قصة الدب في كوخ الغابة

اقرأ في هذا المقال


قصة الدب في كوخ الغابة أو (The bear in the forest hut) هي حكاية فولكلورية بولندية، للمؤلف(A. J. Glinski) ترجمها مود أشورست بيغز، ونشرتها (John Lane، The Bodley Head، London) شركة جون لين، في نيويورك.

الشخصيات:

  • الفتاة الطيبة.
  • زوجة الأب الشريرة.
  • الأب.
  • الدب.
  • الفتاة الشريرة.

قصة الدب في كوخ الغابة:

كان هناك رجل عجوز، وكان أرملًا، وتزوج امرأة عجوز كانت أرملة، كان لدى كلاهما أطفال من زواجهما الأول، كان للرجل العجوز ابنة، و للمرأة العجوز أيضًا ابنة، كان الرجل العجوز رجلًا أمينًا ولطيفًا، لكنّه كان كثيرًا مايطيع زوجته، وكان هذا مؤسفًا للغاية، لأنّها كانت شريرة وماكرة، وساحرة سيئة، وكانت ابنتها مثلها، لكنّ ابنة الرجل العجوز كانت فتاة طيبة جداً.

مع ذلك كانت زوجة أبيها تكرهها، وكانت دائما تعذبها وتتمنى لها الموت، وذات يوم ضربتها بقسوة شديدة ودفعتها خارج البيت، ثمّ قالت للرجل العجوز: ابنتك البائسة دائمًا ما تسبب لي المتاعب، إنّها سيئة المزاج لدرجة أنّني لا أستطيع فعل أي شيء معها، لذلك إذا كنت ترغب في السلام في المنزل، يجب أن تضعها في عربتك، وأن تطردها بعيدًا في الغابة، وتعود بدونها.جد

كان الرجل العجوز شديد الأسف لفعل هذا، لأنّه يحب ابنته كثيرًا،  لكنّه كان خائفًا جدًا من زوجته لدرجة أنه لم يجرؤ على الرفض، لذلك وضع الفتاة المسكينة في عربته، وسافر مسافة طويلة إلى الغابة، وأخرجها وتركها هناك وحيدة، وأصبحت تتجول وتجمع الفراولة البريّة لتتناولها، وفي المساء اقتربت من باب كوخ في الغابة، وقرعت الباب، ولم يرد أحد على طرقها، لذا رفعت المزلاج ودخلت، ولم تجد هناك أحد.

ولكن كانت هناك طاولة في أحد الزوايا، ومقاعد تحيط بالجدران وفرن بجانب الباب، وبالقرب من الطاولة كانت هناك عجلة دوّارة وكمية من الكتان، جلست الفتاة على عجلة الغزل وفتحت النافذة ونظرت إلى الخارج، ومع حلول الليل سمعت حفيفًا ليس بعيدًا من مكان الكوخ، حيث سمعت صوت يغني، وفجأة انقطع الصوت، وفُتح الباب ودخل الغرفة دب.

بدأت الفتاة بالخوف الشديد، لكنّ الدب قال فقط: مساء الخير، أيتها الجميلة! وسألها: كيف أتيت إلى هنا؟ هل كان ذلك بإرادتك الحرّة أم بالإكراه؟ فبكت الفتاة، ولكن الدب جلس بجانبها وقال: لا تبكي يا جميلة، ستكونين سعيدة، ولكن في هذه الأثناء يجب أن تفعلي ما أقوله لك، يجب أن تدوري عجلة الحياكة، ويجب أن تنسجي القماش وتصنعي لي قميصًا، وسآتي إلى هنا غدًا في نفس الوقت، وإذا كان القميص جاهزًا فسأكافئك، وخرج.

في البداية بدأت الفتاة تبكي وقالت لنفسها: كيف يمكنني القيام بذلك في أربع وعشرين ساعة فقط، وصنع قميص كذلك؟ ولكن يجب أن أبدأ العمل! وأفعل ما بوسعي حتّى لو لم أتمكن من أداء المهمة، وجلست على عجلة الغزل، وبدأت في الدوران، مرّ الوقت بسرعة بينما كانت تعمل، وجاء الصباح دون أن تعرف، ولم يبق كتان بعد، كانت مندهشة لرؤية السرعة التي سار بها العمل.

وبدأت تتساءل كيف كانت تنسج الخيط دون أي نول، وأثناء التفكير سقطت في النوم، وعندما استيقظت، كان هناك فطور جاهز على المنضدة، ونول تحت النافذة، ركضت إلى النهر المجاور، وغسلت وجهها ويديها، وعادت وأكلت فطورها، ثم جلست بجانب النول، ودار بسرعة كبيرة لدرجة أنّ القماش كان جاهزًا بحلول الظهر، ثمّ قصّت القماش، وبدأت تخيطه بجدية.

وكانت تضع للتو آخر غرزة، عندما فُتح الباب، ودخل الدب وسأل: هل القميص جاهز؟ فأعطته له، فقال الدب: شكراً لك يا فتاتي الطيبة، الآن يجب أن أكافئك لقد أخبرتني أن لديك زوجة أب سيئة، إذا أردت سأرسل دببتي لتمزقها هي وابنتها إلى أشلاء، فقالت الفتاة: أوه! لا تفعل ذلك! لا أريد أن أنتقم، فقال الدب: ليكن الأمر كما تريدين.

في هذه الأثناء، أحضري لي بعض العصيدة للعشاء، ستجدين كل ما تريده في الخزانة، و سأذهب وأحضر فراشي، لأنّني سأقضي الليل في المنزل، وغادر الدب الغرفة، وبدأت الفتاة في تجهيز العصيدة، ثمّ خرج فأر صغير مسكين، وقال: سيدتي! أنا جائع، أعطني طعامًا، وسأخدمك جيدًا، حزنت الفتاة على الفأر وأعطته ملعقة من الطعام، أكلها الفأر وشكرها وهرب إلى جحره.

سرعان ما جاء الدب، وأكل حلة من العصيدة، وصعد على الموقد، وقال: يا فتاة، هذه مجموعة من المفاتيح على حلقة فولاذية، يجب أن تمشي في أرجاء الغرفة طوال الليل، وتواصلي الرن في هذه المفاتيح حتّى أستيقظ وإلا ستموتين، بدأ الدب يشخر مباشرة، واستمرت الفتاة في المشي حول الكوخ، وهي ترن بالمفاتيح، وسرعان ما خرج الفأر من جحره وقال: أعطني المفاتيح سيدتي، سأقوم برنها من أجلك، لكن يجب أن تختبئي خلف الموقد.

لذلك بدأ الفأر بالجري لأعلى ولأسفل بجانب الحائط، ومع الفجر تخلى الفأر عن المفاتيح وركض عائداً إلى جحره، وعندما استيقظ  الدب قال: أنت نعمة السماء! وسأخبرك قصتي، أنا ملك قوي، تغيرت بالسحر إلى دب، وسينتهي سحري حين تقضي روح فتاة ليلتين في هذا الكوخ، والآن سأصبح رجلاً قريبًا مرة أخرى، وارجع إلى مملكتي وسأتزوجك، ولكن قبل حدوث ذلك، هل تنظرين إلى أذني اليمنى.

وعندما نظرت إلى أذن الدب اليمنى، وشاهدت بلدًا جميلًا به ملايين الأشخاص، وبه جبال شاهقة وأنهار عميقة وغابات لا يمكن اختراقها، ومدن رائعة، فقال الدب: في غضون أيام قليلة سيأتي والدك للبحث عنك، وعندما تنتهي قوة السحر، وأكون ملكًا مرة أخرى سآتي إليك، وستكونين ملكتي، ثمّ اختفى في الغابة، وترك أمام الكوخ عربة ملكية بأربعة خيول لها.

ونظرت الفتاة من النافذة لترى قدوم والدها، كان الرجل العجوز بعد أن ترك ابنته في الغابة، عاد حزينًا جدًا إلى المنزل، ولكن في اليوم التالي ركب عربته مرة أخرى، وسافر إلى الغابة ليرى ما إذا كانت ابنته حيّة أم ميتة، ووجد ابنته وأعادها للمنزل، وهما يركبان العربة الملكية، تظاهرت زوجته الشريرة بأنّها كانت مسرورة برؤيتها، وكانت حريصة على معرفة من أين حصلت على هذه العربة الغنية والجميلة.

أخبرتها الفتاة أنّ الدب في كوخ الغابة أعطاها لها، وفي اليوم التالي خبزت السيدة العجوز بعض الكعكات اللذيذة، وأعطتها لابنتها قائلة للرجل العجوز: إذا كانت ابنتك البائسة التي لا قيمة لها قد حظيت بمثل هذا الحظ السعيد، فأنا متأكد من أن ابنتي سوف تحصل على حظ أكثر، لذلك يجب عليك إخراجها في العربة وتركها في الغابة، فذهب الرجل العجوز وانطلق مع ابنة زوجته بعيدًا إلى الغابة.

هناك تركها، وعاد بسرعة إلى المنزل، وعثرت الفتاة على الكوخ في الغابة، ولم يكن هناك أحد في الداخل،وجلست على أحد المقاعد وهي تنظر من النافذة طوال الوقت، وبعد فترة انفتح الباب ودخل الدب، ونظر إليها وطلب منها ان تصنع له قميصاً كما طلب من اختها، لكنها لم تفعل، وعندما طلب منها أن ترن المفاتيح أثناء نومه لتحافظ على حياتها، لكنها لم تفعل.

وفي الصباح، نظر  الدب إلى الفتاة الميتة، وفتح باب الكوخ، وفي لحظات، أصبح الدب ملكًا شابًا، وفي يده صولجان ذهبي، في تلك الأثناء طلبت المرأة من زوجها الذهاب لإحضار ابنتها التي وجدها ميتة، وعندما عاد سلّم عظامها لامها، فجمعت المرأة العجوز عظام ابنتها، وذهبت إلى الطرق المتقاطعة، ودفنتهم هناك بالبكاء والرثاء، ثم سقطت على القبر ووجهها إلى أسفل وتحولت إلى حجر.

في هذه الأثناء، أخذ الملك كل من الرجل العجوز وابنته في العربة، وسافروا بعيدًا إلى عاصمته حيث تمّ الزواج هناك، وعاش الرجل العجوز بسعادة مع ابنته الملكة الجميلة التي كانت في يوم من الأيام بائسة للغاية.

المصدر: The bear in the forest hut


شارك المقالة: