قصة قصيدة ألم تر للنعمان كان بنجوة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألم تر للنعمان كان بنجوة

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألم تر للنعمان كان بنجوة” فيروى بأن النعمان بن المنذر بن ماء السماء قام في يوم من الأيام بقتل عدي بن زيد العبادي، وكان النعمان بن المنذر قد بعث باب عدي وهو زيد إلى كسرى، فنشأ زيد عنده، وأصبح مقربًا من كسرى، حتى جعله كاتبًا عنده.

وفي يوم من الأيام وبينما كان زيد بن عدي في مجلسه، قال له: لم يبق عليك يا مولاي إلا أن تتزوج من العرب، فقال له كسرى: وهل يقبل أحد من العرب أن يزوج ابنته من غير عربي؟، فقال له زيد: أيها الملك، إن العرب لا يقبلون أن يزوجوا بناتهم من غير عربي، ولكن النعمان بن منذر عامل لك، فلو بعثت له بأنك تريد الزواج من عربية، فكتب كسرى للنعمان في ذلك، وعندما وصل كتابه إلى النعمان، وقرأ ما فيه، بعث لكسرى بكتاب يدعوه فيه للزواج من واحدة من بنات عمه، وكنّ بنات عم النعمان جميلات، كأنهن المها.

وعندما وصل كتابه إلى كسرى، أمر زيد أن يقرأ ما فيه، فأخبره بأنه وافق على أن يزوجه من بنات عمه اللواتي يشبهن البقر، وأوهمه بأنه يبغضه ويكرهه، فغضب كسرى غضبًا شديدًا، وبعث للنعمان بأن يحضر إليه على وجه السرعة، وعندما وصل كتابه إلى النعمان، أحس بأنه يريده لمكروه يريده به، فشاور أهله وأقاربه، فنصحوه بأن يمثل بين يديه، كونه لا يقوى على أن يعاديه، فخرج إليه، وعندما وصله، زج به في السجن، وبقي فيه حتى مات، وأنشد زهير بن أبي سلمى في رثاء النعمان بن المنذر، قائلًا:

أَلَم تَرَ لِلنُعمانِ كانَ بِنَجوَةٍ
مِنَ الشَرِّ لَو أَنَّ اِمرَأً كانَ ناجِيا

فَغَيَّرَ عَنهُ مُلكَ عِشرينَ حِجَّةً
مِنَ الدَهرِ يَومٌ واحِدٌ كانَ غاوِيا

فَلَم أَرَ مَسلوباً لَهُ مِثلُ مُلكِهِ
أَقَلَّ صَديقاً باذِلاً أَو مُواسِيا

فَأَينَ الَّذينَ كانَ يُعطي جِيادَهُ
بِأَرسانِهِنَّ وَالحِسانَ الغَوالِيا

وَأَينَ الَّذينَ كانَ يُعطيهِمُ القُرى
بِغَلّاتِهِنَّ وَالمِئينَ الغَوادِيا

وَأَينَ الَّذينَ يَحضُرونَ جِفانَهُ
إِذا قُدِّمَت أَلقَوا عَلَيها المَراسِيا

رَأَيتُهُمُ لَم يُشرِكوا بِنُفوسِهِم
مَنِيَّتَهُ لَمّا رَأَوا أَنَّها هِيا

خَلا أَنَّ حَيّاً مِن رَواحَةَ حافَظوا
وَكانوا أُناساً يَتَّقونَ المَخازِيا

نبذة عن زهير بن أبي سلمى

هو زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رباح المزني، من مضر، وهو واحد من أشهر الشعراء في العصر الجاهلي، وهو من أصحاب المعلقات.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: