بقصر الملك في طريقنا، وبينما كنّا نمر، أرسل الملك مجموعة من المشعوذين ليظهروا حيلهم أمامه، وتابعت عرض المشعوذين، وعندما انتهى العرض سألني الملك من أنا ومن أين أتيت، ولم أستطع الإجابة، ولكن حتى لو تمكنت من التحدث، لم أستطع أن أخبره بما يريد أن يعرفه، لأنّني لم أتذكر شيئًا عن نفسي قبل ذلك اليوم.

ثم سأل الملك المشعوذين، لكنّهم لم يعرفوا شيئًا عني، ثمّ قال الملك إنّه سيأخذني إلى خدمته، والعمل الوحيد الذي يتعين علي القيام به هو الذهاب مرة واحدة في الشهر مع كيس من الذرة إلى الكوخ في المستنقع الوحيد، قال الجنّي للقزم: لقد وقعت في حب الأميرة الصغيرة، فاحمر القزم المسكين خجلاً، قال الجنّي: لا تخجل، والآن أخبرني، هل تحب الأميرة، وما الذي ستفعله لتحريرها من السحر الذي انتهى بها؟ قال القزم: سأضحي بحياتي.

قال الجنّي: حسنًا، استمع إلي، نفى الملك الأميرة فينولا إلى المستنقع الوحيد، لقد قتل والدها الذي كان الملك الشرعي، وكان سيقتل فينولا، فقط قيل له من قبل مشعوذة عجوز أنّه إذا قتلها سيموت هو نفسه في نفس اليوم، ونصحته بطردها إلى المستنقع الوحيد، وقالت أنّها ستلقي عليها تعويذة من السحر، وأنّه حتى يتم كسر التعويذة، لن تستطيع فينولا مغادرة المستنقع.

وكما وعدت الساحرة بأنّها سترسل امرأة عجوز لتراقب الأميرة ليلاً ونهاراً حتى لا يلحق بها أي ضرر، لكنّها أخبرت الملك أنّه هو نفسه يجب أن يختار رسولًا ليأخذ الطعام إلى الكوخ، وأنّه يجب أن يبحث عن شخص لم يسبق له أن رأى أو سمع بالأميرة والذي يمكن أن يثق به ألا يخبر أحدًا بأي شيء عنها، وهذا هو سبب اختياره لك، قال القزم: بما أنّك تعرف الكثير، هل يمكنك أن تخبرني من أنا ومن أين أتيت؟

قال الجنّي: ستعرف ذلك في الوقت المناسب، لكن يجب أن تحرر الأميرة أولاً، قال القزم: لكن قل لي، كيف يمكن كسر التعويذة؟ قال الجنّي: من السهل كسر التعويذة إذا كان لديك السلاح، قال القزم: وأين هو؟ قال الجنّي: رمح الحفرة اللامعة والنصل الأزرق الداكن والدرع الفضي، إنّهم على الضفة الأبعد لبحيرة ميستيك في جزيرة البحار الغربية، وإذا كنت الرجل الذي سيعيدهم إلى المستنقع الوحيد، فسيتعين عليك فقط أن تضرب الدرع ثلاث مرات بالذراع، وثلاث مرات بشفرة الرمح.

وسينكسر صمت المستنقع إلى الأبد، وستتم إزالة تعويذة السحر، وستكون الأميرة حرّة، قال القزم: سأرحل في الحال، فقال الجنّي:حسنًا، امتطي خيلك، وسيأخذك إلى الشاطئ المقابل لجزيرة بحيرة ميستيك، يجب أن تعبر إلى الجزيرة على ظهره، وتشق طريقك عبر الجواد المائية التي تسبح حول الجزيرة ليلاً ونهارًا لحراستها، وعندما تصل إلى بحيرة ميستيك، يجب أن تنتظر حتى تصبح المياه حمراء، ثم تسبح بحصانك عبرها، وفي الجانب الأبعد ستجد الرمح والدرع.

شكر القزم الجنّي وغادر، وسافر طوال اليوم، يكدح على الصخور شديدة الانحدار، ووصل إلى القمة عندما كانت الشمس تغرب في المحيط، ورأى تحته بعيدًا في مياه جزيرة بحيرة ميستيك، ورأى أنّه على حافة المياه تقريبًا، نظر إلى البحر، ورأى الجزيرة، ثمّ دخل القزم البحيرة وقفز من فوق وعندما لامس المياه، وركض نحو الدرع، وفجأة لم يعد قزمًا بل فارسًا شهمًا، في تلك اللحظة عادت ذاكرته إليه، وعرف أنّه كونال أحد فرسان الفرع الأحمر، وتذكر الآن تعويذة الغباء والتشوه التي ألقيت عليه من قبل ساحرة القصر.

حمل درعه على ذراعه اليسرى وانتزع الرمح من الأرض وقفز على حصانه. بقلب خفيف، سبح مرة أخرى فوق البحيرة، ولم يتمكن في أي مكان من رؤية الطيور السوداء في البحار الغربية، لكن كان هناك ثلاثة بجعات بيضاء تطفو بجانبه إلى الضفة، و عندما وصل إلى الضفة ركض نحو البحر وعبر إلى الشاطئ، ثمّ ألقى اللجام على رقبة جواده، وكان أسرع من الريح التي اجتاحها الحصان، ولم يمض وقت طويل حتى استقرّ فوق المستنقع المسحور.

وأينما اصطدمت حوافره بالأرض، كان ينبت العشب والزهور، وارتفعت الأشجار العظيمة ذات الأغصان المورقة من كل جانب، وأخيرًا وصل الفارس إلى الكوخ الصغير، وضرب الدرع بالمصراع ثلاث مرات وثلاث مرات بنصل رمحه، وعند الضربة الأخيرة، اختفى الكوخ، وكانت الأميرة الصغيرة تقف أمامه، أخذها الفارس بين ذراعيه، ثم ّحملها على الحصان، وقفز أمامها، واستدار نحو الشمال إلى قصر الفرسان الأحمر. وبينما كانوا يسيرون تحت الأشجار المورقة من كل شجرة كانت تغني الطيور، لأنّ موجة الصمت فوق المستنقع الوحيد قد انكسرت إلى الأبد.

المصدر: https://www.worldoftales.com/European_folktales/Irish_Folktale_1.html#gsc.tab=0,Princess Finola and the Dwarfhttps://www.goodreads.com/book/show/32038883-princess-finola-and-the-dwarf,Princess Finola and the Dwarfhttps://books.google.com/books/about/Princess_Finola_and_the_Dwarf.html?id=fjZGvgAACAAJ,Princess Finola and the Dwarf


شارك المقالة: