قصة الانتقام

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الصادرة عن الأدب الأمريكي، وقد دار مضمون القصة حول فتاة وضعت ثقتها في رجل اعتقدت أنه يحبها، ولكنها اكتشفت أنها في الحقيقة موضع فريسة له ولأصدقائه، ومن أجل أن لا يتم اكتشاف علاقته بتلك الفتاة حاول أن يقوم بقتلها، فلم تقف مكتوفة الأيدي وحصلت حقها منه بالانتقام.

قصة الانتقام

في البداية تدور وقائع وأحداث القصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد كانت الشخصية الرئيسية فيها فتاة تدعى جين، حيث أن تلك الفتاة كانت في يوم من الأيام ترتبط بعلاقة عاطفية مع أحد الرجال والذي يدعى ريتشارد، وقد كان ذلك الرجل من أشهر الرجال الأثرياء وهو من أصول فرنسية، وتلك العلاقة العاطفية كانت سرية لا يعلم أحد بأي شيء حولها، وفي يوم من الأيام يغادران الاثنان سوياً إلى أحد المنازل التي يمتلكها ريتشارد، وقد كان ذلك المنزل منعزل عن المدن ويقع في وسط الصحراء؛ وذلك من أجل قضاء عطلة نهاية الأسبوع قبل أن يأتي موعد رحلة الصيد السنوية المعتادة في ذات المنزل مع أصدقاءه الذين يدعون ستان وديمتري وطيار المروحية التابع إلى ريتشارد ويدعى سيمون.

وأول ما وصلوا إلى ذلك المنزل بدأت الأحداث تتصاعد؛ وذلك لأنه وصل كل من ستان وديمتري قبل موعد الرحلة، وحينما رآهم أصيب ريتشارد بخيبة أمل كبيرة؛ وذلك لأنه رغب في أن يبقي علاقته بجين سراً عنهم، ولكنه في النهاية استسلم إلى الأمر وأقاموا حفلة في تلك الليلة إلى بزوغ الفجر، وقد استمتعوا إلى حد كبير ومن ثم خلدوا إلى النوم، بينما ريتشارد خرج للتنزه في أرجاء المكان، وأول ما استيقظ ستان من نومه والجلوس مع جين حاول التقرب منها وأن يجذبها نحوه، وادعى أنه حاولت التقرب منه في ليلة البارحة.

وأول ما صرح لها بذلك سرعان ما أنكرت ذلك الأمر، وهنا قام بالاعتداء عليها رغماً عنها شاهد ديمتري ذلك، ولكنه قام بتجاهل ما حدث، وحينما عاد ريتشارد من تنزه أخبرته جين بذلك مما شعله يشعر بالغضب الشديد، وحاول تقديم مبلغ مالي إلى لجين من أن تنسى تلك الحادثة المؤلمة لها، ولكنها رفضت رفضاً قاطعاً، كما أنها رفضت العودة إلى الإقامة معه بذات المنزل، فانطلقت حينها باتجاه الصحراء، إلا أن الثلاث لم يتركونها هكذا وسرعان ما هبوا جميعهم من أجل اللحاق بها وإرجاعها، وبقوا يلحقون بها إلى أن وصلوا في النهاية إلى جرف في نهاية طريق مسدود.

وفي تلك الأثناء تظاهر ريتشارد بأنه قام باستدعاء طياره الخاص سيمون من أجل أن يأخذ جين إلى المنزل، وفي لحظة ما قام بدفعها بعيدًا عن ذلك الجرف الخطير، ولكن ما حدث هو أن جين سقطت من أعلى الجبل إلى أن اعترضتها شجرة وعلى أثر ذلك أصيبت بعدة إصابات بالغة، وجراء سقوطها أغمي عليها، وما فعلوه هو أنهم ثلاثتهم تركوها للموت، ثم بعد ذلك عادوا جميعهم وواصلوا رحلتهم في الصيد كما أن شيئًا لم يحدث.

وفي تلك الفترة حدث وأن سقطت جين من على تلك الشجرة التي علقت بها، وقد ساعدها بذلك وزن جسدها الخفيف، وبذلك تمكنت من الهروب، وعلى الرغم من أنه كان هناك جذع شجرة عالق بها، إلا أن ذلك لم يكفها عن محاولة الفرار والنجاة بنفسها من هؤلاء الرجال الثلاثة، وقد أخذت بالتجول هنا وهناك بكل حذر محاولة أن لا يشعروا بتحركاتها، بينما هم حينما علموا أنها هربت؛ وذلك لأنهم خلال تجوالهم في رحلة صيدهم لم يشاهدوا جثتها تحت أسفل الجبل، وهنا سرعان ما انقسموا في ثلاثة اتجاهات من أجل البحث عنها.

وبعد فترة وجيزة شاهدت جين السيد ديمتري والذي كان يأخذ قسطاً من الراحة ومعاودة البحث عنها، وفي تلك اللحظة حاولت التسلل من أجل الحصول على بندقيته، وأول ما حصلت عليها حاولت أن تقوم بإطلاق النار عليه، ولكن سرعان ما أدرك ديمتري الأمر وحاول دفعها باتجاه النهر، لكنها سرعان ما تناولت سكينته الخاصة بالصيد وطعنته في كلتا عينيه وتتركه هكذا ينزف بالقرب من النهر، ثم بعد ذلك أخذت جين السكين والبندقية وإمدادات ديمتري وتوجهت من أجل الاختباء في أحد الكهوف، وقد وجدت في حقيبة الإمدادات الخاصة بديمتري بعض أدوات الإسعاف وقد استخدمتها من أجل تخدير نفسها، ثم بعد ذلك أزالت الغصن باستخدام علبة مصنوعة من الألمنيوم عثرت عليها داخل الكهف.

وبعد أن انتهت من ذلك نامت ليلتها من شدة التعب والإرهاق، وأثناء خلودها إلى النوم شاهدت في منامها سلسلة من الكوابيس والتي تدور حول رجال يطاردونها، وحينما استيقظت من نومها انطلقت هي من أجل مطاردتهم، وفي تلك الأثناء عثر كل من ريتشارد وستان على جثة ديمتري وبعد أن تخلصونا منها، أمر ريتشارد ستان أن يهم من أجل تتبع جين بسيارته، والتي كانت مخصصة للمناطق الصحراوية.

وبالفعل قام ستان واعتلى السيارة وبدأ يسير في طريقة للبحث عن جين، ولكن لم يسير طويلاً حتى نفذت السيارة من البنزين، وحينما قام من أجل ملء خزان البنزين شاهدته جين، وسرعان ما قامت بإطلاق النار عليه وقد أصابته بكتفه، وهنا دار بينهم عراك طويل المدى بالأسلحة، وخلال ذلك العراك أصاب ستان أذن جين من الجهة اليمنى برصاصة من بندقيته، ولكن جين تمكنت حينها من الاختفاء عن أنظار ستان.

وبعد لحظات قليلة تمكنت جين من الحصول على قطعة كبيرة من الزجاج المكسور، واقتربت من ستان شيئاً فشيئاً دون إحداث أي صوت وقامت بطعن ستان من منطقة الأقدام، ولكن ستان تمكن من إزالة الزجاج من قدميه وأسرع في ملء الخزان بالوقود وتشغيل السيارة، ولكن جين سرعان ما هبت بإطلاق النار عليه واستولت على السيارة، وفي تلك الأثناء عاد ريتشارد إلى المنزل وسرعان ما استدعى المروحية وحتى وصولها أخذ بالاستحمام، ولكنه في لحظة ما سمع أن هناك ضجيج في المنزل، وحينما خرج لمعرفة مصدر الضجيج وجد أن جين تبحث عنه، وأول ما لمحته قامت بإطلاق النار عليه، ولكنه جاءت الرصاصة في منطقة البطن، فسرعان ما ضمد جرحه وقام بحمل بندقيته ومطارتها حول المنزل.

وفي النهاية بينما كانا يتبادلان إطلاق النار بالبنادق استطاع ريتشارد أن يلقي القبض على جين، وسرعان ما حاول أن يقوم بخنقها باستخدام البندقية والتي كانت قد أصبحت فارغة تماماً، إلا أن جين وضعت إحدى يديها بكل قوتها في جرحه، مما اضطره للسقوط على الأرض صرخات من الألم، وسرعان ما أطلقت النار على صدره وأردته قتيلاً، وخرجت جين غارقة بالدم لكنها منتصرة، في حين أنها سمعت صوت طائرة هليكوبتر قادمة إلى تلك المنطقة النائية الصحراوية، وانتهت الأحداث بأخذ جين حقها من هؤلاء الرجال الثلاثة وانتقامها منهم.

المصدر: كتاب ألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963


شارك المقالة: