قصة الشجرة القوية

اقرأ في هذا المقال


من الجميل أن يفخر الإنسان بنفسه، ولكن كثرة التباهي تولد الغرور، ولا بدّ أنّ الشخص الذي يتباهى بنفسه كثيراً سيشعر بالندم لذلك، خصوصاً عندما يكون التباهي أمام شخص يفقد ما يملكه الآخر، سنحكي في قصة اليوم عن شجرة كانت تتباهى بنفسها أمام نبتة هزيلة، وكانت هذه النبتة تحذّر الشجرة من كثرة التباهي، وفي يوم هبت عاصفة قوية لم يتوقّعها أحد سقطت هذه الشجرة ولم تعد تتباهى بنفسها.

قصة الشجرة القوية:

كان هنالك شجرة تعيش بالغابة، كانت هذه الشجرة دائماً ما تتباهى بقوّتها وشموخها وصمودها أمام العواصف والرياح والأمطار، كان بجانب هذه الشجرة نبتة صغيرة وهزيلة، ولصغر حجمها كانت تهتز وتنحني أمام الرياح وحتّى نسمة الهواء الخفيفة.

وفي مرّة من المرّات نظرت هذه الشجرة الكبيرة للنبتة بازدراء وبدأت تقول: يا لكِ من نبتة صغيرة الحجم ولا تستطيعين الصمود أمام شيء، هل ترين كم أنا قوية وصامدة ولا شيء يستطيع أن يهزّني أو يحركّني من مكاني؟ نظرت لها النبتة وابتسمت وقالت: أيتها الشجرة الكبيرة عليكِ بالتوقّف عن التباهي بنفسك؛ فكثرة التباهي يؤذي صاحبه ولا بد أنّه سيأتي يوم ويسقط الأقوياء لكثرة تباهيهم.

لم تكترث الشجرة بكلام هذه النبتة وبدأت تسخر من كلامها، واستمرّت بالتباهي والتفاخر، وفي أحد الأيام هبّت على الغابة عاصفة قوية، ولكن لم تؤثّر بهذه الشجرة بأي شيء وبقيت صامدة في مكانها، أمّا النبتة المسكينة فسرعان ما انحنت لهذه الرياح وبقيت كذلك حتّى نظرت لها الشجرة وبدأت تضحك وتسخر وتقول: هل رأيتِ لقد استطعت أن أصمد أمام الرياح، أمّا أنتِ انظري لنفسك وأنتِ راكعة للأرض.

شعرت هذه النبتة بالحزن الشديد لعجزها عن حماية نفسها، وبعد مدّة من الوقت هبت عاصفة أخرى شديدة، وقفت الشجرة أمامها كعادتها وصمدت، أمّا النبتة الصغيرة فقامت بالانحناء خوفاً من أن يتم اقتلاعها من الأرض من شدّة الرياح، ازدادت قوّة الرياح لدرجة أن هذه الشجرة لم تعد قادرة على الصمود أمامها ووقعت على الأرض. بعد انتهاء الرياح القوية رفعت هذه النبتة الصغيرة نفسها، وتفاجأت بسقوط الشجرة الكبيرة التي كانت دائماً تتباهى بنفسها.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: