قصة جحا وصاحب الماء

اقرأ في هذا المقال


جحا شخصية أسطوربة لها العديد من الحكايات التي حدثت بأماكن مختلفة، وفي كل قصة عبرة وعظة بطريقة فكاهية، في كل حيلة وفي هذه القصة تتحدث عن قصة حدثت مع جحا أثناء سفره مع قافلته، وقابل رجل يحمل صفة البخل والطمع فقام بعمل حيلة من حيله لكي يلقّنه درساً لن ينساه.

جحا وصاحب الماء:

جحا كان يعمل في التجارة، وبحكم عمله هذا كان يسافر إلى بلدان كثيرة، فاكتسب خبرة جيدة في ها المجال، وفي يوم من الأيام كان جحا يريد السفر لبلاد بعيدة من أجل التجارة كذلك، ولكن في طريق العودة أضاعت القافلة التي معه الطريق الصحيح، فأوقفوا المسير للاستراحة، وكان الجميع يشعر بالعطش الشديد، ولكن الماء لم يكن متوفر إلّا مع رجل واحد من هذه القافلة.

نظر جحا والباقون إلى هذا الرجل فطلبوا منه الماء، فأجابهم إجابة سريعة: أنا لا أستطيع أن أجعلكم تشربون الماء لأنني قرّرت حمله لكي أتاجر به، استغرب جحا وأصحابه من كلام هذا الرجل وقالوا له: أتبيع الماء حقّاً؟ فقال لهم: نعم أنا أريد أن أبيع الكوب الصغير بخمسين دينار والكوب الكبير بمئة دينار.

نظر جحا وأصحابه لهذا الرجل بتعجّب فقال له جحا: هذا مبلغ غير معقول، أنا قرّرت أن أشتري منك الماء الذي معك كله بخمسمائة دينار، فرح الرجل ووافق على عرض جحا، أخذ جحا الماء وقام بتوزيعه على أصحابه وفرحوا جدّاً وحمدوا الله، بعد قليل جلس جحا مع أصحابه لتناول الطعام، فقاموا بدعوة هذا الرجل صاحب الماء ليأكل معهم، فقام جحا بوضع الكثير من الملح بطعام هذا الرجل، وكان جائعاً فأكل بشراهة.

بعد ذلك انطلق هذا الرجل والقافلة وكانت الصحراء التي يسيرون بها شديدة الحرارة، فشعر الجميع بالعطش ولكنّهم شربوا الماء كله ولم يبق منه شيء، ولكن هذا الرجل وقع أرضاً من شدّة عطشه، وقال له جحا: يجب أن تسرع في السير فيجب أن نصل قبل الغروب، حتى لا نقضي الليل بالعراء، فقال له الرجل: أنا لا أستطيع السير من شدّة العطش، فقال له جحا: إذاً هل تريد أن تشتري مني الماء، أجابه الرجل بتعجّب: أتبيع الماء وهو نعمة من الله!.

نظر له جحا ورد عليه: أنا اشتريت الماء من رجل طمّاع أراد أن يبيع الماء للآخرين، ولم يعرف أنّه نعمة من الله، ويجب عليه أن يشارك الجميع ويقف معهم في محنتهم وشدتهم، فأردت أن ألقنّه درساً أن الطمع خلق سيء، ومشاركة الآخرين في المحن هي خلق حميد، شعر الرجل بالخجل وقال لجحا: نعم معك حق، أرجو أن تسامحني أنت وأصدقائك، فقال له جحا: حسناً، أنا أريد أن أبيعك الماء بخمسمئة دينار، فقال له الرجل: أنا موافق، وبهذا نجا جحا هو وأصدقائه من العطش الشديد، وأيضاً استطاع أن يسترد ماله من ذلك الرجل صاحب الماء الطمّاع.

المصدر: قال لي جحا/محمد فهمي عبد اللطيف/1977هكذا تكلم جحا/سعيد،رفعت/2007قصص جحا المضحكة/2000قصص جحا الممتعة/علي البتيري/2018


شارك المقالة: