قصة البطة المغرورة

اقرأ في هذا المقال


من أكثر الصفات الذميمة عند الناس هي الغرور، ويجب على الأطفال أن يتعلّموا نبذ هذا الخلق الذميم ويتعرفّوا على عواقبه السيئة، وسنحكي في قصة اليوم عن بطة بيضاء كانت مغرورة بجمالها، ولكن خسرت صداقة البط بسبب هذا وتعلّمت في نهاية القصة درساً عن الغرور والتعالي، والعبرة من هذه القصة هي: في أوقية من الغرور تسقط قنطاراً من الاستحقاق.

البطة المغرورة:

كان هنالك مجموعة من البط الجميل الذي يعيش في المزرعة، وكان هذا البط لونه رمادي لطيف، كان في بعض الأحيان يذهب إلى نهر ممتع بجانب المزرعة كي يسبح ويلعب به، كان البط سعيد بحياته ويحب شكله، ولكن في يوم من الأيام تفاجأ هذا البط بقدوم البطة البيضاء، كانت هذه البطة مغرورة بلونها الأبيض وترى نفسها بأنها من أجمل البط وأن البط ذو اللون الرمادي قبيح اللون ومدعاة للسخرية.

كانت هذه البطة البيضاء دائماً ما تطلب اللعب مع البط الرمادي ولكنّهم يرفضون؛ وذلك لأن هذه البطة كانت مغرورة بجمالها وكانت دائماً ما تتحدّث بكلمات تدلّ على إعجابها الكبير بنفسها وجمالها، وترمي البط الرمادي بكلام سيء وتصفه بالبط القبيح، ولكن البط كان معتاداً على غرورها وكلامها السيء؛ لذلك لم يكن أحد يبالي بها.

وفي مرّة من المرّات بينما كانت البطة تقف أمام البط الرمادي بانتظار أن تلعب معهم جاءت دجاجة ذات ريش أسود، فناداها البط وذهبت وصارت تلعب معهم بالماء وكان الجميع سعداء، شعرت البطة البيضاء بالاغتياظ وقالت في نفسها: كيف للبط أن يلعب مع دجاجة ذات ريش أسود وأنا البطة البيضاء يرفضون اللعب معي؟ فكّرت البطة البيضاء في حيلة ما.

قرّرت البطة البيضاء أن تحوّل لونها إلى اللون الأسود؛ وذلك من أجل أن يقبل البط اللعب معها، فقفزت في مياه النهر ثم خرجت وتدحرجت على كوم من الفحم الأسود حتى التصق بجسمها، وتحوّل لونها إلى الأسود ولكن أصبح شكلها قبيحاً بحيث يخاف كل من يراها.

ذهبت هذه البطة بعد ذلك إلى البط الرمادي ظنّاً منها أن البط الرمادي سيدعوها لتلعب معهم، ولكن ما إن وصلت حتى تفاجأت أن البط الرمادي قد شعر بالخوف من رؤيتها وهرب الجميع ظنّاً منهم أن هذا وحش كبير يتخفّى بجلد البط.

حزنت البطة البيضاء لذلك وشعرت أن حيلتها باءت بالفشل، حاولت أن تعتذر للبط وتبيّن لهم أن ما فعلته كان من أجل اللعب معهم، ولكن البط ظل يركض ولم يصدّق كلامها؛ فعادت وقفزت في الماء كي يرجع لونها الطبيعي، وعندما اغتسلت رجعت إلى البط الرمادي واعتذرت منهم بشدّة عن غرورها وسوء كلامها عنهم، وقالت لهم أنّها تعلّمت درساً قاسياً عن الغرور والتعالي لن تنساه، وأدركت أن أهميّة الشخص ليس بجماله ولونه بل بإحسانه إلى الغير.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات أطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: