قصة قصيدة ألا ما لعينك أم ما لها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا ما لعينك أم ما لها

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا ما لعينك أم ما لها” فيروى بأنه في كان لصخر بن عمرو بن الحرث بن الشريد أخ يقال له معاوية، وفي يوم من الأيام قام رجل يقال له هاشم بن حرملة وهو سيد بني مرة بن عوف بن ذبيان من غطفان بقتل معاوية، وبعد ذلك بعام قام صخر بغزو بني مرة لكي يأخذ بثأر أخيه معاوية، وفي تلك الغزوة قتل دريد أخو هاشم، وبذلك كان قد أدرك ثأره.

وأما هاشم وهو الذي قتل معاوية، فقد خرج في يوم في رحلة، وبينما هو في الطريق لقيه رجل يقال له عمرو بن قيس الجشمي، وكان يعرف بأنه هو من قتل معاوية، فتتبعه، حتى اقترب منه، فعطف عليه وقتله.

وبعد أن تمكن صخر من أن يأخذ بثأر أخيه بعدة أيام خرج في غزوة أخرى، ولكنه في تلك الغزوة أصيب بجرح كبير، ومرض بسبب ذلك الجرح مرضًا طويلًا أودى في النهاية بحياته.

وكانت أخت صخر وهي الخنساء تحب أخيها صخر حبًا كبيرًا، وعندما وصلها خبر موته، حزنت عليه حزنًا شديدًا، وبكته أيامًا طويلة، ورثته بأبيات من الشعر قالت فيها:

أَلا ما لِعَينِكِ أَم ما لَها
لَقَد أَخضَلَ الدَمعُ سِربالَها

أَبَعدَ اِبنِ عَمروٍ مِن آلِ الشَريدِ
حَلَّت بِهِ الأَرضُ أَثقالَها

فَآلَيتُ آسى عَلى هالِكٍ
وَأَسأَلُ باكِيَةً ما لَها

لَعَمرُ أَبيكَ لَنِعمَ الفَتى
تَحُشُّ بِهِ الحَربُ أَجذالَها

حَديدُ السِنانِ ذَليقُ اللِسانِ
يُجازي المَقارِضَ أَمثالَها

هَمَمتُ بِنَفسِيَ كُلَّ الهُمومِ
فَأَولى لِنَفسِيَ أَولى لَها

سَأَحمِلُ نَفسي عَلى آلَةٍ
فَإِمّا عَلَيها وَإِمّا لَها

فَإِن تَصبِرِ النَفسُ تُلقَ السُرورَ
وَإِن تَجزَعِ النَفسُ أَشقى لَها

نُهينُ النُفوسَ وَهَونُ النُفوسِ
يَومَ الكَريهَةِ أَبقى لَها

وَنَعلَمُ أَنَّ مَنايا الرِجالِ
بالِغَةٌ حَيثُ يُحلى لَها

لِتَجرِ المَنِيَّةُ بَعدَ الفَتى
المُغادَرِ بِالمَحوِ أَذلالَها

نبذة عن الخنساء

هي أم عمرو تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد وهو عمرو بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرؤ القيس، عاشت أكثر عمرها في العصر الجاهلي، أدركت الإسلام وأسلمت، ولدت في إحدى القرى القريبة من المدينة المنورة.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: