قصة قصيدة أسائل عن وجناء في السجن جارها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أسائل عن وجناء في السجن جارها

أمّا عن مناسبة قصيدة “أسائل عن وجناء في السجن جارها” فيروى بأن عبد الله بن عمرو الأموي العجري كان يتشبب بالعديد من النساء، حتى أن البعض شبهوه بالشاعر عمر بن أبي ربيعة، وكان من بين النساء اللواتي قال فيهن عبد الله بن عمرو الشعر أسماء وجناء وحميدة وعمرة وسلمى وهند، وغيرهن الكثير الكثير من النساء، وكتب في هؤلاء النساء العديد من القصائد.

أما سلمى فقد قال فيها:

نِعمَ اللِحافُ بَلَيلٍ بارِدٍ شَبِمٍ
يَأوي إِلى كِنِّهِ بِاللَيلِ مَقرُورُ

في طِيبِ رَيّا وَرِيقٍ حِينَ تَطرُقُها
وَقَد دَنا مِن نُجُومِ اللَيلِ تَغويرُ

وَما خَبَرتُ الَّذي فيها فَأذكره
لَكِن أَتَتني بِما فيهِ الأَخابيرُ

فَجِئتُ قَسراً وَما نَفسِي بِناجِيَةٍ
إِذا دَعاها إِلى حينٍ مقاديرُ

وفي يوم من الأيام وبينما هو في السجن، تذكر وجناء، وقال فيها:

أُسائِلُ عَن وَجناءَ في السِجنِ جارَها
لَعَمرُ أَبِيها إِنَّني لَمُكَلَّفُ

وَأَنّي لَكَ الوَجناءُ وَالسِجنُ دُونَها
وَيُغلَقُ دُوني ذُو أَواسٍ مُشَّرَّفُ

وَفي الرِجلِ مِنّي كَبلُ قَينٍ يُؤودُها
وَثِيقٌ إِذا ما جاضهُ الخَطُو يَهتِفُ

كَأَنَّ شَبا مِسمارِهِ وَهوَ ناجِمٌ
شَبا نابِ قَرمٍ يَضرِبُ الشُولَ يَصرِفُ

يَمانِيَّةٌ هاجَت فُؤادي وَوَكِّلَت
بِها النَفس حَتّى دَمعُ عَينَيَّ يَذرِفُ

يُرَوَّعُ أَحياناً إِذا ذُكِرَت لَهُ
كَما رِيعَ مَشعُوفٌ مِنَ النَفرِ يُشعَفُ

وَأَنّي لَكَ الأسعافُ مِنها وَدارُها
جُنوبَ العِدى لَو سالمَتني وَتُنصِفُ

وَما زالَ بي حَيني وَحَمزَةُ دَلَّني
وَلِلحَينِ أَقدارٌ تُحَمُّ وَتُصرَفُ

مَعَ القَدَرِ المُكتُوبِ حَتّى تَعَطَّفَت
بِوَجناءَ نَفسٌ وَجدُها مُتَعِطِّفُ

وأنشد في واحدة من اللواتي يحبهن واسمها عثيمة قصيدة قال فيها:

تَطاوَلُ أَيّامي وَلَيلي أَطوَلُ
وَلامَ عَلى حُبِّي عُثَيَمةَ عُذَّلُ

يَلُومُونَ صَبّاً أَنحَلَ الحُبُّ جِسمَهُ
وَما ضَرَّهُم لَو لَم يَلُومُوا وَأَجمَلُوا

أَلم يَعلَمُوا لا بُرِكُوا أَنَّ قَلبَهُ
عَصى قَبلَهُم فيها العِدى فَهُوَ مُبهَلُ

وَقالَ أُناسٌ إِنَّهُ لِيُحِبُّها
ضَلالاً لَما لَم يَعلَمِ الناسُ أَفضَلُ

فَلَمّا بَراني الهَمُّ وَالحُزنُ حِقبَةً
وَأَشفَقتُ مِن خَوفِ الَّذي كُنتُ آمَلُ

وَأَبصَرتُ دَهراً لا يَقُومُ لِأَهلِهِ
عَلى ما أَحَبُّوا فاسِدٌ يَتَحَوَّلُ

تَوَكَّلتُ وَاِستَحدَثتُ رَأياً مُبارَكاً
وَأَحزَمُ هَذا الناسِ مَن يَتَوَكَّلُ

نبذة عن العرجي

هو أبو عمر عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي القرشي، وهو شاعر غزل، ينحو نحو عمر بن أبي ربيعة.

المصدر: كتاب "شرح شواهد المغني" تأليف جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: