قصة زوجة نيكرمان

اقرأ في هذا المقال


قصة زوجة نيكرمان أو (The Nickerman’s Wife) هي قصة خيالية لباركر فيلمور، مؤلف كتاب (The Laughing Prince)، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي، استمتع فيلمور بالقصص الخيالية التي سمعها، وجمع هذه الحكايات الشهيرة التي كانت جزءًا من تراث العديد من الأشخاص الذين قابلهم في تشيكوسلوفاكيا وأماكن أخرى.

الشخصيات:

  • ليدوشكا.
  • الضفدعة العجوز.

قصة زوجة نيكرمان:

كانت هناك ربة منزل شابة تدعى ليدشكا وذات يوم بينما كانت تغسل الملابس في النهر سبحت لها ضفدعة كبيرة منتفخة وقبيحةً، فقفزت ليدشكا مرة أخرى مذعورة، فوقفت الضفدعة على الماء حيث كانت ليدشكا تغسل ملابسها، وجلست هناك تنظر إليها كما لو كانت تريد أن تقول شيئًا ما، قالت ليدوشكا: ماذا تريدين، لكنّ الضفدعة ظلت في مكانها وواصلت التحديق في وجهها.

فقالت لها مرة أخرى: أنتِ عجوزة قبيحة منتفخة، ماذا تريدين ولماذا تجلسين هناك محدقًة في وجهي؟ وضربت ليدشكا الضفدعة بقطعة من القماش لطردها حتّى تتمكن من مواصلة عملها فغاصت الضفدعة تحت الماء وصعدت إلى مكان آخر، وسبحت على الفور باتجاه ليديشكا، وحاولت مرارًا وتكرارًا طردها بعيدًا، وفي كل مرة كانت تضربها كانت الضفدعة تغوص وتذهب إلى مكان آخر، ثمّ تسبح مرة أخرى.

وفي النهاية فقدت لديشكا صبرها، وصرخت: ابتعدي أيتها العجوز السمينة، لا بد لي من إنهاء غسلتي، لذا اذهبي بعيداً أقول لك، وأعدك عندما يأتي أطفالك سأكون العرابة لهم، هل تسمعين؟ وكأن الضفدعة قبلت هذه الوعود فقالت: حسنًا! حسناً، وسبحت بعيداً، وبعد مرور بعض الوقت، عندما كانت لديشكا تغسل مرة أخرى عند النهر، ظهرت نفس الضفدعة وهي لا يبدو عليها الآن سمينة ومنتفخة.

وقالت لها: تعالي يا عزيزي، تتذكري وعدك، لقد قلت إنّك ستكونين عرابة لأطفالي، يجب أن تأتي معي الآن لأننا نحتفل بعيد التعميد اليوم، وبالطبع كانت ليدوشكا قد تحدثت بهذا من قبل مازحة، ولكن حتّى مع ذلك فإنّها شعرت أنّ الوعد هو وعد ويجب ألا ينقض، وقالت: لكن أيها الضفدعة الحمقاء، كيف يمكنني أن أكون عرابة لأطفالك؟ لا أستطيع النزول في الماء.

فقالت الضفدعة العجوز: بالطبع، يمكنك هيا، تعالي معي وبدأت تسبح في أعلى النهر وتبعتها ليدوشكا وهي تمشي على طول الشاطئ وتشعر بالخوف في كل لحظة، وسبحت الضفدعة العجوز حتّى وصلت إلى سد الطاحونة، ثمّ قالت لليدوشكا: والآن يا عزيزتي لا تخافي، فقط ارفعي هذا الحجر أمامك، وتحته ستجدين مجموعة من السلالم التي تؤدي مباشرة إلى منزلي، وسوف امضي قدماً، افعلي ما أقول ولا يمكنك إضاعة الطريق.

اختفت الضفدعة في الماء وقامت ليدوشكا برفع الحجر حيث كانت هناك مجموعة من السلالم تنزل تحت سد الطاحونة، ولم تكن مصنوعة من الخشب أو الحجارة بل من كتل كبيرة صلبة من الماء، موضوعة على بعضها البعض، وكانت شفافة وواضحة مثل الكريستال، ونزلت حتّى منتصف الطريق إلى أسفل وقابلتها الضفدعة العجوز التي رحبت بها، ثمّ قادتها إلى منزلها الذي بني مثل الدرج من مياه من الكريستال لامعة وشفافة.

في الداخل كان هناك كل شيء جاهز للتعميد، وأخذت ليدوشكا على الفور الضفادع الصغيرة بين ذراعيها وأمسكتها خلال الحفل، وبعد التعميد جاءت وليمة عظيمة دعي إليها العديد من الضفادع من قريب وبعيد، وأثاروا ضجة كبيرة حول ليدوشكا، وقفزوا حولها وأطلقوا تحيات صاخبة، وتمّ تقديم السمك ولا شيء سوى الأسماك، وكانت معدّة بكل طريقة ممكنة، مشوية ومقلية ومخللة.

وكان هناك كل الأنواع الممكنة من الأسماك مثل السلمون المرقط والعديد من الأنواع الأخرى التي لم تعرف ليدوشكا أسماؤها، وعندما أكلت كل ما في وسعها، ابتعدت عن الضيوف الآخرين وتجولت بمفردها في المنزل حيث فتحت بالصدفة بابًا أدى إلى حجرة المؤن، كانت مبطنة برفوف طويلة وعلى الرفوف كانت صفوف من الأواني الفخارية الصغيرة مقلوبة رأسًا على عقب.

بدا غريبًا بالنسبة إلى ليدوشكا أنه يجب أن يكونوا جميعًا مقلوبين وتساءلت عن السبب، وعندما رفعت وعاءً واحدًا وتحته وجدت حمامة بيضاء جميلة، ففرحت الحمامة بإطلاق سراحها وهزّت ريشها وبسطت جناحيها وحلقت بعيدًا، وعندما رفعت وعاءً ثانيًا تحته كانت هناك حمامة جميلة أخرى نشرت في الحال جناحيها الخافتين وحلقت بسعادة مثل زميلتها.

وعندما رفعت ليدوشكا قدرًا ثالثًا وكان هناك حمامة ثالثة، فقالت لنفسها: يجب أن تكون هناك حمامات تحت كل هذه الأواني، أتساءل من هو المخلوق القاسي الذي سجنهم؟ كما أعطى الله للإنسان روحًا ليعيش إلى الأبد، فقد أعطى الطيور أجنحة لتطير، ولم يخلقها أبدًا لكي تُسجن في الأواني المظلمة، وقالت: انتظروا أيها الحمائم الأعزاء، وسأطلق سراحكم جميعًا.

لذا رفعت لوديشكا وعاءً تلو الآخر ومن تحت كل واحد منهم هربت حمامة مسجونة وحلقت بعيدًا بفرح، وفجأة جاءت الضفدعة العجوز تقفز إليها في حالة من الإثارة الشديدة، وقالت: يا عزيزتي ماذا فعلت لتحرري كل تلك النفوس، أسرعي واحصلي لك على قطعة من التراب الجاف أو قطعة خبز محمص وسوف يمسك بك زوجي ويأخذ روحك، ها هو يأتي الآن.

نظرت ليدوشكا من خلال الجدران البلورية للمنزل ولكن لم تستطع رؤية أحد قادم، ثمّ رأت من بعيد بعض اللافتات الحمراء الساطعة الجميلة تطفو باتجاهها على سطح الماء، وعندما أقتربن أكثر، فكرت في نفسها في خوف مفاجئ وهي تقول: يجب أن تكون هؤلاء هنّ اللافتات الحمراء لنيكرمان، تذكرت على الفور القصص التي كانت جدتها تخبرها بها عندما كانت طفلة، وكيف استدرج نيكرمان الشرير الناس حتى الموت بأشرطة حمراء زاهية.

شاهدت العديد من النساء البريئات اللواتي يقفن على طول النهر ويحملن اللافتات الجميلة في الماء، وهذا ما يريدها نيكرمان أن تفعله حتّى يتمكن من الإمساك بها وسحبها لأسفل تحت الماء حيث يغرقها ويأخذ روحها حيث نيكرمان قوي جدًا لدرجة أنّه إذا وصل إليها يمكنه أن يغرقها في ملعقة صغيرة من الماء، لكن إذا أمسكت في يدك قطعة من الأرض الجافة أو قطعة من الخبز المحمص، فلن يكون قادرًا على إيذائك.

قالت ليدوشكا: الآن أنا أفهم، تلك الحمائم البيضاء كانت أرواح الأبرياء الفقراء الذين أغرقهم هذا الرجل الشرير، الله وفقني للهروب منه، فقالت الضفدعة العجوز: أسرعي يا عزيزتي، اصعدي السلالم الكريستالية، صعدت ليدوشكا على الدرج وعندما وصلت إلى القمة أمسكت بحفنة من الأرض الجافة، ثم استبدلت الحجر وتدفق الماء على الدرج.

نشر نيكرمان شرائطه الحمراء بالقرب من الشاطئ وحاول الإمساك بها، لكنّها صرخت ممسكة قبضتها من التراب: أنا أعرف من أنت، ولن تحصل على روحي أبدًا، ولن تسجنني مرة أخرى تحت أوانيك السوداء مع الأرواح البريئة الفقيرة التي حررتها، فهرب منها ونجت، وبعد سنوات عندما أنجبت ليدوشكا أطفالًا.

اعتادت أن تخبرهم بهذه القصة وتقول لهم: والآن، أعزائي أنتم تعرفون لماذا من الخطير الوصول إلى الماء بحثًا عن زنبق ماء جميل، قد يكون النيكرمان الشرير هناك فقط في انتظار اللحاق بك.

المصدر: The Nickerman's Wife


شارك المقالة: