قصة التقويم الثالث ابن الملك الجزء الثاني

اقرأ في هذا المقال


قصة التقويم الثالث ابن الملك الجزء الثاني أو (The Story of the Third Calender, Son of a King) هي حكاية خرافية من سلسلة الحكايات الشعبية من كتاب ترفيه الليالي العربية، تمّ اختيار هذه الحكايات الشعبية وتحريرها بواسطة أندرو لانج، نشرت عام 1918، للناشر (Longmans، Green and Co)

الشخصيات:

  • التقويم الثالث ابن الملك.
  • السيدات.
  • الرجال العشرة.

قصة التقويم الثالث ابن الملك الجزء الثاني:

مرّ اليوم أثناء لقائي بالفتى في حديث حول مواضيع مختلفة، ووجدته شابًا يتمتع بالذكاء وبعض التعلم، أخذت على عاتقي واجبات خدمته، وحملت له الحوض والماء عندما يغتسل، وأعددت العشاء وسرعان ما أصبح يحبني، ولمدة تسعة وثلاثين يومًا قضينا حياة ممتعة كما هو متوقع تحت الأرض، وعندما بزغ فجر الأربعين، ولما استيقظ الشاب قدّم الشكر لله فوراً من الفرح لأنّ الخطر قد انتهى.

ثمّ قال: قد يكون والدي هنا في أي لحظة، لذا اجعلني أريد أخذ حمامًا من الماء الساخن، وأغير ملابسي، لذلك جلبت الماء كما طلب، واغتسل وبعد ذلك استلقى مرة أخرى ونام قليلاً، وعندما فتح عينيه للمرة الثانية، توسّل إليّ أن أحضر له بطيخًا وبعض السّكر، ليأكل وينعش نفسه، سرعان ما اخترت بطيخًا جيدًا من بين تلك التي بقيت، لكننّي لم أجد سكينًا لقطعها، قال الفتى: انظر إلى الرّف فوق رأسي، وأعتقد أنّك سترى واحدة، كان الرّف عالياً جدًا فوقي لدرجة أننّي واجهت بعض الصعوبة في الوصول إليه.

وفجأة أمسك قدمي بغطاء السرير، وانزلقت وسقطت مباشرة على الشاب حيث دخلت السكين مباشرة في قلبه، وفي هذا المنظر الفظيع صرخت بصوت عال في حزني وألمي، رميت بنفسي على الأرض ومزقت شعري بحزن، وبعد ذلك، خوفًا من أن يعاقبني والده، رفعت الحجر العظيم الذي أغلق السلم، وخرجت من الغرفة الموجودة تحت الأرض، ورتبت كل شيء سريعًا كما كان من قبل، وبالكاد انتهيت من ذلك عندما رأيت السفينة متجهة إلى الجزيرة وأنا أتطلع إلى البحر.

وشعرت أنّه سيكون من غير المجدي بالنسبة لي الحديث عن براءتي، أخفيت نفسي مرة أخرى بين أغصان شجرة قريبة، وبعد أن لامست السفينة الأرض، وساروا بسرعة نحو مدخل الغرفة الموجودة تحت الأرض، لكن عندما اقتربوا بما يكفي ليروا أنّ الأرض قد رُسم آثار اقدام عليها، توقفوا وتغير لونهم، وفي صمت نزلوا جميعًا ونادوا الشاب بأسمه، ثمّ للحظة لم أسمع المزيد، وفجأة سمعت صرخة مخيفة شقت الهواء، وفي اللحظة التالية صعد العبيد الدرج حاملين معهم جثة الرجل العجوز الذي أغمي عليه من الحزن!

وضعوه عند سفح الشجرة التي لجأت إليها، بذلوا قصارى جهدهم لاستعادته، لكن الأمر استغرق وقتًا طويلاً، وعندما أفاق أخيرًا، حفروا قبرًا، ثمّ وضعوا جسد الشاب فيه وألقوا به في الأرض، وانتهى ذلك، أحضر العبيد جميع اغراض الشاب التي بقيت في الأسفل، وكسروا بعض الأغصان ووضعوا الرجل العجوز عليها، وحملوه إلى السفينة التي شرعت أشرعتها وسارت على البحر، مرة أخرى كنت وحيدًا تمامًا، ولمدة شهر كامل كنت أسير يوميًا فوق الجزيرة بحثًا عن فرصة للهروب.

وفي أحد الأيام، رأيت أنّ سجني قد أصبح على نهايته، وذلك عندما رأيت أنّ البر الرئيسي قد ظهر أمامي، أسرعت دقّات قلبي والتي كانت تقريبًا رائعة لدرجة يصعب تصديقها، ولم يكن هناك سوى تيار صغير أعبره، وعندما كنت في أمان على الجانب الآخر، كان لدي مسافة طويلة لأقطعها على الوحل والرمل قبل أن أصل إلى الأرض الجافة، وكنت متعبًا جدًا، عندما رأيت أمامي قلعة من النحاس الأحمر والتي للوهلة الأولى، كانت تشبه نارًا، فوقفت أمامها وحدّقت فيها بدهشة، لأنّها بدت لي أجمل مبنى رأيته في حياتي.

وبينما كنت لا أزال أحدق فيها، جاء إلي رجل عجوز طويل برفقة عشرة شبان كلهم ​​وسيمين، وكلهم مصابون بالعمى بالعين اليمنى، وكنت أقلّب في ذهني ما يمكن أن يكون حدث لهم، وعندما استقبلني بحرارة واستفسر عن سبب وجودي هناك، أجبته أن قصتي كانت طويلة إلى حد ما، وسأكون سعيدًا بإخبارهم بها، فتوسّل الشباب أن أذهب معهم إلى القلعة، وقبلت عرضهم بفرح، ثمّ مررنا بما بدا لي عددًا لا نهائيًا من الغرف، ووصلنا إلى قاعة كبيرة مؤثثة بعشرة أرائك زرقاء صغيرة للشباب العشرة.

نظرًا لعدم قدرة أي من الأرائك على استيعاب أكثر من شخص واحد، فقد أمروني بوضع نفسي على السجادة، وعدم طرح أي أسئلة حول أي شيء يجب أن أراه، بعد فترة قصيرة قام الرجل العجوز وأحضر العشاء الذي أكلته، ثمّ قال الرجل العجوز أنّه يجب أن يقوم بواجبه، وعند هذه الكلمات قام، وذهب إلى الخزانة وأخرج منها عشرة أحواض كلها مغطاة بأشياء زرقاء، وضع واحدة أمام كل من الشباب.

تمّ نزع الأغطية عن الأحواض، ورأيت أنّها مليئة بالرماد وغبار الفحم والأسود، مزج الشبان كل هذه الأشياء معًا ولطّخوا رؤوسهم ووجوههم كلها، ثمّ بكوا وضربوا على صدورهم وصرخوا قائلين: هذه ثمر الكسل وحياتنا الشريرة، استمر هذا الاحتفال طوال الليل تقريبًا، وعندما توقفت غسلوا أنفسهم بعناية وارتدوا ملابس جديدة، استلقوا للنوم.

كل هذا بينما كنت أحجم عن الأسئلة على الرغم من أنّ فضولي بدا وكأنّه يحرقني، لكن في اليوم التالي عندما خرجنا للمشي، قلت لهم: أيّها السادة، يجب أن أعصي رغباتكم، أننّي لأستطيع الصمت بعد الآن، ثمّ سألتهم: لماذا تلونون وجوهكم باللون الأسود، وكيف أنتم كلكم عميان عين واحدة؟ لكنّهم أجابوا فقط على أنّ مثل هذه الأسئلة ليست من شأني، وأنّه ينبغي عليّ أن أحسن صنعي لكي أحافظ على سلامتي.

ولكن عندما جاء الليل وتكرر الاحتفال نفسه، ناشدتهم بشدة لإخباري بمعنى كل ذلك، أجاب أحد الشبّان: لمصلحتك أنّنا لم نلب طلبك، ولحفظك من مصيرنا المؤسف، ولكن إذا كنت ترغب في تقاسم مصيرنا فلن نتأخر بعد الآن، أجبت أنّه مهما كانت العاقبة، فإنّني سآخذ النتيجة على رأسي، ولم أتراجع عن قراري في هذا الشأن، ثمّ أخذ مضيفيّ العشرة شاة وقتلوها، وسلموني سكينًا، وقالوا: يجب أن نخيطك في جلد الغنم هذا، ثم نتركك، وسيظهر في الهواء طائر ضخم الحجم يُدعى الروك ليأخذك على أنّك شاة.

وسوف يحملك إلى السماء، ولكن لا تنزعج، لأنّه سينزل بك بأمان ويضعك على قمة جبل، وعندما تصل الأرض، قم بقطع الجلد بالسكين ورميها، وسيراك الطير عندها ويطير بعيدًا من الخوف، لكن عليك أن تمشي حتى تصل إلى قلعة مغطاة بصفائح من الذهب ومرصعة بالجواهر، ادخل بجرأة عند البوابة التي تظل مفتوحة دائمًا، لكن لا تطلب منّا أن نخبرك بماذا رأينا أو ما حل بنا هناك، لأنك ستتعلم بنفسك، وهذا فقط يمكننا أن نقول أنّه كلفنا عيننا اليمنى، وفرض علينا كفارتنا الليلية.

وبعد أن قاموا بخياطة جلد الغنم لي، تركوني وفي غضون دقائق قليلة ظهر الروك وحملني إلى قمة الجبل بمخالبه الضخمة بخفة كما لو كنت ريشة، وفي اللحظة التي لامست فيها قدمي الأرض، أخرجت سكيني وقطعت الخيوط التي كانت تربطني، وأثار رؤيتي في ملابسي قلق الروك لدرجة طار بعيدًا، ثمّ شرعت في البحث عن القلعة، وجدتها بعد أن تجولت لمدة نصف يوم،  وقادتني البوّابة إلى ساحة مربعة فتحت فيها مائة باب، تسعة وتسعون باب منها من الأخشاب النادرة وواحد من الذهب.

من خلال كل باب من هذه الأبواب، كان هناك الحدائق الرائعة، وعند دخول أحد الأبواب التي كانت واقفة مفتوحة وجدت نفسي في قاعة واسعة حيث كانت تتكئ أربعون سيدة شابة يرتدين ملابس رائعة وكان جمالهن مثاليًا.، وحالما رأوني لفظنّ كلمات ترحيب وحتى أجبروني على الحصول على مقعد أعلى من مقعدهن، وأحضرن لي ملابس رائعة، و ملأنّ حوضًا بالماء المعطر وسكبنه على يدي، وبعد أن أكلت وشربت من ألذ الأطعمة، احتشدت السيدات حولي وتوسلن إلي أن أخبرهن بكل مغامراتي.

وبحلول هذا الوقت الذي انتهيت منه، كان الليل قد سقط وأضاءت السيدات القلعة بكمية هائلة المصابيح، ثمّ جلسنا لتناول العشاء، وبعد ذلك غنّت النساء ورقص البعض منهن، لقد كنت مستمتعًا جدًا لدرجة أنّني لم ألاحظ كيف يمر الوقت، ولكن اقتربت إحدى السيدات وأخبرتني أن الوقت كان منتصف الليل، وأنّه عليها أن تنقلني إلى الغرفة التي كانت قد جهزتها لي، وبعد ذلك تركتني أنام.

قضيت الأيام التسعة والثلاثين التالية بنفس الطريقة التي قضيتها كل يوم، ولكن في نهاية ذلك الوقت ظهرت السيدات كما كانت العادة في غرفتي ذات صباح للاستعلام عن كيفية نومي، وقلنّ لي: يجب أن نتركك، ولكن  أعرف أننا جميعًا أميرات، كلّ منّا ابنة ملك ونعيش في هذه القلعة معًا، بالطريقة التي رأيتها، ولكن في نهاية كل عام نذهب في مهام سرية لمدة أربعين يومًا، لقد حان الوقت الآن، ولكن قبل أن نغادر، سنترك لك مفاتيحنا حتّى لا ينقصك شئ أثناء غيابنا، ولكن شيء واحد نطلبه منك، لا تفتح الباب الذهبي.

لأنّه بمجرد فتح هذا الباب، يجب أن نودعك إلى الأبد، ثمّ ودعنني وذهبن، مرّت تسعة وثلاثون يومًا بسرعة أكبر ممّا كنت أتخيله ممكنًا، وفي صباح اليوم التالي، كان من المقرر أن تعود الأميرات إلى القلعة، لقد استكشفت كل زاوية في القلعة، باستثناء الغرفة التي أغلقها الباب الذهبي، فوقفت أمام المكان المحرم لبعض الوقت وأنا أنظر إلى جماله، وهكذا تجادلت ضد ضميري وفتحت المفتاح، عندها اندفعت رائحة قوية، رغم أنها كانت لطيفة تغلبت علي تمامًا، وأغمي عليّ عبر العتبة.

ذهبت لبضع لحظات في الهواء لأتخلص من آثار العطر، ثمّ دخلت بجرأة، وجدت نفسي في غرفة كبيرة مقببة مضاءة بالتناقص التدريجي، معطرة بالعود والعنبر، وصدمني حصان أسود عظيم يقف في إحدى الزوايا، وهو أفخم وأفضل حيوان رأيته في حياتي، كان سرجه ولجامه من الذهب الهائل، قدّت الحيوان إلى الهواء الطلق، ثمّ قفزت على ظهره، وما إن حرّكت لجامه حتى نشر جناحيه وطار معي مباشرة في السماء.

عندما وصل إلى ارتفاع مذهل، اندفع مرة أخرى إلى الأرض ونزل على الشرفة التابعة لقلعة، وهزّني بعنف من السرج، وأعطاني ضربة بذيله لدرجة أنه ضرب عيني اليمنى وأفقدني الرؤية بها، وبينما كنت نصف مذهول من كل ما حدث لي، نهضت على قدمي أفكّر كما فيما حلّ بالشباب العشرة، وأراقب الحصان الذي كان يحلق في السحب، غادرت الشرفة وتجولت حتى جئت إلى القاعة التي كنت أعرف أنّها تلك التي أخذني منها الروك.

وعدت فجأة من تلك الغرفة إلى قلعة الشباب دون أن اعرف كيف عدت،لقد رحبوا بي بلطف وندبوا على سوء حظي، وقالوا: كل ما حدث لك، لقد مررنا به أيضًا، ونحن نعاقب انفسنا كل ليلة تكفيراً عن ذنبنا بالرماد، وبعدما انتهى الشاب من الحديث، وحان دور زبيدة للتحدث وقالت: اذهب حيثما تريد، وقالت مخاطبة رجال التقويم الثلاثة: أعفو عنكم جميعًا، لكن يجب أن تغادروا على الفور خارج هذا المنزل.

المصدر: https://www.worldoftales.com/Asian_folktales/Arab_folktale_14.html#gsc.tab=0,The Story of the Third Calender, Son of a Kinghttps://www.folktaleproject.com/episodes/2017/1/23/ep-98-the-story-of-the-third-calendar-son-of-a-king,The Story of the Third Calender, Son of a Kinghttps://fairytalez.com/story-three-calenders-sons-kings-five-ladies-bagdad/,The Story of the Third Calender, Son of a King,


شارك المقالة: