قصة تركت لك مقعدي

اقرأ في هذا المقال


صدرت  القصة عن الكاتب الكاتب والمؤلف المسرحي الأوزبكي عبدالله قادري، وهو من أهم وأبرز الكُتاب الذين أبدعوا في مجال الأدب الأوزبكي، والذي بدوره كان هذا النوع من الأدب له جذور تاريخية مستمده من الأدب اليوناني والأدب التركي

قصة تركت لك مقعدي

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول وصف لحالة عاشها الراوي في فترة من فترات حياته، حيث أنه أول ما بدأ به هو الحديث عن الشعور والإحساس الذي تعلم منه وأدرك من خلاله أنها كيف تدمرت حياته ومشاعره، إذ وصف بأن الظلمة كانت تطوق جسده من جميع الجوانب، كما أن دموعه كانت عبارة عن أمواج تحطمت بسببها أسوار سعادته، وعلاوة على ذلك كله كانت تختلجه حالة من الحيرة والتي بدورها تغلغلت في ذاته، كان شعوره في تلك اللحظة وكأن العالم قد توقف عند تلك الفارقة وسواد الليل كان يطغى على سمائه، وقد أطفأ نور صباحه، بالإضافة إلى تلك الأشواك التي من شدة قوتها وعنفوانها ثقبت أفكاره.

الشواطئ التي تعوم عليها الأحزان وقد تُرك على أحد الشواطئ وتركت أشلاءه مترامية على أطرافه، وأنه تم اقتلاع أحلام حياته وطموحاته من تلك الحديقة المفعمة بالزهور، وقد قامت عواصف آلامه بجرف في طريقها كامل آثار الفرح والسرور والبهجة، كما أن رياح اللوعة عصفت بكل ما تبقى من حريته وراحته واستقراره.

وفي ذلك الوقت سيطر عليه شعور وكأن العالم قد خاض في انتفاضه من حوله، كما أن الناس جميعهم قد أصبحوا غرباء من حوله ولا يمتون له بأي صلة على الاطلاق، وعلى الرغم من كل ما يعتريه ويحيط به،  إلا أنه حاول مراراً وتكراراً أن يوهم نفسه ويكذب عليها؛ وذلك من أجل الشعور ولو قليلاً بالاطمئنان والاستقرار والراحة، ولكن كل تلك الكلمات كان قد انتظرها طويلاً دون جدوى.

ولكن بالفعل كانت كل تلك الكلمات التي تشعره بالأمان بعيدة عني كل البعد عنه، وما دلّ على ذلك هو حديثه عن انتظارها، كما أشار الراوي أنه بسبب انتظاره له أصبحت أبعد عنه أكثر فأكثر؛ حيث أوضح أنه كلما انتظرناها تلك الكلمات في أن تتحقق إلى الواقع كلما بعدت عنا بشكل أكثر، وفي النهاية أشار إلى أنه من الأفضل أن نتخلى عنها نحن، فلربما تأتي لوحدها وبدون انتظار منا.

وفي النهاية قال لتلك الكلمات من راحة وسلام تركت لك مقعدي وبهذا تكوني قد أجلستني على مقعد الضياع، بينما أتأمل تلك الوجوه المتهكمة والتي تسخر على آلامي وأنا أرتقب قدومها، ولكني كرهت طول الانتظار، فلن أنتظر أي شيء بعد اليوم.

المصدر: كتاب مختارات من القصص القصيرة الأوزبكية - عبدالله قديري - 2009


شارك المقالة: