قصة النملة الشقية والملكة

اقرأ في هذا المقال


من أهم الأمور التي يجب على الطفل أن يدركها هي أهمية الالتزام بالتعليمات والأوامر التي تصدر من والديه، مثل عدم اللعب خارجاً لوقت متأخّر وعدم التحدّث مع الغرباء، ويجب على الطفل أن يعلم ما هي عقوبة الولد الشقي الذي يعصي الأوامر، وسنحكي في قصة اليوم عن نملة شقية كانت الملكة تحبّها وتعتني بها ولكنّها على الرغم من ذلك كانت تعصي أوامرها، ولكن الملكة استطاعت بنهاية الأمر أن تلقّنها درساً قاسياً لن تنساه.

النملة الشقية والملكة:

كان هنالك نملة شقية تعيش في الغابة، وكان هنالك ملكة للنمل شاهدت هذه النملة في مرّة من المرّات وأعجبت بهذه النملة، وحزنت لحالها لأنها وحيدة لذلك قرّرت بيوم من الأيام أن تأخذ هذه النملة كي تعيش معها، ولكن كانت هذه الملكة تعاني من عدم استجابة النملة لها وعنادها؛ فكانت شقية ولا تطيع الأوامر، كانت تحب الخروج واللعب كل يوم وكانت الملكة تخبرها بأن لا تخرج ولكنّها كانت تعصي الأوامر دائماً.

وفي مرة من المرّات طلبت الملكة من النملة أن تقوم بمساعدة النمل والخروج للبحث عن طعام، فوعدتها أن تخرج وتبحث عن الحبوب كي تساعد النمل في ادخّار الطعام لفصل الشتاء، ولكنّها عندما خرجت قابلت في طريقها صرصاراً وبدأت تتحدّث معه، وطلب منها الصرصار أن ترافقه في نزهته في الغابة فوافقت على الفور ولم تتذكّر كلام الملكة.

وخلال السير مع الصرصار كان هنالك صياد يسير في الغابة بحثاً عن غزال لكي يصيده، ولكن النملة والصرصار لم ينتبهوا له فقام بالدهس عليهم وبدأ كل منهما بالصراخ، فجأة سمع أحد النمل الذي كان داخل السرب بحثاً عن الطعام صراخ النملة فذهب وأنقذها بصعوبة وقام بتوبيخها لأنّها تركت السرب، فشكرته وطلبت منه عدم إخبار الملكة عمّا فعل ووعدته أن لا تكّرر فعلتها.

وفي يوم من الأيام أرادت النملة للخروج من أجل اللعب وطلبت منها الملكة أن لا تتأخّر وأن تعود مبكّرة حتى تنجز عملها، ولكن هذه النملة كعادتها لم تسمع كلام الملكة، ونسيت وعدها للنملة التي أنقذتها؛ فخرجت وظلّت تلعب تمرح لوقت طويل إلى أن حلّ الظلام عليها وهي في مكان ما في الغابة.

كان الطقس سيّئاً للغاية؛ فالمكان الذي تلعب به النملة مظلم وكانت الرياح يومها عاصفة وشديدة، حاولت أن تعود لمملكتها ولكنّها لم تستطع ذلك لأن الجو كان عاصفاً، فكان الطريق مليء بالمعوّقات التي منعتها من التحرّك؛ فظلّت النملة في مكانها وتأخّر الوقت كثيراً.

شعرت الملكة بالقلق على هذه النملة لتأخّرها، وطلبت من جميع النمل بالدخول إلى جحورهم لسوء الطقس والاحتماء بها، وأعطت الملكة الأوامر بإغلاق جميع الأبواب الداخلية والرئيسية للمملكة بسبب الرياح والطقس السيء، وتهيّأ الجميع للنوم والتدفئة، وبعد ما استطاعت النملة العودة لمملكتها بعد محاولات عدّة، وجدت جميع الأبواب مغلقة.

ظلّت النملة تطرق الأبواب وتصرخ حتى يستطيع أي أحد سماعها ولكن دون جدوى، وكان الجو بارداً وقاسياً في الخارج، وأثناء صراخها سمعها الحارس وأسرع ليفتح لها الباب، ولكن عندما رأى النملة الشقية وقد عادت متأخّرة، وأنّها قد عصت الأوامر رفض أن يفتح لها الباب لكي يلقّنها درساً لعصيانها الأوامر والتعليمات الخاصّة بالمملكة.

وقفت النملة في الخارج وكانت تشعر بالندم الشديد لعدم سماعها لكلام الملكة، وكان البرد قاسياً فشعرت بالتعب الشديد، وفجأة بدأت الأمطار تهطل بشدّة ومن كل جانب، ولم تكن تعرف ماذا ستفعل هذه النملة، في هذه الأثناء كانت الملكة تراقبها من نافذة المنزل وتعمّدت أن تبقيها خارجاً لبعض الوقت كي تلقّنها درساً قاسياً لأنّها كانت شقية ولا تسمع الكلام.

وبينما كانت الملكة تراقبها وكانت الرياح شديدة وجدت أن النملة قد طارت والتصقت بباب المملكة، وكانت قد قاربت على الإعياء فشعرت بالحزن الشديد لحالها، وأمرت الحارس على الفور بفتح الباب لها، فتح لها الباب ودخلت إلى المملكة وكانت شديدة التعب لا تستطيع المشي أو التكلّم بسهولة.

بعدما دخلت النملة وارتاحت نظرت إلى الملكة بخجل شديد ولم تكن تعرف ماذا ستقول؛ فبدأت بالاعتذار منها وطلبت منها أن تعفو عنها ووعدتها بكل صدق أن لا تعود لفعلتها هذه أبداً، وبذلك تعلّمت النملة أهمية إطاعة أوامر الملكة وعدم عصيانها أو التأخر خارج المنزل.

المصدر: مدخل غلى قصص وحكايات اطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: