قصة الفأر الرمادي الصغير - الأمير الكريم

اقرأ في هذا المقال


قصة الفأر الرمادي الصغير، الأمير الكريم أو (The Little grey mouse,The Prince Gracious) هي حكاية فرنسيه خيالية، من كتاب الفأر الرمادي الصغير، يحتوي هذا الكتاب على خمس حكايات شعبية فرنسية طويلة، كل قصة لها عدة فصول، للمؤلف (Comtesse de Ségur) للناشر (Penn Publishing Company).

الشخصيّات:

  • روزالي.
  • الأمير الكريم.
  • حارس الأمير.

قصة الفأر الرمادي الصغير – الأمير الكريم:

بينما كانت روزالي نائمة بهدوء، كان هناك أمير يدعى كريشوس يقوم بمطاردة صيد عبر الغابة لضبي، فهرب منه الظبي، كان الأمير يلاحقه مع الكلاب، ووصل بالقرب من الجدول الذي كانت نائمة فيه وجلس أمامها مرعوباً، ثمّ قفزت الكلاب خلف الظبي بسرعة، وفجأة توقفت الكلاب عن النباح عندما رأوا روزالي وتجمعت بصمت حولها، ونزل الأمير عن حصانه وكانت دهشته كبيرة لرؤية فتاة جميلة نائمة في هذه الغابة المنعزلة.

نظر حوله بعناية لكنّه لم يرى أحداً آخر، لقد كانت وحيدة بالفعل، و عند النظر إليها عن كثب، رأى آثار دموع على وجنتيها، وكانت ترتدي ملابس بسيطة، لكنّ فستانها الحريري يدل على أنّها ثرية، كذلك حذائها الأنيق وقلادة اللؤلؤ الخالص التي كانت برقبتها، لم تستيقظ روزالي على الرغم من صوت الخيول والكلاب من حولها، والضجيج الصاخب الذي أحدثه حشد الرجال مع الأمير.

شعر الأمير بالذهول ووقف يحدق في روزالي بثبات، وقلق من هذا النوم العميق لها، فأخذ يدها بهدوء وحاول إيقاظها، ولكنها ما زالت نائمة، وعندها ضغط الأمير بيدها برفق، لكن حتى هذا لم يوقظها، فالتفت لجنوده وقال: لا يمكنني أن أتخلى عن هذه الفتاة البائسة التي ربما ضلّت طريقها، أو كانت ضحية لبعض الشر من أحدهم، فقال حارس الأمير: أيها الأمير، لكن كيف يمكن إبعادها عن هنا وهي نائمة.

ألا يمكننا صنع حمّالة من الأغصان؟ وبالتالي نقلها إلى منزل في الحي المجاور بينما يواصل جلالتك المطاردة؟ فقال الأمير لحارسه هوبيرت: فكرتك جيدة، اصنع الحمّالة وسنضعها عليها على الفور، ولكن لن تحملها إلى نزل بل إلى قصري، هذه الفتاة الشابة هي بالتأكيد أميرة، وهي جميلة مثل ملاك، وسأراقبها بنفسي حتّى تحصل على الرعاية والاهتمام اللذين تستحقهما.

وسرعان ما رتب هوبير بمساعدة رجاله صنع الحمّالة التي وضع عليها الأمير كريشوس عباءته، ثمّ اقترب منها وكانت لا تزال نائمة، ورفعها برفق بين ذراعيه ووضعها على العباءة، وفي هذه اللحظة بدت روزالي وكأنّها تحلم، ابتسمت وتمتمت بنبرة خافتة: والدي! والدي، ملكة الجنيات! الأمير الكريم! أراه، إنّه أمير ساحر! فوجئ الأمير بسماع نطق اسمه، ولم يشك في أنّ روزالي كانت أميرة تحت سحر قاسي، وأمر حرّاسه بالسير بهدوء شديد حتى لا يوقظوها وسار بجانب الحمّالة.

وعند وصوله إلى القصر، أمر الأمير كريشوس بإعداد غرفة ملكية لروزالي مجهزة بعناية، ثمّ حملها بنفسه إلى غرفتها ووضعها برفق على السرير، وأمر النساء اللواتي كان عليهن الانتظار ومراقبتها لإبلاغه بمجرد استيقاظها، وبعد ذلك، ألقى نظرة وداع على وجه الفتاة الحزينة، وخرج من الغرفة، ثمّ نامت روزالي بهدوء حتى الصباح.

كانت الشمس مشرقة عندما استيقظت، ونظرت حولها بمفاجأة كبيرة، ولم يكن الفأر الشرير بالقرب منها لإرهابها، لقد اختفى بسعادة، فقالت بفرح: هل تحررت من هذه الجنيّة الشريرة المقيتة؟ ثمّ تساءلت: هل أنا بين يدي جنيّة أقوى منها؟ فاقتربت روزالي الآن من النافذة، ورأت العديد من الرجال المسلحين والعديد من الضباط يرتدون أزياء رسمية رائعة، فأدركت أنّها داخل قصر أو قلعة كبيرة.

فوجئت أكثر عندما كانت على وشك مناداة أحد الرجال الذي اعتقدت أنّه إما جنّي أو ساحر، ولكن فجأة سمعت خطى تقترب من باب غرفتها، فاستدارت ورأت الأمير كريسوس مرتديًا ثوب صيد وكان واقفًا أمامها وهو ينظر إليها بإعجاب، تعرفت روزالي على الفور على أمير حلمها وصرخت بفرح: الأمير الكريم! قال الأمير بذهول: هل تعرفيني إذاً؟ كيف إذا كنت تعرفني، أنا لم أعرفك، ولم أراك يوماً، أو ربما نسيت اسمك؟

قالت روزالي وهي تحمر خجلاً: لقد رأيتك فقط في أحلامي، أيها الأمير، وبالنسبة إلى اسمي، ربما لا يمكنك معرفة ذلك، لأننّي لم أكن أعرف اسم والدي حتى أمس، فقال الأمير: وما هو الاسم الذي أخفي عنك كل هذه المدة؟ ثمّ أخبرته روزالي بكل ما سمعته من والدها حول حياتها، واعترفت أمامه بحب الفضول الذي كان لديها، وعواقبه الوخيمة عليها وعلى والدها.

ثمّ قالت: أيها الأمير، عندما اضطررت إلى ترك والدي هربًا من ألسنة اللهب التي أشعلتها الجنيّة الشريرة، وعندما تمّ رفضي في كل مكان أذهب إليه بسبب الفأر الشرير الذي بقي يلاحقني، وجدت نفسي معرضة للموت من الجوع والعطش، ولكن سرعان ما استحوذ عليّ نوم ثقيل راودني خلاله أحلام كثيرة وغريبة، ولا أعرف كيف أتيت إلى هنا، أو ما إذا كنت أجد نفسي في قصرك.

ثمّ أخبرها الأمير كيف وجدها نائمة في الغابة والكلمات التي سمعها تقولها في حلمها، ثمّ أضاف: هناك شيء واحد لم يخبرك به والدك يا ​​روزالي، وهو أنّ ملكة الجنيات التي هي قرابة لنا، قررت أننا يجب أن نتزوج عندما كان عمرك خمسة عشر عامًا، ولا شك في أنّ الملكة من الجنيات التي ألهمتني بالرغبة في الذهاب للصيد والمطاردة في الغابة.

وأرشدتني لكي أجدك في الغابة حيث تجولت، ونظرًا لأنّك ستبلغين من العمر خمسة عشر عامًا في غضون أيام قليلة، ثمّ قال: أرجوك روزالي أن تعتبري قصري ملكًا لك، وأن تأمري الجميع بتنفيذ طلباتك مهما كانت بصفتك ملكتي وسيدة قصري، وسأعيد والدك إليك قريبًا وسنحتفل بزواجنا السعيد، شكرت روزالي الأمير الشاب الوسيم بحرارة ثم عادت إلى غرفتها حيث وجدت خادماتها في انتظارها مع مجموعة رائعة من الفساتين الرائعة والجميلة.

روزالي التي لم تهتم كثيرًا في السابق بارتداء الفساتين الفاخرة أو تزيين شعرها مثل الأميرات، لكن في هذا اليوم أحسّت أنّه لا بدّ لها من الظهور بمظهر الأميرات أمام الأمير، فأخذت الفستان الأول الذي قُدم لها، الذي كان وردي اللون، ومزين بالدانتيل الناعم مع غطاء رأس، وتمّ ترتيب شعرها الكستنائي الجميل، ووضعت تاجاً على رأسها، وعندما اكتمل تجهيزها، جاء الأمير ليقودها لتناول الإفطار.

جلست تأكل بشهية، لأنّها لم تتناول الطعام في اليوم السابق، وبعد تناول الطعام، قادها الأمير إلى الحديقة القصر والتي كانت رائعة للغاية، نظرت روزالي بدهشة لتلك الحديقة الرائعة التي لم ترى مثلها من قبل، وأخذها إلى البيوت المحمية، والتي كانت رائعة للغاية، وفي نهاية أحد هذه البيوت التي كان يحرسها جنود الأمير، لفت نظرها ركن صغير مستدير كان هناك.

كان هذا الركن مزخرف بالزهور المختارة في وسط هذه القاعة المستديرة، وكان هناك صندوق كبير يبدو أنه يحتوي على شجرة غريبة،  ولكن تمّ إلقاء قطعة قماش ثقيلة سميكة عليها وخياطتها بإحكام، بحيث لا يمكن رؤية ما تحتويه، ولكن من خلال القماش يمكن رؤية عدد من النقاط الرائعة غير العادية التي كانت تظهر كخيال لأشياء مخفية تحت الغطاء.

المصدر: المصدرhttps://www.worldoftales.com/Old_French_fairy_tales.html#gsc.tab=0,The Little grey mouse,The Prince Gracious)The Little House,https://www.littlegreymouse.net/,The Little grey mouse,The Prince Gracioushttps://www.frontenachouse.com/product/the-little-grey-mouse-a-fable-in-fabri, The Little grey mouse,The Prince Gracious


شارك المقالة: