قصة جزيرة سانت بريندان

اقرأ في هذا المقال


قصة جزيرة سانت بريندان، يشار إليها أيضًا باسم (Brendan of the Fosterling Folk) أو (St. Brendan’s Island) وهي قصة خيالية أيرلندية، المسمّى الشائع لها الملاح، والرحالة والجريء، وهو أحد القديسين الأيرلنديين الأوائل في أيرلندا، يشتهر في المقام الأول بسعيه الأسطوري إلى جزيرة مباركة والتي يطلق عليها أيضًا جزيرة سانت بريندان أو رحلة سانت بريندان.

الشخصيات:

  • القديس بريندان.
  • فيتال.
  • ماريا.

قصة جزيرة سانت بريندان:

كان هناك راهب أيرلندي يدعى القديس بريندان، وذات يوم تلقى زيارة من ناسك أخبره بقصة أروع وأجمل جزيرة على الأرض، قال الناسك يجب أن تأتي وتزور هذه الجنة الأرضية حيث هناك تشرق الشمس دائمًا، وترتدي الطيور التيجان الذهبية على رؤوسها وتتحدث مثل البشر، ويتشبث عطر الجزيرة بثياب الناسك أربعين يوما.
طرح القديس بريندان العديد من الأسئلة حول الجزيرة الغامضة، وقرر أخيرًا زيارتها ومعرفة ما إذا كانت كل العجائب التي سمع عنها صحيحة حقًا، وبناءً على ذلك، قام ببناء قارب وضع به عدد من من الحيوانات الأليفة، وغطاه بجلود مدبوغة في لحاء البلوط وحمّله بكل ما يحتاجه، مثل المؤن والطعام والشراب لتستمر لمدّة أربعين يومًا لحين وصولهم الجزيرة، ثم أقنع بعض تلاميذه بمرافقته إلى هناك، ولكن كان هذا صعبًا إلى حد ما لأنّهم كانوا خائفين من الشروع في هذه الرحلة الاستكشافية الخطيرة في القارب الضعيف.
ومع ذلك، نجح القديس بريندان في مساعدتهم للتغلب على مخاوفهم وانطلق مع مجموعة صغيرة من أكثر أتباعه إخلاصًا وذهبوا في رحلتهم، وحين وصلوا وشاهدوا مدى روعة هذه الجزيرة وجمالها، مرت سبع سنوات ولم يعودوا إلى وطنهم ولم يفكروا حتى بالعودة، لقد كانوا أكثر حماسًا وشغفًا تجاه جزيرتهم الرائعة من الناسك نفسه، وقد حثوا الآخرين على الذهاب واكتشاف عجائبها ولكن لم يتمكن أي شخص آخر من تحديد موقعها.
يقولون أنّ جزيرة سانت بريندان كانت جزيرة عائمة في المحيط الأطلسي لذلك لم تتسنى الفرصة للكثير من الناس لزيارتها، بينما فرح القديس الطيب سانت بريندان بالجزيرة واستمر في العيش في الفردوس الأرضي لجزيرته، وعندما تعرض المسيحيون لضغوط شديدة في معاركهم مع المغاربة وكانوا على وشك العودة إلى البحر، ظهرت جزيرة القديس بريندان في الأفق، وجاء القديس الصالح نفسه لمحاربة الأمور وتحقيق النصر للمسيحيين.
وفي منتصف القرن الخامس عشر، كانت هناك خادمة صغيرة تسمّى ماريا تعيش في جزيرة تيرسيرا، وسمعت قصة جزيرة سانت بريندان من شقيقها الفرنسيسكاني، وكانت ليلًا ونهارًا تحلم بزيارتها، وغالبًا ما كانت تجلس على سفح تل مونتي برازيل، تنظر بفارغ الصبر إلى الامتداد الواسع للبحر وتأمل من كل قلبها أن تظهر الجزيرة لها.
وفي أحد الأيام نزل هناك فارس من رودس يدعى فيتال في تيرسيرا حيث ورث عن جده بعض الأشياء التي تخص القديس بريندان والتي تركها خلفه عندما هجر المدينة إلى الجزيرة مثل ملابسه وأوانيه، فحصل عليها بعض الناس كتراث مهم حيث أحتفظوا به، لقد جاء فيتال إلى جزر الأزور في بحثه عن الجزيرة الغامضة، وكان يرتدي على ثنائيته نجمة بثمانية رؤوس وشريط مطرز بالحرير القرمزي، ولقد كان يبحث عن الإيمان وهو الشيء الذي شرع للحصول عليه في سعيه.
وعندما تعرف بالخادمة الصغيرة ماريا وقعت في حبه منذ أن سمعت عنه وعن مهمته، كانت تحبه كما لو كان القديس بريندان الطيب نفسه، ولكن عندما كانت تلتقي معه كانت تقابله بعيون حزينة، وكانت رموشها الداكنة الطويلة تكتسح خدها الرقيق، ولم تكن تتحدث معه ولا كلمة واحدة، في المقابل أحب الفارس الشاب الخادمة الصغيرة، وقسّم معها إرث القديس بريندان الذي ورثه عن جده، ولكنّه طلب وتوسل إليها أن تتكلم معه بكلمة حب.
فقالت ماريا: لا أخبرك بحبي لك، يجب أن أكون حيث لا يسمع أحد إلّا الله ونحن معًا على جزيرة القديس بريندان، في تلك الأثناء، كانت ماريا التي أحبت الفارس فيتال بشدة تخدم في قصر أبن قائد مهم الذي كان يحب ماريا بشدة، ولطالما أعجب ابن الكابتن الثري بجمالها الرقيق، ولقد سعى إليها بالفعل لتكون زوجته، وقد اشتعلت غيرته من الفارس فيتال مثل اللهب بعدما لاحظ حبها له،و ذهب إلى ماريا وطالبها بالزواج منه في الحال.
ولكنّه تفاجأ من رد ماريا التي رفضت بشدة، وقال لها ابن القبطان: إذا لم تتزوجني، فسوف أقوم بحبسك في معقل سانت لويس على سفح التل، فقالت له: أفضل أن أقضي كل أيامي محصورة في قلعة سانت لويس بدلاً من أن أكون زوجتك، فقالت له: لماذا لا تتركني بسلام مع رفاتي من القديس بريندان الطيب! أثار ذكر إرث القديس بريندان غضب الشاب أكثر.
كان يعلم جيدًا من هو الذي أعطاها الإرث المقدس، وفي اليوم التالي قام بالوفاء بتهديده لها، وأمر بنقلها في ذلك اليوم إلى قلعة سانت لويس وحُبست في ذلك المعقل، وكانت غرفتها تحتوي على نافذة، وهناك جلست عالياً في برج القلعة وتطل على مدينة أنجرا أسفلها، فصرخت من حزنها : كنت أتوق لخدمة القديس الصالح، لماذا أصبحت حياتي بلا فائدة!


في تلك الأثناء اهتزت جدران القلعة القوية وكأنّها مصنوعة من الورق، وبالقرب من الحصن كانت هناك حمامتان جالستان على أغصان شجرة أرز، قالت حمامة للأخرى: دعونا ننقذ هذه الخادمة الجميلة، فقالت الأخرى: نعم، دعونا نحملها بعيدًا على أجنحتنا، وفي تلك اللحظة اهتزت الأرض حتى سقطت أسوار الحصن على الأرض، وبسطت الحمامتان أجنحتهما ذات اللون الأبيض الثلجي وحملت ماريا بأمان.
حلَّقت فوق المنازل والكنائس، ثمّ ارتفعت فوق رؤوس الأشجار والامتداد الواسع للبحر وبعد أن اختفت المدينة والجزيرة والبحر عن أنظار ماريا، شعرت بدوار شديد لدرجة أنّها أغلقت عينيها، وعندما فتحتهما مرّة أخرى في جزيرة القديس ونظرت لجمالها، كانت بالفعل حديقة من الجنّة، لقد رأت أنّ القديس الطيب بريندان هو البستاني الذي كان يعمل بجد في جزيرته.
في تلك الأثناء كان قد تسبب الزلزال الذي نقل ماريا في أضرار جسيمة في جزيرة تيرسيرا، وعندما عرف الجميع اختفاء ماريا في جميع أنحاء المدينة الصغيرة من أنجرا لم يحزن عليها أحد كما فعل الفارس الشاب فيتال الذي كان يتساءل بحزن: ما هي الجزيرة بالنسبة لي بدون ماريا؟ سأل بحزن واستمر يبحث عن جزيرة سانت بريندان مرّة أخرى طوال الليالي والأيام الطويلة.

المصدر: St. Brendan's Island https://www.worldoftales.com/European_folktales/Portuguese_folktale_28.htmlhttps://www.jstor.org/stable/pdf/207318.pdfSt. Brendan's Island,https://fairytalez.com/st-brendans-island/


شارك المقالة: