قصة قصيدة أوكلما وردت عكاظ قبيلة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أوكلما وردت عكاظ قبيلة

أمّا عن مناسبة قصيدة “أوكلما وردت عكاظ قبيلة” فيروى بأن طريف بن تميم التميمي كان فارسًا من فرسان قومه، وقد كان سمينًا عظيم الجسم، وفي يوم من الأيام حج طرف، وبينما كان يطوف ببيت الله الحرام، لقيه رجل يقال له حمصيصة بن جندل الشيباني، وهو من بني أبي ربيعة، فأصبح حمصيصة ينظر إليه، وأطال وهو ينظر، فقال له طريف: لم تطيل النظر إلي؟، فقال له حمصيصة: أريد أن أحفظ ملامح وجهك، فإن لقيتك في يوم في حرب فأقتلك، فقال طريف: اللهم لا ينتهي العام حتى ألقاك في قتال، ومن ثم دعا حمصيصة كما دعا طريف، فأنشد طريف قائلًا:

أوكلّما وردت عكاظ قبيلةٌ
بعقوا إليّ عريفهم يتوسّم

لا تنكروني إنّني أنا ذاكم
شاكي السلاح وفي الحوادث معلم

حولي فوارس من أسيد جمّةٌ
ومن الهجيم وحول بيتي خصّم

تحتي الأغرّ وفوق جلدي نثرةٌ
زغفٌ تردّ السيف وهو مثلّم

وبعد ذلك بفترة كان بين بني أبي ربيعة وبين قوم مرة خصام، فاقتتل الجمعان، ولكن لم يقتل أحد في هذا القتال، فقرر سيد بني أبي ربيعة وهو هانئ بن مسعود أن يرحل تجنبًا لتفاقم الشر بينهم، وارتحل القوم حتى نزلوا بالقرب من مياه لبني تميم، وأقاموا هنالك لعدة أشهر، ووصل الخبر لبني تميم، وقرروا أن يغيروا عليهم، وجهزوا جيشًا وكان أحد قادته طريف بن تميم، وتوجهوا صوبهم، وعندما وصل الخبر إلى بني أبي ربيعة جهزوا أنفسهم للقتال، وخطب فيهم سيدهم وشجعهم على القتال، ووضع خطة كفيلة بتحقيق الانتصار، وهي أن يقاتلوهم ومن ثم ينسحبوا، فيعتقد بنو تميم بأنه انتصروا وينشغلون بحصد الغنائم، فيعودون إليهم وهم مشغولون، وبذلك ينتصرون عليهم.

والتقى الجمعان، واقتتلا قتالًا عظيمًا، وفعل بنو شيبان كما أخبرهم سيدهم، فانشغل بنو تميم بنهب الغنائم، فعاد لهم القوم، وقاتلوهم، وقتلوا منهم عددًا كبيرًا من الرجال، وأسروا منهم، وهرب طريف بن تميم، فتبعه حمصيصة، وقتله، وأنشد أحد شعراء بني شيبان في هذا اليوم:

ولقد دعوت طرف دعوة جاهلٍ
غرٍّ وأنت بمنظر لا تعلم

وأتيت حيّاً في الحروب محلّهم
والجيش باسم أبيهم يستهزم

فوجدتهم يرعون حول ديارهم
بسلاً إذا حام الفوارس أقدموا

وإذا اعتزوا بأبي ربيعة أقبلوا
بكتيبة مثل النجوم تلملم

ساموك درعك والأغرّ كليهما
وبنو أسيدٍ أسلموك وخصّم

وأنشد عمرو بن سواد يرثي طريفاً:

لا تبعدن يا خير عمرو بن جندب
لعمري لمن زار القبور ليبعدا

عظيم رماد النار لا متعبّساً
ولا مؤيساً منها إذا هو أوقدا

وما كان وقّافاً إذا الخيل أحجمت
وما كان مبطاناً إذا ما تجرّدا

نبذة عن طريف بن تميم

هو طريف بن تميم العنبري التميمي، وهو فارس من فرسان العصر الجاهلي، وكان سيد من سادات قومه، وقاد جيوشهم في العديد من المعارك والحروب.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: