قصة قصيدة أعمل لرزقك كل آله

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن عيسى بن هشام:

هو شخصية وهمية في مقامات بديع الزمان الهمذاني.

قصة قصيدة أعمل لرزقك كل آله :

أما عن مناسبة قصيدة “أعمل لرزقك كل آله” فيروى بأن عيسى بن هشام في يوم اشتهى نوعًا من التمر يدعى الأزاذ، وقد كان يومها في بغداد، ولكنّه لم يكن يحمل أيّ نقود معه، فخرج إلى السوق يريد أن يبحث في محلاته، وبقي يبحث حتى تعب، وفي تلك اللحظة لمح رجل يسوق حماره، فقال في نفسه: لقد حصلت والله على صيد، وذهب إليه وقال له: حياك الله يا أبا زيد، من أين أتيت، وأين تقيم الآن، وأهلا بك ضيفًا في منزلي، فقال له الرجل: أنا لست بأبي زيد، ولكن اسمي أبا عبيد، فقال له عيسى بن هشام: نعم، لعن الله الشيطان، والله إني قد نسيت، وما أنساني اسمك إلا طول العهد، وقلة الاتصال بيني وبينك.

ثم سأله عيسى بن هشام قائلًا: كيف حال أبيك؟، هل ما زال شابًا كما عهدته؟، أم أصبح كهلًا من بعدي؟، فقال له الرجل: لقد توفي العام المنصرم، وأرجو أن يدخله الله في جنته، فقال عيسى بن هشام: إنا لله وإنا إليه لراجعون، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ومد يده إلى ثوبه يريد أن يمزقه، ولكن الرجل مسك يده، وقال له: حلفتك بالله أن لا تمزقه، فقال له عيسى: تعال معي إلى البيت لكي نتغدى، أو الأفضل أن نذهب إلى محل في السوق ونأكل لحمًا مشويًا، فطمع الرجل ومشى مع عيسى بن هشام حتى أتيا محلًا يبيع لحمًا، وكان مشهد اللحم وهو يشوى يسيل اللعاب، فقال عيسى للبائع: ضع لأبي زيد من هذا الشواء، ثم زن له من هذه الحلويات، وضع له أيضًا من هذه الأطباق، ليأكل منها هنيئًا مريئًا.

فجلس الرجلان يأكلان حتى شبعا، فقال عيسى للرجل الذي يبيع الحلوى: زن له من هذا اللوزينج “وهي حلوى تشبه القطائف” رطلين ليأكلها هنيئًا مريئًا، فأخذ الرجل يأكل من الحلوى، فقال له عيسى بن هشام: ما أحسن الماء بعد كل هذا الطعام، اجلس يا أبا زيد حتى أذهب وآتيك ببعض من الماء، فجلس وغادر عيسى.

وعندما غادر عيسى بن هشام المحل جلس في مكان ليس ببعيد، حيث يستطيع أن يرى الرجل، ولا يستطيع الرجل أن يراه، وعندما تأخر عليه عيسى قام الرجل إلى حماره يريد أن يغادر، ولكن صاحب المحل أتاه وقال له: أين ثمن الطعام؟، فقال له الرجل: لقد أكلته ظيفًا، فضربه البائع ضربة، ثم قال له: ومتى دعوناك؟، فبدأ الرجل يبكي ويقول: كم من مرة قلت لذلك القريد إنّي أبو عبيد، وهو يقول لي أنت أبو زيد، فأنشد عيسى قائلًا:

أَعْمِلْ لِرِزْقِكَ كُلَّ آلـهْ
لاَ تَقْعُدَنَّ بِكُلِّ حَـالَـهْ

وَانْهَضْ بِكُلِّ عَظِـيَمةٍ
فَالمَرْءُ يَعْجِزُ لاَ مَحَالَهْ

المصدر: كتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهاني


شارك المقالة: