قصة الخبيث

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأعمال الأدبية الأمريكية التي برزت في مجال الرعب، وقد تمحور مضمونها حول رجل مريض خبيث فُقدت السيطرة عليه إلى أن قام بالعديد من جرائم القتل.

قصة خبيث

في البداية كنت تدور وقائع وأحداث القصة في أواخر القرن التاسع عشر في إحدى المستشفيات المتخصصة في عمل الأبحاث التي تعمل بها الشخصية الرئيسية وهي طبيبة تدعى فلورنس، وقد كانت تلك الطبيبة في يوم من الأيام تقوم بتحليل شخصية أحد المرضى لديها والذي يدعى غابرييل في لقاء صحفي أجري معها عبر المذياع، إذ أشارت إلى أن ذلك المريض قد أصبح أكثر وضوحاً مما كان في السابق كما أنه بدأ يظهر أنه إنسان خبيث، وفي حال استمرت قدراته في التطور بهذا الشكل، فإنه لم يتمكن أحد من السيطرة عليه.

وفي تلك اللحظة بينما تتحدث الطبيبة عن حالة المريض، سمعت أن هناك في داخل المستشفى أصوات ضجيج وحينما هرعت لرؤية ما جرى، صرح لها أحد الممرضين أن غابرييل تطورت حالته حتى أصبح لديه قدرة على التحكم بكهرباء المستشفى وفي مختلف الآلات كذلك، وعلى إثر ذلك توفي مجموعة من الأطباء كما أغمي على بعضاً منهم وفي تلك اللحظة سرعان ما قامت الطبيبة بضربه برصاصة مخدرة، ثم بعد ذلك قيدوه عدد من الممرضين بكرسي، وفي ذلك الحين قام يصرخ بأعلى صوته ويقول أنه سوف يقوم بقتلهم جميعًا، وهنا أشارت الطبيبة إلى أنها كانت تعتقد أنه بإمكانها السيطرة عليه، لكنها أخطأت في اعتقادها، وقد حان الوقت من أجل السيطرة على هذا الخبيث، وقد وصفته بأنه تماماً يشبه المرض الخبيث.

ومن بين تلك الشخصيات التي تمكن غابرييل من الانتقام منها هي سيدة تدعى ماديسون، إذ أنها متزوجة من رجل يدعى ديريك، وقد كان هذان الزوجان في ذلك الوقت ينتظران مولود، وفي أحد الأيام بينما كانت قد عادت ماديسون للتو إلى منزلها من المستشفى التي قضت معظم أوقات حياتها في المراجعة به، وجدت زوجها في المنزل يشاهد التلفاز، حينها سألها عن سبب عودتها من المستشفى، فأخبرته أنها شعرت بالإرهاق والتعب، وهنا سرعان ما قام بتعنيفها، إذ خاف أن يفقد مولوده مرة أخرى من جديد، إذ كان قد فقد مواليد عدة وهم ما زالوا في رحم زوجته، ثم بعد ذلك دفعها وارتطم رأسها في الحائط وبدأت تنزف.

وفي تلك الأثناء خرج ديريك من ذات الغرفة وأغلق الباب من خلفه، وبعد لحظات قليلة شعر بالأسف لما قام به، وحينها عاد يدق باب الغرفة محاولاً الاعتذار من ماديسون كما قطع على نفسه وعد لها بأن لا يعود ويشرب الكحول من جديد، ولكن ماديسون رفضت اعتذاره وأخذت بالنوم، وفي تلك اللحظة التفت ديريك للخلف وتوجه نحو غرفة الاستقبال ورقد على الأريكة الموجودة في غرفة الاستقبال، ثم فجأة سمع أصوات الأجهزة الكهربائية في المنزل وهي تعمل من تلقاء نفسها، وهنا لمح أن هناك شخص جالس على الأريكة التي بجانبه، وحينما أضاء النور لم يعثر على أحد.

وفي تلك الأثناء استيقظت ماديسون من نومها وقد كانت تبدو وكأنها قد شاهدت كابوس في منامها، فلاحظت أن رأسها ما زال ينزف بالدم، وسرعان ما توجهت إلى الطابق السفلي، وهنا كانت الصدمة فقد وجدت زوجها مقتول بطريقة عنيفة، وكان هناك شيء ما إلى جانبه، وذلك الشيء الغريب بدأ بمطاردتها حتى أغمي عليها.

وفي ذلك الوقت بعد أن تم سماع صراخ من منزل الزوجين طلبوا الجيران عناصر الشرطة، وأول ما وصلت الشرطة سرعان ما تم إسعاف الزوجة إلى المستشفى، وهنا صرحت المحققة المرافقة لعناصر الشرطة أنه مرّ عليها الكثير من تلك الحوادث، إلا أنها لم تشاهد مثل ما حدث للزوج من قبل.

وأول ما استيقظت الزوجة من غيبوبتها في المستشفى، علمت أنها فقدت جنينها ورفض الخضوع لاستجواب المحققة، وبعد توجه المحققة للجيران من أجل محاولة الوصول إلى أي معلومة قد تفييدهم، وقد صرح الجيران أنهم رأوا قبل وقوع الحادثة الزوج يضرب بزوجته، ومع تأكد عناصر الشرطة أنه لم يتم فتح أي من أبواب أو شبابيك المنزل بدأت أصابع الاتهام تتجه نحو الزوجة، والتي بعد أن خرجت من المستشفى أصرت أن لا تذهب إلى مكان آخر وأشارت أنها ترغب بالعودة إلى منزلها.

وفي تلك الليلة شعرت ماديسون أن هناك شخص ما في الشقة، وهنا سرعان ما تخبئ نفسها في إحدى الغرف، ولكن بعد ذلك اعتقدت أنها ما تراه مجرد تخمينات، وفي صباح اليوم التالي جاءت لزيارتها شقيقتها، وفي تلك الزيارة عرفت ماديسون أنها فتاة متبنيه وأن والداها اللذان قضت حياتها معهم هما ليس والداها الحقيقان.

وفي لحظة من اللحظات بعد أن غادرت شقيقة ماديسون الشقة وأصبحت بمفردها ظهرت أمامها سيدة مجهولة، وقد كانت تلك السيدة تبدو وكأنها تلقي بمحاضرة، وفجأة تعرضت لهجوم وتم تقييدها وربطها بالسقف، وقد ظهر من قام بذلك من الخلف دون أن يظهر أي من ملامحه، كما تبين أنه يقوم بالاتصال مع طبيبة تدعى ويفر، وهنا بلمح البصر أصيبت ماديسون بالشلل، وفجأة تظهر الطبيبة التي كان يحدثها الرجل الغامض ويفر في شقة ماديسون وقام الرجل الغامض بمهاجمتها وقتلها.

وفي ذلك الوقت تتكرر رؤية ماديسون لجرائم القتل في منزلها، وكل من قام بتلك الجرائم هو ذات الرجل الغامض، والذي كانت لا ترى منه سوى ذلك الوجه المشوه الملامح، وفي كل مرة كانت تخبر المحقق والشرطة بذلك الأمر، ولكن ليس هناك من يسمع حديثها ويصدقه، وفي أحد الأيام جاءت إليها شقيقتها في زيارة أخرى وطلبت من عناصر الشرطة أن يقوموا بالتفتيش في الشقق السكنية المجاورة، وقد أشارت إلى أن ماديسون طوال حياتها لم تكن تعرف طريق الكذب، وبعد إجراءاتهم حول ذلك الأمر توصلوا إلى أن هناك بالفعل قتيل آخر في أحد الشقق السكنية المجاورة.

وبعد العديد من التحريات والتحقيقات تم التوصل إلى أن القاتل هو أحد زملاء الطبيبة ويفر وأن هناك شخص ثالث شريك بالجرائم وهو ما كان غابرييل، وحين تم التوجه إلى منزله الرجل الغامض استطاع الفرار من عناصر الشرطة، وبعد إطلاع على الأوراق الخاصة بالطبيبة ويفر توصل المحقق أن ذلك الرجل الغامض والطبيبة كانوا يعملون على حالة ماديسون حينما كانت ما زالت صغيرة، كما تم العثور على ملابس القاتل والسلاح الذي استخدمه في ارتكابه للجريمة.

وهنا اضطر المحقق إلقاء القبض على ماديسون؛ وذلك من أجل حمايتها من التعرض للقتل، حينها ذهبت شقيقتها بالتبني للبحث حول سجلات ماديسون في المستشفى، ولكن ما حدث لحظة إلقاء القبض على ماديسون اتصل غابرييل مع المحقق وأخبره أنها لم تكن تعرف أنه يسكن في منزلها.

وفي النهاية اكتشفت شقيقة ماديسون من خلال أشرطة الفيديو التي وصلت إليها والتي كانت موجودة داخل المستشفى عن شخصية غابرييل الحقيقية، وأنه في حقيقة الأمر هو توأم طفيلي ملتصق بماديسون، وأن السيدة التي تم ربطها في السقف هي ذاتها والدة ماديسون الحقيقية وأنها اضطرت للتخلي عنها لأنها كانت صغيرة في العمر وتعرضت لحادثة اعتداء، وأن وجود ماديسون كان نتيجة ذلك الاعتداء ولم يتقبل أهلها وجود تلك الطفلة، وقد أطلقت على حملها بها أنه حمل خبيث.

كما تم التوصل إلى أن الطبيبة ويفر قد حاولت استئصال جزء من غابرييل من جسم ماديسون؛ وقد كان السبب خلف ذلك أنه ازدادت سيطرته عليها، وحين ارتطم رأسها بالحائط خرج من داخلها وتمكن من السيطرة على جسدها بشكل كامل، وأخيراً قرر غابرييل أن يقوم بالانتقام من كل من ساهموا في حبسه في السابق، وبينما كانت محاولات غابرييل مستمرة في الانتقام والقتل إلى أن تمكنت ماديسون في النهاية من السيطرة علي جسدها مرة أخرى من جديد وحبس الورم الخبيث داخل عقلها مرة أخرى، وتنقذ شقيقتها بالتبني ووالدتها الحقيقية من القتل.

المصدر: كتاب ألوان في القصص القصيرة من الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963


شارك المقالة: