قصة قصيدة إن النساء كأشجار نبتن معا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إن النساء كأشجار نبتن معا

أمّا عن مناسبة قصيدة “إن النساء كأشجار نبتن معا” فيروى بانه كان هنالك ملكًا من الملوك، وكان هذا الملك مولعًا بأكل السمك، وفي يوم من الأيام أتى صياد إلى هذا الملك، وكان معه سمكة كبيرة جدًا، فدخل الرجل إلى مجلس الملك، وأهداه هذه السمكة، فأعجب الملك بها، وأمر لهذا الصياد بأربعة آلاف درهم، وبعد أن غادر الرجل، جلست زوجة الملك معه، وقالت له: بئس ما فعلت، فقال لها: ولما تقولين هذا؟، فقالت له: من الآن فصاعدًا إن قمت بإعطاء أحد من رجالك أربة آلاف درهم، فسوف يقول: لق أعطاني الملك كما أعطى الصياد، فاقتنع الملك بكلام زوجته، وقال لها: والله إنك قد صدقت، ولكن كيف أرجع عن كلامي، فهذه ليست من شيم الملوك، فقالت له: لا تقلق يا مولاي، أنا سوف أجد لك حلًا.

وفي اليوم التالي استدعى الملك زوجته، وسألها إن وجدت له حلًا، فقالت له: نعم يا مولاي، عليك أن تستدعي الرجل، وتسأله إن كانت السمكة التي أعطاك إياها ذكر أم أنثى، فإن قال لك بأنها ذكر فقل له بأنك تريدها أنثى، وإن قال لك بأنها أنثى فقل له بأنك تريدها ذكر.

فبعث الملك في طلب الرجل، ولكن الرجل كان شديد الذكاء، وعندما دخل إلى مجلس الملك، سأله الملك إن كانت ذكرًا أم أنثى، فقال له الرجل: بأنها لا ذكر ولا أنثى، فضحك الملك ضحكًا شديدًا، حتى أنه كاد أن يقع من على كرسيه، وأمر لهذا الرجل بأربعة آلاف درهم أخرى، فأخذ الرجل الثمانية آلاف، وتوجه خارجًا من المجلس، وبينما هو خارج، سقط منه درهم، فنزل وتناوله، وأكمل طريقه، والملك والملكة ينظران، فقالت الملكة للملك: هل رأيت يا مولاي كيف أن هذا الرجل من شدة بخله، تناول الدرهم، ومعه ثمانية آلاف، فغضب الملك، وأمر بأن يعيدوا الرجل، فأعادوه.

فقال الملك للصياد: معك ثمانية آلاف درهم، ونزلت تأخذ الدرهم، فقال له الرجل: يا مولاي، والله إني لم أنزل بسبب الدرهم، ولكن نزلت لأن صورتك واسمك موجودان عليه، فخفت أن يدوس عليه أحدهم من دون أن يعلم، فأعجب الملك بكلامه وأمر له بأربعة آلاف درهم، ومن ثم أمر الملك أحد رجاله أن يخرج إلى الناس وينادي فيهم بأن: لا يأخذ أحد برأي النساء، فإن من يأخذ برأيهن سوف يخسر ثلاثة أضعاف نقوده.

وفي خبر ذلك أنشد الطفيل الغنوي قائلًا:

إنَّ النِّساء كَأَشجارٍ نَبَتنَ مَعاً
مِنها المِرارُ وبَعـضُ المُرِّ مَأكـولُ

إِنَّ النِّسـاء مَتى يَنهَـينَ عَـن
خُلُقٍ فَإِنَّهُ واجِبٌ لا بُدَّ مَفـعولُ

لا يَنثَنينَ لِرُشدٍ إِن مُنينَ لَهُ
وهُنَّ بَعدُ مَلوماتٌ مَخاذيلُ

نبذة عن طفيل الغنوي

هو طفيل بن عوف بن كعب، ويكنى أبا قران، من بني غني، من شعراء العصر الجاهلي.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: