قصة العجوز وابنه

اقرأ في هذا المقال


سنحكي في قصة اليوم عن ولد كان يحبّه والده ويعطيه كل ما يطلب، ولكن عندما كبر الأب وتعرّض الابن لموقف مشابه لما كان يحدث معه وهو صغير، غضب الابن وصار يصرخ بوالده، ولكن الأب قام بتذكير ابنه بما كان يحدث معه، ندم الابن لمعاملته القاسية وأدرك أن دين الآباء لا يمكن سدّه.

قصة العجوز وابنه

كان هنالك ولد اسمه رائد، وكان مدلّل لدى والديه وخاصّةً أبيه، حيث كان يحبّه ويحب أن يلبّي له كل احتياجاته، وعندما وصل لسن الست سنوات أصبح ولد ذكي؛ حيث كان كثير الأسئلة بالإضافة إلى أنّه يكرّر أسئلته كثيراً، وكان والده في كل مرّة يجيبه على أسئلته بكل سعادة ورحابة صدر ولا يظهر ضجره أبداً.

كبر رائد وكبر والده وأصبح رجل مسن، وكان الأب يحب أن يجلس في الحديقة كثيراً، وبينما كان الأب يجلس مع ابنه في الحديقة إذ سمع صوت البلبل وهو يغرّد، فسأل الأب ابنه الشاب: ما هذا الصوت يا بني؟ قال له ابنه: إنّه صوت بلبل يا أبي، ولكن الآباء عندما يتقدّمون بالعمر تصبح ذاكرتهم قصيرة جدّاً، فكان الأب سرعان ما ينسى ما سمعه.

سأل الأب ابنه مرّةً أخرى: ما هذا الصوت يا بني؟ أجابه رائد: لقد أخبرتك يا أبي إنّه صوت البلبل المغرّد، اعتذر الأب من ابنه وقال له: اعذرني يا بني فقد نسيت أنّني سألتك، وبعد نصف ساعة تقريباً كان البلبل لا زال يغرّد؛ فسأل الأب ابنه: ما هذا الصوت يا بني؟ في ذلك الوقت غضب الولد وصرخ بوالده وقال له: ما بك يا أبي لقد أجبتك أكثر من مرّة إنّه صوت البلبل.

شعر الأب بالحزن لأنّ ابنه غضب منه، ولم يراعي تقدّمه في العمر، وفجأةً طلب الأب من ابنه رائد أن يحضر له المفكّرة، تفاجأ رائد من طلب والده، ولكنّه ذهب وأحضرها كما طلب، عندما أحضرها قال له الأب: أريد أن أقرأ لك يا بني ذكرى مميّزة حدثت بيني وبينك في مثل هذ اليوم.

بدأ الأب يقرأ ويقول: في مثل هذا اليوم كان ابني رائد يجلس في حضني، وكان البلبل يغرّد وسألني عن الصوت وأجبته، وكرّر السؤال أكثر من عشر مرّات، وكنت في كل مرّة أجيبه وأنا أحضنه وأقبّله، صمت الأب وشعر رائد بالحزن والندم الشديدين لقسوته مع والده، وتذكّر كيف كان والده يدلله عندما كان صغيراً، حضن والده واعتذر منه ووعده أن لا يكرّر فعلته مرّةً أخرى.

المصدر: قصص الاطفال/مقهى الكتب/2019قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: