قصة صديقتي التي أهواها وتهواني

اقرأ في هذا المقال


هنالك الكثير من التساؤلات التي تدور بذهن الأطفال، ولديهم الكثير من الاعتقادات الخاطئة أو غير المفهومة، وسنحكي في قصة اليوم عن فتاة كانت تظن بالشمس أنّها تزعجها وتؤذيها عمداً، ولكن عندما ذهبت لتسأل أمها عن الأمر ساعدتها أمّها على إدراك أهمية الشمس وفائدتها، وهذا هو واجب الأهل تجاه أبنائهم؛ فيجب عليهم أن يقوموا بالإجابة على جميع أسئلة أبنائهم بصبر وتروي حتّى يتأكدون بأنّ الطفل قد أدرك أهم المبادئ والأمور التي يعيشها في حياته.

صديقتي التي أهواها وتهواني:

في يوم من الأيام ذهبت فتاة اسمها ريناد مع عائلتها في رحلة إلى الشاطئ، وكانت تحب البحر كثيراً؛ كانت تمشي بجانب البحر وتلبس حذاءً سميكاً في قدميها، وبينما كانت تسير بحذائها شعرت بحرارة كبيرة منبعثة من الرمال، وشعرت بحرارة الشمس الحارقة التي أذابت الآيس كريم الذي كانت تحمله وتأكل منه، رغم أنّها تحمل دائماً مظلة جميلة ذات ألوان مميزة خاصّة بها، ولكنها أدركت في هذه اللحظة أنّها تحب القمر أكثر من الشمس؛ وهذا لأنّ القمر لا يسبب الإزعاج لأي أحد.

عندما عادت إلى المنزل أسرعت لأمّها وسألتها: يا أمي من الأكبر حجماً والأكثر نفعاً برأيكِ هل هو الشمس أم القمر؟ ضحكت أمّها من هذا السؤال وأجابتها: يا ابنتي الشمس والقمر كلاهما له نفع في حياتنا، إلّا أنّ الشمس أكبر من القمر ولها فائدة وهي أنّها تمدّنا بالضوء اللازم لنا وللنباتات والحيوانات أيضاً.

تعجّبت ريناد من كلام أمّها؛ فكيف تقول أن الشمس فقط من تمدنا بالضوء والقمر يضيء بالليل كذلك، فسألتها مستغربة: ولكن يا أمي هل يوجد أسلاك كهربائية بين الشمس والقمر تجعل القمر يضيء من خلال الشمس؟ فأجابتها أمّها: كلّا يا ابنتي الأمر ليس كما تظنين، بل إنّ الشمس تضيء طوال النهار والقمر يكون معاكس لها؛ إذ يمتص هذا الضوء من الشمس لكي يضيء لنا الأرض في الليل.

أصبحت ريناد مثارة بالفضول بهذا الشأن فاستمرت بالأسئلة وقالت لأمّها: ولكن يا أمي الشمس موجودة في النهار والقمر في الليل فقط، فكيف يستمد القمر الضوء من الشمس أثناء النهار؟ ردت عليها أمّها: إنّ الشمس يا ابنتي موجودة بمكان ثابت لا يتحرّك بل إن الأرض هي التي تتحرّك وتدور حول نفسها، وعندما يأتي الظلام تكون الأرض قد درات والتفت وابتعدت عن الشمس، فيأتي القمر ولأن الأرض ليس ثابتة بل مستمرّة بالدوران فأحياناً تجدين القمر صغيراً وأحياناً تجدينه كبيراً؛ فالشمس والقمر كلاهما في مكان ثابت، وعندما تدور الأرض وتقترب من القمر تكون الشمس في الناحية الأخرى والعكس صحيح.

اقتربت البنت من أمّها وهمست في أذنها قائلة: أريد أن أعترف لكِ يا أمي بسر ما، قالت لها: وما هو السر؟ فقالت لها: أنا أفضّل القمر عن الشمس وأحبّه أكثر، فقالت لها الأم وهي مبتسمة: ولماذا يا ابنتي إنّ الشمس تمنحنا الدفء الجميل وتمدّنا بالضوء اللازم، فردّت عليها ابنتها قائلة: عندما أذهب خارجاً فالشمس تقوم بحرق بشرتي ووجهي وهي تؤذيني وتزعجني، فقالت لها: ولكن يا ابنتي هذه الشمس التي خلقها الله وهي تقوم بما أمرها الله به، إذ إنّه من دون الشمس فربّما نموت من شدّة البرد، ونحن وجميع الكائنات الحية لا نستطيع العيش من دون ضوء الشمس كذلك.

قالت لها ابنتها: ولكن القمر ألطف يا أمّي فهو لا يزعجني بل هو لطيف معي جدّاً، فهمت الأم ما هو مغزى ابنتها وقرّرت أن تعلّمها كيف يجب أن نحب بعضنا البعض ونحترم مسؤولية كل منا ومهامّه فقالت لها: يا ابنتي إن الشمس تحبّك وتهواكِ ولكن يجب عليكِ أن تحترمي المهام التي تقوم بها والتي أمرها الله أن تفعلها، ويجب كذلك علينا أن نحترم مهام بعضنا البعض ومسؤولياته، فرحت ريناد بما قالته أمّها فهي كانت تظن أن الشمس لا تحبّها وتقوم بإزعاجها؛ فاستأذنت من أمّها للخروج.

سألتها أمّها: إلى أين تريدين الذهاب يا ابنتي في فصل الصيف؟ قالت لها: أريد أن أذهب لكي ألعب مع الشمس فهي صديقتي التي أهواها وتهواني، ضحكت الأم وقالت: ولكن يا ابنتي عليكِ أن لا تتأخّري وأن تحترمي مهام الشمس التي يجب عليها القيام بها.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات أطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/20قصص الأطفال ماقبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: