قصة فصل من السمك

اقرأ في هذا المقال


قصة فصل من السمك (A Chapter of Fish) هي حكاية شعبية روسية من الحكايات الروسية الكلاسيكية المتوفرة باللغة الإنجليزية، تتحدث عن شخصيات حكايات خرافية عالمية، لصوص وأبطال وملوك وفلاحين وفتيات جميلات وساحرات مرعبات وأطفال مسحورون وحيوانات، في الفولكلور السلافي.

الشخصيات:

  • الأسماك.
  • العجوز بيتر.

قصة فصل من السمك :

في الربيع عندما كان النهر الكبير يفيض على ضفافه ويصنع بحيرات من المروج وكانت الأنهار الصغيرة تتدفق، كان بيتر العجوز يقضي بضعة أيام في صيد السمك وفي الصيف أيضًا وحدث أنه جلس ذات يوم في ضوء الشمس الدافئ خارج كوخه، يصلح شباكه ويصنع عوامات لها من لفات صغيرة من اللحاء الفضي لشجرة البتولا.

وبينما كان جالسًا هناك، كان حفيديه  فانيا وماروسيا يراقبانه وأحيانًا يساعدانه ممسكين بقطعة من الشبكة بينهما، بينما كان بيتر العجوز يعلق لفات اللحاء الصغيرة المتلألئة التي كان من المفترض أن تبقيها في الماء، وطوال الوقت الذي عمل فيه بيتر كان يدخن، ويخبرهم بقصص عن الأسماك، أخبرهم أولاً بما حدث عند ولادة أول سمك كراكي، وكيف أن كلّ الأسماك الصغيرة تُأكل من الكراكي العظيم بفمه الجشع الضخم وأسنانه الحادة.

في ليلة يوم القديس يوحنا وهو منتصف الصيف ولدت سمكة الكراكي، وهي سمكة ضخمة بأسنان لم تكن موجودة من قبل. وعندما ولد الكراكي كانت مياه النهر تزيد وتشتعل، حتّى أن السفن في النهر كانت غارقة، وكانت الفتيات الصغيرات الجميلات اللائي كن يلعبن على الضفاف يهربن بأسرع ما يمكن خائفات بزمجرة الأمواج والرياح السوداء والزبد الأبيض على الماء، كان حدثاً رهيباً ولادة كراكي ذو أسنان حادة.

وعندما ولد الكراكي لم يكبر بشهور أو أيام بل ساعات، كل يوم كان أطول من اليوم السابق، وفي شهر كان بطول ياردتين وبعد شهرين كان طوله اثني عشر قدماً، وفي غضون ثلاثة أشهر كان يأكل سمك الدنيس والجثم وكل الأسماك الصغيرة التي تعترض طريقه، كان هناك سمك الدنيس أو الفرخ يسبح بتكاسل في الجدول، وعندما يراها الكراكي بالقرب منه، كان يمسك بها في فمه الأبيض الكبير.

وعلى الفور تختفى حيث تمزقها أسنانه إلى أشلاء، وكان الأمر أسوأ بالنسبة للصغار، وعندما فكّرت الأسماك ما الذي ينبغي القيام به؟ وضع الدنيس والأسماك الأخرى رؤوسهم معًا في بركة هادئة، كان من الواضح بما فيه الكفاية أنّ الكراكي العظيم سوف يأكل كل واحد منهم، لذلك دعوا إلى اجتماع لجميع الأسماك الصغيرة، وشرعوا في التفكير فيما يمكن فعله من خلال التعامل مع سمك الكراكي العظيم، الذي كان له أسنان حادة وكان يهدد حياتهم.

جاءوا جميعًا إلى الاجتماع، وقال الصرصور السخيف: دعونا نقتل الكراكي، لكنّ الحارس نظر إليه بعينيه العظيمتين، وسأل: هل لديك أسنان جيدة؟ قال الصرصور: لا، ليس لدي أي أسنان، ثمّ قال الفرخ: أفترض أنك ستبتلع الكراكي؟ فأجاب: فمي صغير جدًا، قال الضابط: إذاً لا تستخدمه في الحديث عن حماقة فاحمر الصرصور خجلاً، قال الفرخ الذي لديه وخزات حادة في الزعنفة على ظهره: سأضع وخزي في حلقه.

قال الدنيس: نعم، ولكن عليك أن تذهب إلى حلقه لتضعها هناك، وسوف يبتلعك علاوة على ذلك، ليس لدينا الوخز مثلك، كان هناك الكثير من الحديث بحماقة، حتّى الصغار كان لديهم ما يقولونه، إلى أن أجبرهم سمك الدنيس على الهدوء، وذلك حين جاء إيرش الصغير إلى الاجتماع بظهره الشائك، وزعانفه الأمامية الكبيرة، ورأسه يتلألأ باللونين الأزرق والذهبي والأخضر وبدأ في الحديث.

وقال: استمعوا للحظة إلى ما يجب أن أقولهن فاستدارت جميع الأسماك للاستماع إلى إيرش بتركيز، وهو أذكى سمكة صغيرة، لأنّه يمتلك رأسًا كبيرًا وجسمًا صغيرًا، من الواضح أن الكراكي يعيش في هذا النهر الكبير، وأنّه لا يمنح السمكة الصغيرة فرصة ويطحنها جميعًا بأسنانه الحادة، ويبتلعها عشر مرات في المرة الواحدة، أوافق تمامًا على أنه سيكون من الأفضل للجميع أن يقتله، لكن لا أحد منّا قوي بما يكفي لذلك.

لسنا أقوياء بما يكفي لقتله، لكن يمكننا تجويعه وإنقاذ أنفسنا في نفس الوقت، هو يعيش في النهر الكبير، لذلك دعونا نتخلص من الأسماك الصغيرة، ونذهب ونعيش في الأنهار الصغيرة التي تتدفق إلى الأنهار الكبيرة حيث هناك المياه ضحلة ويمكننا الاختباء بين الحشائش، ولن يلمسنا أحد هناك، ويمكننا أن نعيش ونربي أطفالنا في سلام، ولن نكون في خطر إلا عندما نذهب لزيارة نهر صغير إلى آخر.

أمّا بالنسبة للكراكي العظيم سنتركه وحيدًا في النهر الكبير ليغضب صعودًا وهبوطًا، سرعان ما ستصبح أسنانه ضعيفة، لأنّه لن يكون هناك ما يأكله، لوحت كل الأسماك الصغيرة بزعانفها ورقصت في الماء عندما سمعت حكمة كلام إيرش، وغادرت جميعها النهر الكبير وسبحت فوق الأنهار الصغيرة بين المروج الخضراء، وهناك بدأوا مرة أخرى في العيش بسلام وتربية أطفالهم الصغار.

على الرغم من أنّ الصيادين الماكرين نصبوا الشباك في الأنهار الصغيرة وأمسكوا بالعديد منهم في طريقهم، ومنذ ذلك الوقت لم يكن هناك الكثير من الأسماك الصغيرة في النهر الكبير، وأمّا الكراكي الوحشي فقد سبح صعودًا ونزولًا في النهر العظيم، وغسل المياه ودفع أنفه عبر الأمواج، لكنّه لم يجد طعامًا لأسنانه الحادة، وكان عليه أن يتعامل مع الديدان، وتمّ القبض عليه في النهاية على خطاف صياد.

ثمّ اكمل الجد قصته وقال: قام الصياد بإعداد حساء منه أفضل حساء سمك تم صنعه على الإطلاق، لقد كان صديقًا لي عندما كنت صبيًا، وأعطاني طعمًا بملعقتي الخشبية ثم أخبرهم بقصة كراكي آخر، وخاصة عن الكراكي الذي كان ملك نهر، وجعل الأسماك الصغيرة تتجمع على سطح الماء حتى يتمكن الصياد الشاب من العبور بأقدام جافة.

وأخبرهم عن الكراكي الذي أخفى حبيب الأميرة بابتلاعه والاستلقاء في قاع بركة عميقة، وكيف رأت الأميرة حبيبها جالسًا في معدة الكراكي، وعندما فتحت السمكة الكبيرة فمها لتلتقط جثم صغير يسبح بالقرب من أنفه، ثم أخبرهم عن المحاكمة الكبرى في النهر، عندما اختارت الأسماك القضاة، وقدمت دعوى قضائية ضد إيرش ووجدته مذنباً، وكيف تسبب حكم القضاة في إدانة إيرش بسعادة السمك وسبحت بمرح بعيدًا.

المصدر: A Chapter of Fish


شارك المقالة: