قصة صانع الأحذية وخادمه بريتشكين-الجزء الأول

اقرأ في هذا المقال


قصة صانع الأحذية وخادمه بريتشكين- الجزء الأول أو (Story of a Shoemaker and his Servant Prituitshkin) هي حكاية فولكلورية روسية، تم جمعها من كتيبات روسية مختلفة، حررها روبرت ستيل، ونشرت عام 1916، للناشر ( A. M. Philpo Limite London) روبرت إم ماكبرايد.

الشخصيّات:

  • جوريا صانع الأحذية.
  • الجنّي بريتشكن.
  • ميستافور.

قصة صانع الأحذية وخادمه بريتشكين-الجزء الأول:

عاش هناك في مملكة معينة أمير مشهور، يُدعى ميستافور سكورلاتوفيتش الذي كان لديه خادم اسمه جوريا ابن كروتشين وقد منحه الأمير ميستافور معلمًا ماهرًا ليعلمه فن صناعة الأحذية، وأمره بأن يصبح الأفضل والأكثر مهارة بين جميع العاملين في تلك الحرفة، استمر جوريا في التعلم لعدّة سنوات، وأصبح ذكيًا لدرجة أنّه صنع الأحذية أفضل من سيده، ثمّ أخذه الأمير ميستافور إلى منزله وأمره بصنع بعض الأحذية.

لذلك شرع في العمل وصنع عشرين زوجًا، لكن لم يرض الأمير ميستافور زوجًا واحدًا منهم، لذلك قام بضربه بلا رحمة حتى أغمي على صانع الأحذية جوريا كروتشينين، وظلّ مريضًا لمدّة عشرة أسابيع طويلة، وبمجرد أن بدأ جوريا في التعافي، أمره ميستافور سكورلاتوفيتش بصنع المزيد من الأحذية، وعندما أنهى جوريا عدّة أزواج، أخذهم إلى الأمير ليريهم له، لكن لم يسعده زوج واحد.

ثمّ ألقى سكورلاتوفيتش الحذاء على رأسه وضربه حتى غطى وجهه بالدماء، ذهب جوريا كروتشينين الذي كان لديه جرح كبير في رأسه، وجلس يفكر بحزن على جانب الطريق، وعندما جلس لفترة طويلة، قال في نفسه: أتمنى أن يحررني الله من هذا السيد المتكبر! وفجأة وقف شخص غريب أمامه، وقال: لماذا أنت في مثل هذا الحزن يا صديقي الطيب؟ وكيف يمكنني مساعدتك؟

أجاب صانع الأحذية جوريا: سيدي قاسي مثل الكلب المجنون، لقد قام اليوم بضربي بشدة، وقبل عشرة أسابيع ضربني أكثر من الآن، قال الغريب: ولماذا يضربك هكذا؟ أجاب جوريا: لقد تعلمت فن صناعة الأحذية أفضل من معلمي، وأنا أصنع الأحذية لسيدي، لكن رغم أنني أعمل بكل ما بوسعي، وأصنع أحذية رائعة، لا أستطيع أبدًا إرضاءه، وبدلاً من أن يشكرني، يضربني كما ترى.

ثمّ قال الغريب: أنا أعرف سيدك جيدًا، يجب أن تتحرر من قسوته، وإذا أردت، فسأزوجك ابنة ميستافور بدلاً من الأمير الذي خطبها أيضاً، قال جوريا: هل انت مجنون؟ ما هذا الهراء الذي تتحدث عنه؟ أجاب الغريب: صدقني، يمكنني تحقيق كل شيء لك، ولكنّ صانع الأحذية لم يصدقه، وقال: يمكنك أن تتحدث وتعهد بما تشاء، أنا لا أصدق كلمة من كلامك.

فقال الغريب: سواء أصدقت ذلك أم لا، سترى أنّ ما أعدك بإمكاني فعله، لذا فقد طلب منه الرجل الغريب أن يغلق عينيه، ويلقي بنفسه على الأرض في مواجهة الشمس، ثمّ يتراجع خطوتين إلى الوراء، وعندما فعل جوريا ذلك، قال له الغريب أن ينظر إلى نفسه، وعندما فعل اندهش غوريا من رؤية نفسه مرتديًا ثوبًا باهظ الثمن، وقال: لا شك أنّك يجب أن تكون جنيّاً في صورة الإنسان!

فقال الرجل الغريب: بالتأكيد أنا جنيّ ولقد سمعت صوت حزنك، وقررت المجيء على الفور لتقديم مساعدتي لك، وسأخدمك وأزوجك لابنة مستفور، قال جوريا بأستهجان: كيف يعقل ذلك؟ أنا معروف في البلدة من قبل الجميع، حتّى الكلاب تعرفني، فأجاب الغريب: كلا، ليس الأمر كذلك، أعدك أنّ لا أحد سوف يتعرف عليك: ولن يميز أيّ شخص بينك وبين الأمير داردافان الذي خطبت له ابنة ميستافور  أبداً.

قال جوريا: هذا جيد، جيد جدًا، إذا كان ما تقوله صحيحًا، أجاب الجنّي : سوف يحدث كل شيء كما قلت لك، وعندئذ طلب الغريب من جوريا أن يتراجع ثلاث خطوات ويغمض عينيه، ثمّ يفتحهما مرة أخرى، وفجأة رأى غوريا أمامه قصرًا رائعًا من الرخام الأبيض، وفي ذهول، صرخ: أنت في الحقيقة الشيطان نفسه، ولا يمكن لأيّ إنسان ان يفعل مثل هذه الأشياء الرائعة!

أجاب الرجل الغريب: إنّي أقول الحق، أنت ترى ولا أخدعك، والآن أقدم لك هدية من هذا القصر الرخامي، وسأبقى معك وأخدمك بأمانة، فقط يمكنك أن تنادني بريتشكين، بعد ذلك نقل الخادم سيده الجديد جوريا صانع الأحذية إلى الفناء حيث رأى حشدًا كبيرًا من الخدم والخيول والعربات في أفخم الصفوف، وكان كل العبيد يطيعونه كما يطيعون الأمير والموسيقيون يعزفون على كل أنواع الآلات أمامه.

وعندما توقفت الموسيقى، دخل جوريا صانع الأحذية إلى القصر الرخامي حيث رأى طاولة ملكية مغطاة بجميع أنواع الأطباق، فجلس على المائدة، وأكل وشرب حتّى شبع، وعاش في هذا القصر كرجل عظيم، في تلك الأثناء، كان الأمير داردافان بعد خطبته من ابنة ميستافور، يسافر في رحلة عمل إلى مدينة أخرى، واعتقد الجنّي بريتشكين أنّ هذه فرصة مواتية لتزويج جوريا صانع الأحذية من ابنة ميستافور الأميرة دوغادا.

فذهب إلى سيده صانع الأحذية، وقال: حان الوقت الآن لتسوية هذا الأمر، يجب أن تتظاهر الآن أمام  ميستافور على أنّك الأمير داردافان الذي خطب ابنته، لذلك خرج أمام قصره الرخامي وأقام خيمة كبيرة وأمر جميع الموسيقيين بالعزف، وعندما سمع ميستافور عزف مجموعة متنوعة من الأصوات الجميلة، فكّر في نفسه أنّه لابدّ أنّ الأمير داردافان قد عاد من سفره، وأرسل للاستفسار عنه.

وبمجرد إبلاغه بوصول الأمير دردافان المفترض، أرسل عددًا من رجاله لدعوة صهره العزيز إلى وليمة، ثمّ ذهب الرسل إلى جوريا وانحنوا أمامه بتواضع ودعوه باسم أميرهم مستافور سكورلاتوفيتش لزيارته ويكون ضيفه، أجاب جوريا: اذهبوا وأخبروا ميستافور سكورلاتوفيتش أنّني سآتي إليه قريبًا، لذلك انحنى الرسل إلى صانع الأحذية، وعادوا وأخبروا أميرهم ما سمعوه من الأمير داردافان المفترض، وكل ما رأوه في قصره.

بعد رحيل رسل ميستافور، ذهب بريتشكين إلى جوريا صانع الأحذية وقال: حان الوقت الآن لتذهب إلى ميستافور، ولكن استمع إلى ما أقوله لك ونفذّه بحذر: عندما تأتي إلى فناء القصر وتنزل من فرسك، لا تربطه ولا تعطيه لأحد ليمسكه، بل اسعل بصوت عالٍ فقط، واضغط على الأرض بكل قوتك، وعندما تدخل القاعة، اجلس على الكرسي المرقّم رقم واحد، في المساء ، عندما يحين وقت النوم لتستريح، ابق في الخلف، وبمجرد أن يصبح سريرك جاهزًا، لا تستلقي عليه، لأنّ الأمير داردافان دائمًا ما يرقد على سريره الخاص الذي يزن مائة كيس.

سأوفر لك مثل هذا السرير،  وعندما تذهب إلى الفراش، سوف يجلب لك الخدم عددًا من الأضواء، اطلب منهم أن يرفعوا الأضواء كلها، وأمرني أن أحضر لك حجرًا حيث يضعه الأمير داردافان دائمًا على طاولته في الليل، وسأجلب لك هذا الحجر الذي يظهر ضوءًا أكثر من ألف شمعة، وعندما سمع صانع الأحذية جوريا هذه التوجيهات، وعد بمراعاتها جميعًا.

فذهب إلى الفناء، وأحضر له بريتوتشكين الحصان مقيدًا، ثمّ ركب جوريا الجواد، وركب بريتشكين جواداً آخر، وذهبا إلى مستافور سكورلاتوفيتش.

المصدر: https://www.worldoftales.com/European_folktales/Russian_Folktale_12.html,Story of a Shoemaker and his Servant Prituitshkin(Story of a Shoemaker and his Servant Prituitshkin,https://fairytalez.com/author/the-russian-garland/https://en.wikisource.org/wiki/A_Russian_Garland_of_Fairy_Tales,Story of a Shoemaker and his Servant Prituitshkin


شارك المقالة: