قصة السمكات الثلاث

اقرأ في هذا المقال


من أكثر القيم الأخلاقية أهمية في حياة الأطفال هي العمل بجد والحرص الشديد والبعد عن الغرور، وهذه القيم سوف تحكي عنها قصة اليوم مع السمكات الثلاث التي كانت واحدة منهن مهملة والأخرى مغرورة ولكن الثالثة كانت حكيمة، وعندما اقترب الخطر منهن استطاعت السمكة الحكيمة بالانتصار على الخطر ولكن السمكتين الأخريات قد خسرا بسبب الغرور والإهمال.

السمكات الثلاثة:

كان هنالك ثلاثة من السمكات التي يعشن مع بعضهن البعض في نفس البركة، كانت هنالك واحدة من السمكات تحب اللعب والمرح كثيراً، وكانت معجبة بنفسها ومن شدّة إعجابها بنفسها كانت لا تسعى ولا تجتهد للبحث عن الطعام، بل كانت دائماً تقول: إن وجدت الطعام بالقرب مني فسآكل وإلّا فلا داعي للعمل؛ حيث كانت سمكة كسولة جدّاً. وتتصّف السمكة الثانية بشدة الذكاء؛ حيث كانت تعرف كيف ومتى تعمل عقلها بالتخلّص من المخاطر، وكانت تفهم كل ما يدور حولها ولكنّها كانت تتصف بالإهمال في حياتها.

أمّا السمكة الثالثة فكانت تتصّف بالحكمة والذكاء وحسن التدبير؛ حيث كانت تعمل بنشاط كي تجهّز طعامها، وكانت دائماً تفكّر وتخطط لمستقبلها وتتوقّع حدوث الخطر قبل وقوعه، في يوم من الأيام تقابلت السمكات الثلاث بجانب البركة؛ فانتبهت السمكة الثالثة الحكيمة بأن الصياد يقترب من البركة ويحمل بيديه الصنارة.

فقامت بتحذير صديقتيها السمكات منه قالت لهم: لا بد أن نتحرك من مكاننا ونذهب إلى بركة أخرى. ضحكت السمكة الجميلة المعجبة بنفسها وسخرت منها وقالت لها: وهل تريدين الهروب هذا ما تفعلينه جبن، أنا لن أفعل مثلك بل سأكون بانتظار هذا الصياد وسوف آكل الطعم الذي سرميه في البركة ولن يستطيع اصطيادي.

قالت السمكة الثانية الذكية: أنا أحسن التصرّف وسوف أواجهه ولن يستطيع الاقتراب مني، لكن السمكة الحكيمة لم تستمع لهما وانتقلت إلى بركة أخرى، اقترب الصياد ورمى صنارته فاقتربت السمكة الجميلة وبدأت تلتهم الطعم بشدّة؛ لذلك أحس الصياد بشيء يعلق بصنارته فرفعها فوراً وكانت هي تتلوّى من أجل التخلّص من الصنارة ولكنها لم تستطيع فأخذها ووضعها في السلّة، رأت السمكة الذكية ذلك ولكنّها لم تبالي.

رمى الصياد صنارته مرة أخرى وكانت السمكة واقفة لا تتحرّك كي تفكر في خطة، وبينما هي واقفة إذ رمى الصياد شباكه عليها واستطاع الحصول عليها ولم تستطع الهروب من الشباك. بقيت السمكة الذكية تحاول الهروب ولكن عند اقترابها من يد الصياد قامت بعض إحدى أصابعه وقفزت للماء بسرعة ولكن إحدى زعانفها كان قد انكسر، هربت مسرعة إلى صديقتها السمكة الحكيمة وكانت تشعر بالألم الشديد، فأخبرتها بما حدث معها ومع السمكة الجميلة.

نظرت لها السمكة الحكيمة وقالت: هل رأيت ما سبب ابتعادي لقد خسرت السمكة الجميلة حياتها بسبب الغرور، وأنتِ كذلك لقد كنتِ سمكة مهملة وأرجو أن تكوني قد تعلمتِ الدرس، فقالت لها: لقد تعلّمت درساً ويجب علي في المرات القادمة أن لا أغتر بذكائي وأنتظر حتى اللحظة الأخيرة بل يجب أن أعد للأمر ولن أكرّر فعلتي هذه.

المصدر: مدخل إلى قصص أطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: