قصة الدفاع عن المسكن

اقرأ في هذا المقال


من أهم المبادئ التي يجب على الأطفال تعلّمها هي الدفاع عن الأهل والوطن والمسكن، فهذه من الركائز الأساسية التي تزرع بالطفل حب الوطن والمسكن والانتماء لهما، وسنحكي في قصة اليوم عن مجموعة من الطيور قامت ببناء عش كبير لها وعندما تعرّض مسكنهم للاعتداء من قبل طير كبير، استطاعوا بتعاونهم وبحبّهم لمسكنهم الدفاع عنه بكل إصرار وشجاعة، والعبرة من القصة هي: الوطن والمسكن شجرة طيبة لا تنمو إلّا في تربة التضحيات وتسقى بالعرق والدم.

قصة الدفاع عن المسكن:

في إحدى الغابات كان هنالك مجموعة من الطيور فوق أحد الأشجار، وكان لديهم عشّاً جميلاً، ولكنّه كان بنظرهم عش متواضع؛ فكانت هذه الطيور دائماً ما تطير في أنحاء الغابة فترى الكثير من الأعشاش الجميلة، وتفكر بطريقة ما لبناء عش جميل وواسع ومليء بالزينة لهم.

بدأت هذه الطيور بالتفكير بخطة لبناء عش جديد كما تتمنى، اقترحت إحداهن أن يهدم عشّهن وبناء عش جديد، ولكن أغلبهن اقترح عدم الاستغناء عن العش الذي عشن به وكبرن مع بعضهن البعض؛ لذلك اقترحن أن يقمن باستكمال بناء عشهن الأصلي، ولا يهدمنه أو يقمن بالبحث عن مكان آخر.

اتفقت الطيور جميعها على هذه الفكرة وأعجبت الجميع، وبدأت إحدى هذه الطيور بتوزيع المهام على كل طير، فأعطت أحدهم مهمة جمع القش، والآخر تزيين العش ومنهم من كانت مهمته تجهيز الأثاث الجيّد والمريح للعش، وفي الصباح الباكر بدأت الطيور بإنجاز المهمات المطلوبة منها على أكمل وجه، وكانت هذه الطيور تتمتّع بالتعاون فيما بينها.

بذلت هذه الطيور قصارى جهدها في العمل، وقام كل منهم بمهمّته على أكمل وجه، وقاموا بجمع الحاجات الأساسية من أجل بناء العش الجديد، وكانوا سعداء بإنجازاتهم على الرغم من التعب في البحث والتجهيز، وكانوا بانتظار أن يروا عشّاً جميلاً لا يشبهه عش في الغابة.

ذهبت جميع الطيور في آخر يومهم لكي تنام، وفي اليوم التالي استيقظ الجميع في وقت الفجر لإتمام مهمة إكمال بناء العش الجديد، وبدأ كل منهن بالعمل الجاد والدؤوب، وعند إتمام المهمّات المطلوبة بدأت الطيور تنظر إلى العش الجديد، فرأوا أمامهن عش جميل كما تمنين، ورأوا أيضاً أنّ التعاون فيما بينهن قد أثمر عن عش جميل ورائع ربّما ليس له المثيل في جميع أنحاء الغابة.

فرحت الطيور بالعش الجديد الذي أنجزوه سويةً، وفي صباح اليوم التالي قرّرت الذهاب للسوق من أجل إحضار الطعام والحبوب وجميع الاحتياجات الأساسية للعش، وعندما عادت الطيور تفاجأت بطير كبير يقف فوق العش الذي بنوه وقال لهم: هذا العش ملائم لي أنا ولا يمكنكم فعل أي شيء أيتها الطيور الصغيرة.

بدأت الطيور تفكّر ماذا ستفعل دفاعاً عن العش الذي تعبت في بنائه، فقرّرت أن تقوم برمي الحصى على هذا الطائر الكبير؛ فأسرعت بجمع الحصى الصغيرة وبدأت بالرمي على ذلك الطائر الكبير، شعر هذا الطائر بالألم الكبير لعدم قدرته على صد الحصى المتتابعة التي ترتطم بجسمه، وسرعان ما طار هرباً من ذلك العش، واستسلم وعاد إلى عشّه، وبذلك حافظت هذه الطيور الصغيرة بالتعاون والمحبة فيما بينها عن عشّهم ومسكنهم.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الأطفال/كمال الدين حسين/1996قصص الأطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: