قصة القوس المحتال - The Arch Rogue

اقرأ في هذا المقال


قصة القوس المحتال هي قصة ألمانيّة شعبيّة، قامَ الكاتب تشارلز جون تيبيتس بتأليفها في عام 1892م. حيث نُشرت هذه القصة في كافة مطابع مدينة برلين في جمهورية ألمانيا الاتحادية وفي بعض المطابع في مدينة لندن في المملكة المتحدة وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.

الشخصيات:

  • الساحر.
  • الملك.

قصة القوس المحتال:

في قديم الزمان، كان هناك رجل شرير وساحر ولشدة قدرته الخارقة على السحر تمّ تسميته بالقوس المحتال. كان هذا الرجل يجب السفر من بلد إلى آخر فقط لمجرد اللعب بعقول البشر، ظهرت سمعته الكبيرة بهذه الأساليب الشريرة وكان يُعرف عنه بحبه الشديد لامتلاك مناصب الآخرين. كان هناك ملك لبلد معين وهذا الملك كان يخشى من هذا الساحر كثيرًا؛ وذلك لأنه سمع برغبة الساحر بامتلاك مملكته.

لم يستطع هذا الملك أنْ ينام للحظة واحدة وهو يفكر في الأمر وأرسل جنوده واحدًا تلو الآخر بأوامر صارمة لاعتقاله هذا الساحر، لكن كل بحثهم كان عبثًا. قال الملك في نفسه: فقط انتظر قليلاً أيها الشرير، سوف أجدك. وبعد ذلك أصدر بيانًا ينص على أنَّ العفو الملكي سيشمل هذا الساحر إذا قامَ بتسليم نفسه للمحكمة. وفي ظهيرة أحد الأيام بينما كان الملك يقف عند نافذة قصره مستمتعًا بالغابةوالوديان الرائعة التي بدا أنَّ عاصفة كانت تتجمع فوقها.

وفجأة صفقه أحدهم على كتفه وعندما نظر حوله ورأى رجل طويل جدًا قريب منه للغاية ويقول: ها أنا. قال الملك: من أنت؟ قال له الرجل: أنا الذي تبحث عنه. تفاجأ المك كثيرًا وقال له الساحر: اذهب كلمتك واعفو عني. فذهب الملك إلى المحكمة وقال للحاكم عمّا جرى وقررا العفو عنه ولكن بعدة شروط، قال الملك: هل ترى الرجل الريفي هناك؟ قال له الساحر: نعم. قال الملك: اذهب إليه وخذ كل ثيرانه. تعجب الساحر لطلب الملك كثيرًا، ولكنه سينفذه بالطبع للحصول على العفو.

ذهب الساحر إلى الغابة ورأى الثيران ورأى صاحبها يذهب باتجاه الغابة، فاستل سيفه وقطع ذيول وقرون الثيران ووضعها في مكان وجود الثيران وسحب كل الثيران إلى قصر الملك. وعندما عاد الرجل صُعق للمشهد الذي أمامه، فظن بأنَّ الثيران قد ضربتها صاعقة وقتلتها ولم يبقى منها سوى القرون والذيول. بدأ الرجل يصرخ بصوتٍ عالٍ وسمع الملك والساحر هذا الصوت، قال الملك للساحر: ستعيد بعض الثيران إلى هذا الرجل بطريقتك الخاصة ودون الكشف بأنَّك من أخذتهم.

وافق الساحر على طلب الملك وسحب قرون الثيران ليخرج واحد منهم ويركض باتجاه الراعي، وبعدها أمسك بذيل أحدهم وسحبه ليخرج الآخر. كان الملك مسرور للغاية لما يشاهده وكأنَّه عرض سحري يشاهده في أحد المسارح. وعندما عادوا إلى القصر قال الملك للساحر: عليك الآن أنْ تسرق خيلي المفضل من الإسطبل دون معرفة أحد بذلك. وافق الساحر على ذلك وقامَ الملك بتشديد الحراسة على الإسطبل. ذهب الساحر إلى الإسطبل وكان مرتدياً ملابس نوم الملك وكان معه زجاجتين من الشراب وقال للحراس: بما أنَّ الملك قد قبض على الساحر المحتال قال لي بأنَّ أخبركم لترتاحوا قليلًا ولتشربوا هذا الشراب.

جعل الساحر أحد الحراس، بعد أنْ شرب كثيرًا، يمتطي على ظهر الفرس وقاده إلى الغابة. سقط الرجل أرضًا وصعد الساحر على ظهر الفرس وسار في الغابات لوقت طويل، ووقتها استيقظ الملك في الصباح الباكر ووجد جميع حراسه ملقون على الأرض. غضب الملك لرؤيته هذا المشهد وبدأ بالصراخ على الحارس، قال أحدهم: يا إلهي هذا هو الملك! نحن آسفون يا سيدي، لقد بالغنا بالشرب قليلًا. غضب الملك وقال: أين حصاني المفضل؟ لقد سُرق بينما كنتم نائمون.

وخلال هذا الوقت، وصل الساحر إلى الإسطبل وقال: يا سيدي إنَّ حصانك هذا حيوان مطيع للغاية وهو ودود أيضًا، لقد أكملت جولته في الغابة للتو. شعر الملك بالغضب الشديد من نجاح الساحر، فكان من الواضح بأنَّ الملك يحاول الإيقاع به منذ بداية الأمر، ولكنه كان أكثر عزمًا على ضرب الساحر بشيء من شأنه أنْ يعرضه للخطر. ففكر كثيرًا وفي اليوم التالي قال للساحر: هذه هي المرة الأخيرة التي سأختبرك فيها وستكون بمثابة محكمة لك. وإذا كنت ذكيًا بما يكفي لتنفيذها فسوف تحصل على حياتك وحريتك وفوقهم معونة جيدة للعيش في المملكة.

قال له الساحر: حسنًا، أنا جاهز يا سيدي. اطلب ما تريده مني. قال الملك له: يجب عليك سرقة خاتم الملكة، خاتم زواجنا، فهو أهم ما تملك وأثمن ما في هذه المملكة. قال له الساحر: هل يمكنك إخباري بشكله يا سيدي؟ قال له الملك: إنَّه خاتم ذهبي كبير مرصع بالياقوتوالزمردوالمرجان وستعرفه بمجرد النظر إليه. وافق الساحر على القيام بهذه المهمة وعندما اقترب الليل، أمر الملك بإغلاق جميع أبواب القصر بسرعة وتعيين حارس على كل باب.

كان الملك نفسه قد اتخذ كرسيًا لحراسة زوجته وهي نائمة بدلًا من النوم والراحة. وفي حوالي الثانية صباحًا سمع الملك بوضوح سلمًا يرتفع مقابل النافذة وصوت خطوات الرجل تعلو بالقرب منه وعندما اعتقد الملك أنَّ الساحر قد وصل إلى القمة نادى من النافذة: يا حراس دعوه يسقط! وبالفعل قامَ الحراس بإسقاط الساحر أرضًا، فذهب الملك إلى زوجته التي كانت نصف نائمة بأنَّه سيذهب لمعرفة ما إذا كان الساحر قد مات أم لا.

ولكن قامَ الساحر باستعارة جثة أحدهم من حبل المشنقة وألبسها ثيابه ووضعها على السلم. بالكاد كان الملك قد غادر الغرفة قبل أنْ يدخلها الساحر وقال للملكة بصوت الملك: نعم لقد مات الساحر، لذا يمكنك الآن النوم بهدوء ولا تعطيني سوى خاتمك هذا، فيجب أنْ احتفظ به في مكان آمن. كانت الملكة تظن بأنَّ الساحر هو زوجها الملك وأعطته الخاتم على الفور، وبعد خروج الساحر دخل الملك إلى غرفة الملكة وقال لها: إنَّه يرقد هناك ميتًا، لن يصيبنا بمكروه بعد الآن. قالت له الملكة: أنا أعلم ذلك، لقد أخبرتني نفس الشيء مرتين.

عرف الملك هنا بأنَّ الساحر لم يمت، ووقتها عاد الساحر إلى الملكة وأعطاها خاتمها. وفي الصباج الباكر، أُخذ الساحر إلى المحكمة للمعاقبة وقال أمام الجميع بأنَّ كل ذلك قد طلبه الملك منه. ووقتها قامَ الحاكم بالعفو عنه ومسامحته وإعطائه المعونة السنوية للعيش في المملكة، ولكن مع وجود التعهد الذي ينص على عدم القيام بأمور السحر والسرقة في المملكة أبدًا. وافق الساحر على ذلك وعاش سعيدًا في المملكة لبقية حياته. وكانت هذه هي نهاية القصة.

المصدر: the arch rogue


شارك المقالة: