قصة فيليسيا والوعاء الوردي

اقرأ في هذا المقال


قصة فيليسيا والوعاء الوردي أو (Felicia and the Pot of Pinks) هي قصة خيالية، للكاتب أندرو لانج الذي كان شاعرًا وروائيًا وناقدًا أدبيًا أسكتلنديًا، اشتهر أندرو لانغ بأنّه أحد أهم جامعي الحكايات الشعبية والخرافية.

الشخصيات:

  • فيليسيا.
  • برونو.
  • الملكة.

قصة فيليسيا والوعاء الوردي:

ذات مرة، كان هناك عامل فقير شعر أنّه لم يعد لديه وقت طويل ليعيش، وكان يرغب في تقسيم ممتلكاته بين ابنه وابنته التي أحبها كثيرًا، فناداهما وقال: أمكما أحضرت لي سرير من القش، ولدي بجانب ذلك دجاجة ووعاء من اللون الوردي وخاتم فضي أعطاني إياه أحد النبلاء، وكان هناك سيدة سكنت ذات مرة في كوخي، وعندما غادرت بعيداً قالت لي: احذر أيها الرجل أن لا تفقد الخاتم أو تنسى أن تعتني بالوعاء الوردي.

أمّا بالنسبة لابنتك فأعدك بأنّها ستكون أجمل من أي امرأة رأيتها في حياتك، سمها فيليسيا وعندما تكبر أعطها الخاتم والوعاء ذو اللون الوردي، وأضاف: خذي كلاهما إذاً يا ابنتي، وسيحصل أخيك على كل شيء آخر من ميراثي، بدا الطفلان راضيان تمامًا، وعندما مات والدهما بكيا عليه وقسموا ممتلكاته كما قال لهم، اعتقدت فيليسيا أن شقيقها يحبها، ولكن عندما جلست على أحد المقاعد.

قال بغضب: احتفظي بوعائك الوردي وخاتمك، لكن اتركي أشيائي وشأنها، فنهضت تبكي بهدوء بينما جلس شقيقها برونو مرتاحًا بجوار النار، وعندما كانت تبيض دجاجته، كان برونو يأكل البيض، ويلقى القشرة على فيليسيا قائلاً: هذا كل ما يمكنني تقديمه لك، وإذا كنت لا تحبين ذلك، فاخرجي واصطادي الضفادع، هناك الكثير منهم في المستنقع القريب.

لم تكن تجب فيليسيا عليه، كانت تذهب إلى غرفتها الصغيرة التي تجدها مليئة برائحة الورود الحلوة، وكانت تحدث ورودها بحزن عن أخيها القاسي، وفي يوم من الأيام عندما كانت تتكئ عليها لاحظت أنها جافة جدًا، لذا أخذت إبريقها وركضت في ضوء القمر الصافي إلى النافورة التي كانت على مسافة قريبة من المنزل، وعندما وصلت إليها جلست على حافتها  لتستريح، وهناك رأت سيدة تتجه نحوها.

كانت محاطة بعدد من الحراس الذين اقتربوا جميعاً من النافورة، ووضعوا مظلة لها ووضعت تحتها أريكة من القماش، وتمّ تقديم عشاء لها بينما كانت فيليسيا مختبئة في الظل، وهي مندهشة للغاية من كل ما رأته، ولكن في لحظات قليلة قالت الملكة: أتخيل أنني أرى فتاة بالقرب من تلك الشجرة، اطلبوا منها أن تأتي إلى هنا، لذلك تقدمت فيليسيا وحيّت الملكة بخجل، فسألت الملكة: ماذا تفعلين هنا يا طفلتي الجميلة؟

ألا تخافين من اللصوص؟ قالت فيليسيا: سيدتي ليس لديّ ما أخسره ولا أخشى اللصوص، وأنا فقيرة للغاية، ولا أملك سوى وعاء  ورودي وخاتم فضي هما ممتلكاتي الوحيدة في العالم، قالت الملكة: لكن لديك قلب جميل، فقالت الملكة: أخبرني، هل تناولت طعامًا؟ أجابت فيليسيا: لا يا سيدتي، أخي أكل كل العشاء هناك، ثمّ أمرت الملكة بتوفير مكان لها على المائدة.

وأثناء تناولهما الطعام قالت الملكة: أريد أن أعرف ماذا كنت تفعلين عند النافورة في وقت متأخر جدًا؟ أجابت: جئت لأحضر إبريقًا من الماء لورودي يا سيدتي، ولكن عندما عرضت إبريقها على الملكة كانت مندهشة لرؤية أنه تحول إلى ذهب، والماء الذي كان ممتلئًا فيه، وكانت فيليسيا تخشى أن تأخذه، حتى قالت أخبرتها أن تأخذه  وتسقي أزهارها به.

شكرتها فيليسيا وطلبت منها أن تنتظر للحظة، لتحضر لها وعاء الزهور الوردي، قائلة: لا يمكن أن يكونوا في أيدٍ أفضل منك، قالت الملكة: سأنتظرك هنا حتى تعودي، لذا حملت فيليسيا إبريقها وركضت إلى غرفتها، ولكن وجدت أنّ برونو أخذ وعاء الزهور الوردي، تاركًا الملفوف في مكانه، وعندما رأت فيليسيا الملفوف شعرت بضيق شديد، ثمّ ركضت أخيرًا إلى النافورة وجثت أمام الملكة.

وقالت: سيدتي، لقد سرق برونو وعائي الوردي، لذلك ليس لدي سوى خاتم الفضة، لكنّي أتوسل إليك أن تقبليه كدليل على امتناني، فقالت الملكة: لكن إذا أخذت خاتمك، فلن يتبقى لك شيء ؟ فأجابت ببساطة: سيدتي يكفيني صداقتك، فأخذت الملكة الخاتم ووضعته على إصبعها، وركبت عربتها التي كانت مصنوعة من المرجان المرصع بالزمرد وغادرت الغابة، ثمّ عادت فيليسيا إلى الكوخ.

وأول شيء فعلته عندما وصلت إلى غرفتها هو رمي الملفوف من النافذة، وخرجت فيليسيا للبحث عن وعاء زهورها وأول شيء وجدته هو الملفوف فدفعته بقدمها قائلة: كيف تجرأ على وضع نفسك في مكان وعائي الوردي؟ أجاب الملفوف: إذا زرعتني مرة أخرى يمكنني أن أخبرك أين توجد أزهارك الوردية في هذه اللحظة فهي مخبأة في سرير برونو!

بدأت ترتجف من الخوف عندما سمعت كلام الملفوف، لكنّها قامت بإعادة زراعة الملفوف في مكانه القديم، وعندما انتهت من ذلك، رأت دجاجة برونو فأمسكت بها وقالت: أيتها المخلوقة الفظيعة ستعاني من كل الأشياء قاسية التي فعلها أخي بي، قالت الدجاجة: لا تقتلني، وسأخبرك ببعض الأسرار، أنت لست ابنة الرجل الفقير الذي رباك، كانت والدتك ملكة ولديها ست فتيات.

وهددها الملك أنّه ما لم يكن لديها ابن ذكر يمكنه أن يرث مملكته فسيقطع رأسها، لذلك عندما رزقت الملكة بابنة صغيرة وهي أنت كانت خائفة للغاية، واتفقت مع أختها التي كانت جنية على إبعادك عن القصر، وبعد أن هربت بك وصلت إلى هذا الكوخ، وتزوجت من العامل الذي رباك، وقد أعطتني الملكة مسؤولية حمايتك، ثمّّ ماتت قبل أن يتاح لها الوقت لتقول ما سيحدث لك.

وذات يوم أتت سيدة جميلة إلى هنا ولمستني بعصا في يدها، وعلى الفور أصبحت دجاجة، وجاءت تلك السيدة نفسها إلى هنا مرة أخرى، وأمرت بضرورة أن نسميك فيليسيا، وتركت الخاتم ووعاء الزهور الوردي لك، وبينما كانت في المنزل جاء خمسة وعشرون من حراس الملك للبحث عنك لقتلك، لكنّها تمتمت ببضع الكلمات وعلى الفور تحولوا جميعًا إلى ملفوف.

كانت الأميرة مندهشة للغاية من قصة الدجاجة، وقالت بلطف: أتمنى أن يكون في وسعي أن أعيدك إلى شكلك الحقيقي، ولكن يجب أن أذهب وأبحث عن وعاء الورود، وفي اليوم التالي بينما ذهب برونو إلى الغابة، دخلت غرفته وهناك رأت جيشًا رهيبًا من الفئران الذين كانوا يحرسون السرير المصنوع من القش، وعندما حاولت الاقتراب منه قفزوا في وجهها.

ثمّ فكرت فجأة في نفسها بإبريق الماء، وركضت لجلبه ورشّت بضع قطرات على سرب من الفئران، وفي لحظة صنع كل واحد حفرة له وهرب منها فأخذت وعاءها الوردي، ووجدت زهورها على وشك الموت بسبب نقص الماء، وسكبت على عجل كل ما تبقى في الإبريق عليهم، وبينما كانت مستمتعة برائحة زهورها اللذيذة، وفي هذه اللحظة جاء برونو.

وعندما رأى أن فيليسيا عثرت على وعاءها الوردي، كان غاضبًا لدرجة أنه جرها إلى الحديقة وأغلق الباب عليها، وهناك وقفت أمامها ملكة الغابة التي بدت ساحرة، وقالت: لديك أخ شرير هل أعاقبه؟ قالت: لا يا سيدتي، أنا لست غاضبًا منه، فقالت الملكة: لكنّه ليس أخوك، ألم تسمعي أنك أميرة؟ فقالت فيلسيا: لقد قيل لي ذلك منذ فترة قصيرة سيدتي، ولكن كيف لي أن أصدق ذلك بدون دليل واحد؟

قالت الملكة: يا طفلتي العزيزة الطريقة التي تتحدثين بها تؤكد لي أنّه على الرغم من تربيتك المتواضعة فأنت بالفعل أميرة حقيقية، ويمكنني أن أنقذك من المعاملة بهذه الطريقة مرة أخرى، وفي هذه اللحظة وصل شاب وسيم، وعلى رأسه تاج من اللون الوردي حيث جثا على ركبة واحدة وقبّل يد الملكة، فقالت الملكة: ابني العزيز، وعانقته بفرح.

ثمّ التفتت إلى فيليسيا فقالت: إنّ إعطائك لي الخاتم الفضي كان علامة على أن قوة السحر على وشك الانتهاء عن ابني، والآن يا عزيزتي، هل ستتزوجين ابني بهذا الخاتم الفضي؟ ردت: سيدتي، الآن أعلم أنك أخت أمي، وبسحرك حوّلت الجنود الذين أرسلوا لقتلي إلى ملفوف، وممرضتي إلى دجاجة، وأنك تمنحيني الشرف في اقتراح الزواج من ابنك.

ثمّ امسك الأمير بيدها، ولمستها الملكة بعصاها وعلى الفور تحول فستان الأميرة القطني إلى رداء رائع من الحرير المطرز، فقال الأمير: يا فيليسيا، لا تجعلني في حالة ترقب قولي إنك ستتزوجينني، وفي ذلك الوقت خرج برونو من الكوخ، لكنّ فيليسيا توسلت إلى الملكة أن تشفق عليه، وقالت الأميرة: سيدتي، أنا سعيدة للغاية لدرجة أنني أود أن يكون الجميع سعداء أيضًا.

قبّلتها الملكة وقالت: حسنًا، وبموجة من عصاها حولت الكوخ الصغير الفقير إلى قصر رائع مليء بالكنوز، ثمّ لمست الملكة برونو نفسه، وجعلته لطيفًا ومهذبًا وممتنًا، وشكرها هي والأميرة، وأخيرًا أعادت الملكة الدجاجة والملفوف إلى أشكالهم الطبيعية، وتركتهم جميعًا سعداء جدًا، وتزوج الأمير والأميرة وعاشوا في سعادة دائمة.

المصدر: Felicia and the Pot of Pinks


شارك المقالة: