قصة المسامير

اقرأ في هذا المقال


يعاني الكثير من الأهالي من مشكلة العصبية لدى الأبناء وعدم التحكّم في الذات، وعلينا أن نحسن التصرّف في التعامل مع هذه المشاكل، سنحكي في قصة اليوم عن والد سمير الذي كان يعاني من عصبية ابنه الزائدة وكيف أحسن التصرّف مع ابنه.

قصة المسامير

سمير ولد في الصف الخامس، وهو يتصّف بأنّه طفل عصبي جدّاً، بالإضافة إلى أنّه كان يتفوّه بكلام سيّء وليس لديه القدرة على التحكّم وضبط الأعصاب أمام الآخرين؛ وهذا كان يتسبّب له ولوالده بالحرج الشديد؛ كان والد سمير رجل ذكي ويحسن التصرّف وحاول أن يعالج هذه المشكلة بطريقة ذكيّة وخطرت له حيلة جيّدة.

كانت الحيلة عبارة عن مجموعة مسامير قام بإعطائها لابنه، وطلب منه أن يقوم بدقّ مسمار بالحائط في كلّ مرّةً يشعر أنّه غاضب بها، وطلب منه أن يختار الحائط المتواجد في الجدار خلف المنزل، وبالفعل كان سمير كلّما شعر بالغضب وتفوّه بكلمات سيّئة يقوم بدق مسمار في الجدار الخلفي حتّى امتلأ الجدار بالمسامير وكادت أن تنفذ من الكيس الذي أعطاه له والده.

وبعد مدّة قال له والده: عندما تشعر يا بني أنّك استطعت أن تضبط أعصابك عليك أن تقوم بخلع المسامير تلك، وفي كلّ مرّة تقوم بإزالة مسمار واحد، وبعد مدّة تعوّد سمير في كل مرّة يشعر فيها بالغضب أن يقوم بإزالة مسمار، حتّى استطاع بنهاية الأمر أن يزيل كلّ المسامير الموجودة في الجدار.

في ذلك الحين أخذ والد سمير ابنه وطلب منه مشاهدة الجدار بعد دقّ المسامير بداخله وقال له: هل ترى يا بنيّ هذه الثقوب، هي عبارة عن آثار الغضب والتفوّه بألفاظ سيّئة، هل ترى كيف أنّها أحدثت ثقوباً حتّى بعد إزالتها، هكذا يكون أثر الكلمة السيّئة للآخرين؛ فهي تترك أثراً وألماً بداخلهم.

في ذلك الوقت أدرك سمير ما هي الحكمة من طلب أبيه، وأدرك الأذى الذي يتسبّب به للآخرين عندما لا يستطيع ضبط أعصابه وعدم احترام الآخرين ونطق الكلمات السيئة أمامهم، وقرّر أن يتوقّف عن هذه الألفاظ ويحاول أن يتماسك ويتحكّم بلسانه في المرّات القادمة، وشكر والده إذ أنّه استطاع تلقينه درساً مفيداً من خلال حيلة المسامير.

المصدر: قصص الاطفال/مقهى الكتب/2019قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: