قصة قصيدة أتصحو أم فؤادك غير صاح

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن الشاعر جرير

هو جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي، ولد في عام ثلاثة وثلاثون للهجرة في نجد، وهو واحد من أشهر شعراء العصر الأموي.

يعتبر الجرير واحدًا من أشهر الشعراء على مر العصور في الهجاء، فقد كان يتفنن في ذلك، من أشهر نقائضه تلك التي كانت مع الفرزدق، فلا يذكر اسم أحدهما إلا وذكر اسم الآخر. وتوفي الجرير في عام مائة وعشرة للهجرة في نجد.

قصة قصيدة أتصحو أم فؤادك غير صاح

أمّا عن مناسبة قصيدة “أتصحو أم فؤادك غير صاح” فيروى بأنه في يوم دخل الشاعر جرير بن عطية على أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، وعندما وقف بين يديه، أنشده قائلًا:

أَتَصْحُو أَمْ فُؤَادُكَ غَيْرُ صَاحِ
عَشِيَّةَ هَمَّ صَحْبُكَ بِالرَّوَاحِ

تَقُولُ الْعَاذِلاَتُ عَلاَكَ شَيْبٌ
أَهَذَا الشَّيْبُ يَمْنَعُنِي مِزَاحِي

تَعَزَّتْ أُمُّ حَزْرَةَ ثُمَّ قَالَتْ
رَأَيْتُ الْوَارِدِينَ ذَوِي لِقَاحِ

ثِقِي بِاللَّهِ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ
وَمِنْ عِنْدِ الْخَلِيفَةِ بِالنَّجَاحِ

سَأَشْكُرُ أَنْ رَدَدْتَ إِلَيَّ رِيشِي
وَأَنْبَتَّ الْقَوَادِمَ فِي جَنَاحِي

أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا
وَأَنْدَى الْعَالَمِينَ بُطُونَ رَاحِ

وعندما وصل جرير إلى البيت الذي قال فيه: ألستم خير من ركب المطايا، كان أمير المؤمنين متكئًا، فاستوى جالسًا، وقال لمن كان حاضرًا في تلك الساعة: من يريد أن يمدحني بعد الآن، فليمدحني بمثل هذا أو بأفضل منه، وإلا فليبقى ساكتًا، ومن ثم التفت الخليفة إلى جرير وقال له: يا جرير، هل تستطيع زوجتك أم حزرة أن تسقي مائة من إبل بني كلب، فقال له الجرير: يا أمير المؤمنين، إن لم تستطع أن تسقيها، فلا سقاها الله، فأمر له الخليفة بمائة من إبله وكانت كلها سود، فقال له الجرير: يا أمير المؤمنين، نحن كبار في السن، ولا يستطيع أحد منا أن يرعى هذه الإبل، فهل يمكن أن تأمر لي بالرعاء، فأمر له الخليفة بثمانية من الرعاء.

ومن ثم نظر الجرير إلى يدي الخليفة، وكان بينهما أوانٍ من ذهب، فقال له: يا أمير المؤمنين، ومحلب هذه الإبل؟ وأشار إلى واحدة من الأواني التي بين يدي الخليفة، فقام الخليفة بإعطائه واحدة منها، وقال له: خذها فهي لك.


شارك المقالة: