قصة الشجرة والظلم

اقرأ في هذا المقال


الظلم من أكثر الصفات السيئة، سنحكي في قصة اليوم عن شجرة جاءت ملكة ظالمة وأمرت جنودها ببناء بيت فوقها، ما كان من تلك الشجرة إلّا أن توقفّت عن النمو والامتداد، بعد أن كانت شجرة تحمي الجميع، وصارت شجرة عارية؛ وذلك من أجل معاقبة تلك الملكة التي تعامل شعبها بالظلم والطغيان.

قصة الشجرة والظلم

كان هنالك شجرة زيزفون كبيرة في العمر، هذه الشجرة لديها أغصان كثيرة وممتدّة، وهي تشكّل الغيم لكثير من الحيوانات مثل الخراف وغيرها، حتّى رعاة الأغنام كانوا يحتمون تحت أغصانها من أشعّة الشمس الحارقة، بالإضافة إلى الطيور التي كانت تبني أعشاشها فوق تلك الشجرة.

كانت هذه الشجرة تعيش في سلام مدّة طويلة، وتقدّم الخدمات لكثير من الحيوانات والنباتات، حتّى جاء أحد الأيّام وقدم أحد البنّائين وبدأ يدقّ بجسمها المسامير، وينشر بها فوجدت نفسها تحمل أحد المنازل الكبيرة وتتكئ على غصنها المنحني، كان يسكن هذا المنزل أشخاص غريبو الأطوار، يلبسون ثياباً مزركشة ويسمّون منزلهم بمنزل (منزل الملكة الصيفي).

كانت الشجرة دائماً تبحث عن تلك الملكة التي يهتفون لها، حتّى وجدتها أمامها فجأةً وكانت هي الملكة فكتوريا، هذه الملكة التي كان شعبها يهتف لها ولانتصاراتها، ولكن الشجرة كانت لا تراها سوى ملكة ظالمة؛ فقد عاش الناس في عصرها القهر والحرمان، وكانت تتمنّى الشجرة وتقول: لولا أننّي شجرة لا أتحرّك لكنت أطحت بها وخلصت الشعوب من ظلمها.

لم يكن من أمر هذه الشجرة إلّا أن تأمر أغصانها بالتوقّف عن الامتداد، وأوراقها عن النمو؛ حيث قام الأشخاص بتغطية المنزل بخشب البلوط والجبس الأبيض، وكانت إطلالته تكشف على الثعالب في الغابة، وهي الحيوان المفضّل لدى الملكة.

عندما توقّفت أغصان الشجرة عن النموّ صار البيت مكشوفاً للثعالب، وكان هذا المنزل يشكّل مصدراً للخطر لها؛ لذلك قرّرت الثعالب أن تبتعد عن هذا المنزل الذي ربمّا يسكنه البشر، شعرت الشجرة أنّها قد منعت الملكة من ممارسة هوايتها المفضّلة وقالت في نفسها: لعلّي بذلك قد حرمت هذه الملكة إحدى متعها، وكنت قد أخذت بالثأر القليل لشعبها البائس.

على الرغم من أنّها شجرة لا تملك من أمرها شيئاً، ولكن عرّت نفسها واستطاعت أن تنتقم من تلك الملكة، الأمر الذي عجز شعبها أن يفعل منه أي شيء.

المصدر: مدخل الى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: