قصة قصيدة أعد الليالي ليلة بعد ليلة

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالشاعر قيس بن الملوح

أمَّا عن التعريف بالشاعر قيس بن الملوح: فهو شاعر وأديب عربي، ولد في شبه الجزيرة العربية في نجد بالتحديد عام ستمائة و خمسة و أربعون، قيس بن الملوح الهوازني في بداية عمره عاش في منطقة تُسمّى بني عامر بالتحديد في وادٍ كان يُعرف بين الناس بوادي الحجاز.

وأمَّا عن ديوانه الذي كتبه ونظّم فيه القصائد وكان موضوعه الغالب فيه هو قضيّة عشقه لليلى، وكانت لقصة عشقه لليلى أثر بالغ على الأدب العربي في العصر الجاهليّ والأدب الفارسي على وجه العموم، وكانت قصة عشق قيس بن الملوح لليلى إحدى القصص، التي ذكرها وكتبها الشاعر الفارسي نظامي كونجي في كتابه الكنوز الخمسة.

أعد الليالي ليلة بعد ليلة

أمَّا عن مناسبة هذه القصيدة التي اشتهرت باسم المؤنسة لمجنون العاشقين أو لمجنون ليلى التي كانت تُعتبر من قصائد الغزل العذري، حيث رويّ أنَّ قيس أحبَّ ليلى العامرية حبّاً عظيماً ولم يستطيع أحد أنْ يوصفه، حيث تربيا معاً منذ الصغر فعندما كبرت ليلى وأصبحت في سن الشباب تجاهلت حبَّ قيس وأهملته، وفي ليلة من الليالي كان قيس جالساً مع رفاقه في مكان موحش فرأى شهابًا يضىء في السماء، وكان يضنّ أنّ ضوء هذا الشهب هو ضوء محبوبته ليلى يضيء السماء فهذا يدل على هيامه وعشقه بليلى التي اخذت كل تفكيره وشغلت باله وعندما روى قيس عما حدث معه لأصدقائه لم يكترثوا لمشاعره ولم يراعوا حالته التي كان بها قيس، فناشدهم وقال لهم أنَّه يجب عليهم أن يشعروا معه وإلا فسوف يجد أصحاباً جدد يهتموا بمشاعره ويقدروا حبه لليلى، فكان قيس بن الملوح يلجأ إلى الشعر لكي يداوي جرح قلبه.

فكان قيس كل يوم يطلب من الله أنْ يقرب بينه وبين محبوبته ليلى أو أنْ ينسيه حبه الذي أحبه لليلى؛ لأنّها كانت سبب تعاسته وسوء حالته، فكتب قصيدة ذات معانٍ تعبر عن حالته وحبه العفيف لليلى التي يقول فيها ” أعد الليالي ليلة بعد ليلة *** وقد عشت دهراً لا أعد الليالي” فكانت هذه القصيدة أحب القصائد إلى قيس لأنَّه كان يأنس بها ويرددها لذلك سميت بالمؤنسة، قائلاً:

أعد الليالى ليلة بعد ليلة
وقد عشت دهراً لا أعد اللياليا


وإنّي لأستغشى وما بي نعسة
لعلّ خيالاً منك يلقى خياليا


وأخرج من بين البيوت لعلني
أحدّث عنك النفس بالليل خاليا


وقد يجمع الله الشتيتين بعدما
يظنان كل الظن ألّا تلاقيا
لحى الله أقواماً يقولون أنَّنا
وجدنا طوال الدهر للحب شافيا
وعهدي بليلى وهى ذات موصد
ترد علينا بالعشي المواشيا


فشبَّ بنو ليلى وشبّ بنو ابنها
وأعلاق ليلى فى الفؤاد كما هيَ

وأنهى قصيدته قائلاً:

يقولون : ليلى فى العراق مريضة
فيا ليتنى كنت الطبيب المداويا


تمر الليالى والشهور ولا أرى
غرامي لها يزداد إلّا تماديا


لئن ظعن الأحباب يا أم مالك
فما ظعن الحبّ الذى فى فؤاديا


فيا رب إذ صيَّرت ليلى هيَ المنى
فزنِّي بعينيها كما زنتها ليا


وإلّا فبغِّضها إليَّ وأهلها
فإني بليلى قد لقيت الدواهيا


على مثل ليلى يقتل المرء نفسه
وإن كنت من ليلى على اليأس طاويا


خليليَّ إن ضنوا بليلى فقربا
لي النعش والأكفان واستغفرا ليا


شارك المقالة: