قصة قصيدة إذا أنت جاريت السفيه كما جرى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إذا أنت جاريت السفيه كما جرى

أمّا عن مناسبة قصيدة “إذا أنت جاريت السفيه كما جرى” فيروى بأن الخليفة عبد الملك بن مروان كان كثيرًا ما يجلس إلى أم الدرداء في مؤخر المسجد، وكان ذلك بينما كان خليفة، وفي يوم من الأيام جلس إليها، فقالت له: لقد سمعت بأنك قد قمت بشرب الطلاء بعد أن كنت عابدًا ومتنسكًا، فقال لها الخليفة: نعم والله، يا أم الدرداء، كما وأني قد قمت بشرب الدماء، وبينما هما جالسان، أتاه غلام من غلمانه كان قد بعثه في حاجة له، ولكن هذا الغلام كان قد تأخر عليه، وعندما وصل عنده، قال له الخليفة: لما تأخرت عليك لعنة الله، فقالت له أم الدرداء: لا تلعنه يا أمير المؤمنين، فإني قد سمعت أبا الدرداء يقول في يوم من الأيام يقول: لقد سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: “لا يدخل الجنة لعان”.

وفي يوم من الأيام كان رجل يقال له محمد بن عطارد التميمي جالس مع الخليفة عبد الملك بن مروان في مجلسه، فقال له الخليفة: يا محمد، خذ عني هذه الأبيات، واحفظها، واعمل بهان فقال له محمد بن عطارد: وما هي يا أمير المؤمنين، فأخذ الخليفة ينشد قائلًا:

إذا أنت جاريت السفيه كما جرى
فأنت سفيه مثله غير ذي حلم

إذا أمن الجهال حلمك مرة
فعرضك للجهال غنم من الغنم

فلا تعرض عرض السفيه وداره
بحلم فإن أعيا عليك فبالصرم

وعض عليه الحلم والجهال والقه
بمرتبةٍ بين العداوة والسلم

فيرجوك تارات، ويخشاك تارة
وتأخذ فيما بين ذلك بالحزم

فإن لم تجد بدا من الجهل فاستعن
عليه بجهال وذاك من العزم

نبذة عن الخليفة عبد الملك بن مروان

هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، وهو الخليفة الخامس من خلفاء بني أمية والمؤسس الثاني للدولة الأموية، ولد في المدينة المنورة في عام ستة وعشرين للهجرة، وتوفي في مدينة دمشق في سوريا في عام ستة وثمانين للهجرة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: