قصة قصيدة أصون عرضي بمالي لا أدنسه

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أصون عرضي بمالي لا أدنسه

أمّا عن مناسبة قصيدة “أصون عرضي بمالي لا أدنسه” فيروى بأنه في يوم من الأيام دخلت امرأة إلى مجلس القاضي موسى بن إسحاق في عام مائتان وستة وثمانون للهجرة، واشتكت على زوجها، وكان معها موكلها الذي ادعى بأن لها على زوجها خمسمائة دينار، وهو مهرها الذي لم يعطها إياه زوجها، وكان الزوج حاضرًا فأنكر ذلك، وقال للقاضي بأنه قد أعطاها مهرها، فطلب القاضي من موكل المرأة أن يدخل شهوده إلى المحكمة، فأدخلهم، حتى وقفوا بين يدي القاضي.

وعندما وقف الشهود بين يدي القاضي، سألهم إن كان الرجل أعطى زوجته مهرها أم لا، ولكن بعضًا منهم طلب أن يرى وجه الامرأة حتى يتأكد من شهادته، فطلب القاضي منها أن تكشف عن وجهها، وعندما شاهد الزوج ذلك، صرخ بصوت عال: ما الذي تفعلونه؟، فقال له القاضي: ينظرون إلى وجه زوجتك، حتى يتأكدون من شهادتهم، فقال الزوج للقاضي: يا سيدي، إني أشهد بأن لها علي ما تقول، ولكن لا تدعها تكشف عن وجهها، فقالت الامرأة: وأنا أشهدك يا سيدي القاضي بأني قد سامحته في مهري، وهو بريء منه في هذه الدنيا وفي الآخرة، فقال لهما القاضي وهو معجب بموقفهما: والله إن هذا من مكارم الأخلاق.

وفي الحفاظ على العرض وصونه يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه

أَصونُ عِرضي بِمالي لا أُدَنِّسُهُ
لا بارَكَ اللَهُ بَعدَ العِرضِ بِالمالِ

أَحتالُ لِلمالِ إِن أَودى فَأَجمَعُهُ
وَلَستُ لِلعِرضِ إِن أَودى بِمُحتالِ

وَالفَقرُ يَزري بِأَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ
وَيُقتَدى بِلِئامِ الأَصلِ أَنذالِ

كَم مِن أَخي ثِقَةٍ مَحضٍ مَضارِبُهُ
فارَقتُهُ غَيرَ مَقلِيٍّ وَلا قالي

كَالبَدرِ كانَ عَلى ثَغرٍ يُسَدُّ بِهِ
فَأَصبَحَ الثَغرُ مِنهُ فَرجُهُ خالي

ثُمَّ تَعَزَّيتُ مِنهُ غَيرَ مُختَشِعٍ
عَلى الحَوادِثِ في عُرفٍ وَإِجمالِ

نبذة عن حسان بن ثابت

هو أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، وهو من قبيلة الخزرج، ولد في عام خمسون قبل الهجرة في المدينة المنورة، وهو واحد من كبار صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم، وشاعر الرسول.

توفي حسان بن ثابت بين عامي خمسة وثلاثون وأربعون للهجرة، وكان ذلك في فترة خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: