قصة سموليتشيك

اقرأ في هذا المقال


قصة سموليتشيك أو (Smolicheck) هي قصة خيالية لباركر فيلمور، مؤلف كتاب (The Laughing Prince)، كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي، استمتع فيلمور بالقصص الخيالية التي سمعها، وجمع هذه الحكايات الشهيرة التي كانت جزءًا من تراث العديد من الأشخاص الذين قابلهم في تشيكوسلوفاكيا وأماكن أخرى.

الشخصيات:

  • سمولتشيك.
  • غولدن انتلرز.
  • جنيات الغابة.

قصة سموليتشيك:

ذات مرة كان هناك ولد صغير اسمه سموليتشيك يعيش في منزل صغير في الغابة مع غزال اسمه غولدن انتلرز، وفي كل يوم عندما يخرج غولدن انتلرز كان يطلب من سموليتشيك أن يغلق الباب من بعده ولا يفتحه بأي حال من الأحوال بغض النظر عمن طرقه، وكان يقول له: إذا عصيتني، فقد يحدث شيء فظيع لك، فكان يرد الصبي: لن أفتح الباب، وأعدك دائمًا أنّني لن أفتحه حتى تعود إلى المنزل.

وذات يوم بعد مغادرة الغزال دقّ أحدهم على الباب، فقال سموليتشيك في نفسه: أتساءل من هذا، ثمّ فكر قليلاً وصرخ: من هناك؟ أجابت أصوات حلوة من الخارج: من فضلك سموليتشيك افتح الباب، هذه مجرد طقطقة صغيرة من إصبعين لا أكثر، نريد أن ندفئ أيدينا الباردة الصغيرة فقط، ثمّ سنغادر دون أن نفعل لك أقل قدر من الأذى! افتح الباب سموليتشيك، من فضلك افتح الباب.

لكن سمولتشيك اعتقد في البداية أنّه يجب أن لا يفتح الباب لأنّه تذكر ما قاله له غولدن انتلرز، كان الغزال لطيفًا جدًا لكنه كان يضرب سمولتشيك عندما كان غير مطيع له، ولم يرغب في الحصول على العقاب، لذلك وضع يديه على أذنيه لمنع وصول الأصوات الحلوة لهما، وفي تلك المرة لم يفتح الباب وعندما عاد الغزال وأخبره بذلك، قال غولدن انتلير: أنت فتى طيب، ولا بد أن هؤلاء كنّ جنيات الغابة الصغار الشريرات.

وإذا فتحت الباب قد يأخذنك إلى كهفهنّ، ثمّ ماذا كنت ستفعل؟ لذلك كان سمولتشيك سعيدًا جدًا للاعتقاد بأنّه قد أطاع الغزال وقال إنّه لن يفتح الباب أبدًا للغرباء، وفي اليوم التالي بعد خروج غولدن انتلرز وترك الفتى بمفرده، مرة أخرى طُرق الباب، وعندما صرخ سموليتشيك: من هناك؟ فكانت هناك أصوات أحلى من قبل وقالت: سمولتشيك من فضلك افتح الباب، فقط سندفئ أيدينا الباردة الصغيرة ونغادر دون أن نفعل لك أقل قدر من الأذى.

افتح الباب، من فضلك افتح الباب، قال سمولتشيك: لا، لا أستطع فتح الباب، ولكنّه اعتقد في نفسه أنّه يرغب في إلقاء نظرة خاطفة على جنيات الغابة فقط ليرى كيف يبدون، ولكنّه تذكر أنّه لا يجب أن يفتح الباب، واستمرت جنيات الغابة الصغار في التوسل إليه والارتعاش والارتجاف وإخباره بمدى برودة الجو، حتّى شعر سمولتشيك بالأسف الشديد تجاههن.

قال لنفسه: لا أعتقد أن الأمر سيكون مهمًا، إذا فتحت الباب قليلاً، لذلك فتح الباب صدعًا صغيرًا، ظهر على الفور إصبعان صغيران أبيضان، ثمّ اثنان آخران، ثمّ أيادي بيضاء صغيرة، ثمّ أذرع بيضاء صغيرة، وبعد ذلك وقبل أن يعرف سمولتشيك ما كان يحدث، كانت مجموعة كاملة من جنيات الغابة الصغيرة في الغرفة، ورقصن حول سمولتشيك، وصرخن وأمسكن به وسحبنه خارج المنزل وبعيدًا نحو الغابة!

كان الفتى خائفًا بشكل مخيف وصرخ بكل قوته: أوه، عزيزي الغزال، أينما كنت في الوادي أو الجبل أو المراعي بعيدًا، تعال بسرعة لا تتأخر إنّ جنيات الغابة الأشرار يجرونني بعيداً، تعال بسرعة، وهذه المرة لحسن الحظ لم يكن الغزال بعيدًا عندما سمع صرخة سموليتشيك، وقام بإنقاذه، وقاد جنيات الغابة الصغيرة بعيدًا، وحمل  سمولتشيك إلى المنزل على قرونه.

وعندما عادوا إلى المنزل، وضع الفتى على ركبته وقام بضربه ليجعله يتذكر عدم العصيان في المرة القادمة، بكى سمولشيك وقال إنه لن يفتح الباب مرة أخرى أبدًا بغض النظر عن مدى رقة الصوت، ولعدة أيام لم يأت أحد إلى الباب، ثمّ مرة أخرى بعد ظهر أحد الأيام، سمع أصوات طرق وكانت تقول: من فضلك افتح الباب، مجرد طقطقة صغيرة من إصبعين لا أكثر! سندفئ أيدينا الباردة الصغيرة.

ثمّ سنغادر دون أن نفعل لك أقل قدر من الأذى، افتح الباب، سموليتشيك من فضلك افتح الباب، لكنّه تظاهر بأنّه لم يسمع، ثمّ عندما بدأت جنيات الغابة الصغيرة ترتجف وتبكي من البرد وتتوسل إليه أن يفتح الباب قليلاً فقط حتّى يتمكن من تدفئة أيديهن، ولكنه قال لهن: لا لن أفتح الباب، ولا حتّى شق صغير، لأنّني إذا قمت بذلك ،فسوف تدفعنني كما فعلتن من قبل وتقبضن علي.

وقالت جنيات الغابة الصغيرة الشريرة: أوه لا، لن نفعل ذلك، لن نفكر في شيء من هذا القبيل بالإضافة إلى ذلك، إذا أخذناك معنا  فستقضي وقتًا أفضل معنا بكثير مما لديك هنا حيث تغلق على نفسك في منزل صغير بمفردك بينما يقضي الغزال وقتًا ممتعًا بنفسه، سنمنحك ألعابًا جميلة وسنلعب معك وستكون سعيدًا جدًا، استمع سمولتشيك لهنّ حتى صدق ما قالته له الجنيات.

ثمّ فتح الباب صدعًا صغيرًا ودفعت على الفور كل هؤلاء الجنيات الصغيرات المشاغبات بأنفسهن إلى الغرفة، وأمسكن بالفتى وسحبنه بعيدًا، وأخبرنه أنهن سيقتله إذا صرخ طلباً للمساعدة ، ولكن مع ذلك، صرخ سموليتشيك بكل قوته: أوه عزيزي الغزال، أينما كنت في الوادي أو الجبل أو المراعي بعيدًا، تعال بسرعة ولا تتأخر جنيات الغابة الأشرار يجرونني بعيداً

لكن هذه المرة كان غولدن انتليرز بعيدًا ولم يسمع له، لذلك لم يأت أحد لمساعدة سمولتشيك وحملته جنيات الغابة إلى كهفهن، وهناك بدلًا من اللعب معه، وعذبنه لكنهن قدمن له كل ما يريد أن يأكله، وكنّ يحشونه بالطعام وخاصة الحلوى، ثم يقرصنه كل يوم ويقلن لبعضهن البعض: هل تعتقدن أنّه سمين بما يكفي لطبخه؟ وأخيرًا بعد يوم واحد من حشوه لفترة طويلة، قطعن إصبعه الصغير بسكين ليرين كم كانت دهنية.

ثمّ قلن: إنّه سمين بما فيه الكفاية، اليوم يمكننا تحميصه وأكله، فخلعن عنه ثيابه ووضعنه في قدر وأعددنه للفرن، كان الفتى خائفًا للغاية لدرجة أنه صرخ وصرخ، ولكن كلما زاد صراخه كلما ضحكات جنيات الغابة الصغار وصفقن بأيديهن، وبينما كنّ يدفعن به إلى الفرن، نادى سمولتشيك: أوه، عزيزي الغزال، أينما كنت تعال بسرعة ولا تتأخر جنيات الغابة الأشرار سوف يقلنني اليوم تعال بسرعة.

وفجأة كان هناك صوت تحطم الأغصان، وقبل أن تعرف جنيات الغابة ما كان يحدث، جاء غولدن انتلرز متجهًا إلى الكهف، وألقى الفتى على قرونه وخرج مسرعا مثل الريح، وعندما عادوا إلى المنزل، وضع الفتى على ركبته وقام بضربة، وبكى سمولشيك وقال إنه آسف لأنه كان غير مطيع. وقال إنه لن يفتح الباب أبدًا أبدًا، وهذه المرة لم يفعل.

المصدر: Smolicheck


شارك المقالة: