قصة قصيدة إفريقيا مهد الأسود ولحدها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إفريقيا مهد الأسود ولحدها:

أمّا عن مناسبة قصيدة “إفريقيا مهد الأسود ولحدها” فيروى بأن عمر المختار ترعرع في بيت عز وكرم، ونشأ على التربية الإسلامية، فكان يملك صفات حميدة، وأخلاقه فاضلة، توفي والده بينما كان طفلًا وهو في طريقه إلى الحج، فرباه عمه، وأدخله إلى مدرسة القرآن، ثم بعثه إلى معهد الدراسات الجغبوبي، فدرس به العلوم الشرعية والفقه والحديث، وكانت مدة دراسته في هذا المعهد ثمان سنوات.

في هذه الثمانية سنين اكتسب سمعة ممتازة عند شيوخ الحركة السنوسية، فأخذه محمد السنوسي معه إلى جنوب شرق الصحراء الليبية، وبينما هو مع السنوسيين، أخذ الناس يدعونه سيدي عمر.

في عام ألف وتسعمائة وأحد عشر بدأت إيطاليا بإرسال قواتها إلى ليبيا، فنزلت القوات في مدينة بنغازي، وكان عمر المختار وقتها في الصحراء الليبية، وفي طريق عودته علم بخبر نزول القوات الإيطالية في بنغازي، فتوجه من فوره إلى زاوية القصور، وجند ما يقارب الألف مقاتل، وقام بتأسيس معسكر في منطقة الخروبة، ومن ثم انتقل إلى بنغازي، وانظم إلى المقاتلين فيها، وعسكر هنالك، وكان يخرج يغير على القوات الإيطالية ثم يعود إلى المعسكر،

ثم بدأ بشن هجمات منظمة بشكل أكبر، وكانت هذه الهجمات تعتمد على الكر والفر، حيث أنه لم يكن يملك القوة اللازمة لكي يدوم قتاله معه طويلًا، وبعد فترة بقي هو ومن معه هم الوحيدون الباقون في وجه الإيطاليين، وبقي على هذه الحال مان سنين، وفي هذه السنين انقطعت عن ليبيا جميع المساعدات، وقامت القوات الإيطالية بزيادة  ضراوة هجماتها، واستولوا على معظم الأراضي الليبية، وقتلوا ما يزيد على نصف مليون ليبي في مدينتي طرابلس وبرقة وحدها، وعلى الرغم من هذا كله بقي عمر المختار واقفًا في وجههم على الرغم من تقدمه في العمر.

ذاع صيت عمر المختار عند الإيطاليين، وبدأوا بملاحقته، وفي إحدى المعارك كانوا قد ظنوا بأنهم قد قتلوه، ولكنّهم وجدوا نظارته وحصانه، فتيقنوا بأنّه ما زال على قيد الحياة، وقال وقتها غراتسياني: لقد حصلنا على نظاراته اليوم، وغدًا سوف نحصل على رأسه، وفي عام ألف وتسعمائة وواحد وثلاثون تمكنت القوات الإيطالية من محاصرته، وأخذه أسيرًا، بعد أن أثقلته الجراح، وتوجهوا به إلى بنغازي، وهنالك قرروا إعدامه، ونفذوا به حكم الإعدام أمام حشد كبير من الناس، وقال أحمد شوقي يرثيه:

إِفريقيا مَهد الأُسودِ ولحدُها
ضجت عليك أَراجلاً ونِساء

والمسلِمونَ على اِختلافِ ديارهم
لا يَملكونَ مع المصاب عزاء

وَالجاهلية من وَراء قبورهم
يَبكونَ زيدَ الخَيلِ والفلحاء

في ذِمة الله الكَريم وَحفظه
جسد بِبرقة وسد الصحراء

نبذة عن أحمد شوقي:

هو أحمد شوقي علي أحمد شوقي بك، من أهم الشعراء في العصر الحديث، وهو شاعر وأديب مصري، لقب بأمير الشعراء

المصدر: كتاب " أمير الشعراء أحمد شوقي: حياته وشعره" تأليف يوسف عطا الطريفي كتاب " أحمد شوقي " إعداد الدكتور زكي مبارك كتاب " الأغاني " تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب " الشعر العربي المعاصر قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية" تأليف عز الدين إسماعيل


شارك المقالة: