قصة قصيدة النفس تبكي على الدنيا وقد علمت

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن علي بن أبي طالب:

هو علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، أبو الحسن، ابن عم رسول الله صل الله عليه وسلم، وزوج ابنته فاطمة الزهراء، ولد في العام الثالث والعشرون قبل الهجرة في جوف الكعبة في مكة المكرمة، أسلم قبل الهجرة، وهو أول من أسلم من الصبيان.

هاجر سيدنا علي بن أبي طالب إلى المدينة بعد الرسول صل الله عليه وسلم بثلاثة أيام، وعندما حصلت المؤاخاة بين المسلمين آخاه الرسول مع نفسه، وقد اشترك مع الرسول في كل الغزوات ما عدا غزوة تبوك.

توفي سيدنا علي بن أبي طالب في العام الأربعين للهجرة مقتولًا على يد عبد الرحمن بن الملجم.

قصة قصيدة النفس تبكي على الدنيا وقد علمت:

أمّا عن مناسبة قصيدة “النفس تبكي على الدنيا وقد علمت” فيروى بأنّه في يوم جاء رجل إلى الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال له: يا أمير المؤمنين، لقد قمت بشراء منزل، وأريدك أن تقوم بكتابة العقد بنفسك، فنظر إليه الخليفة، ورأى بأنّ الدنيا قد تملكت منه ما تملكت، وأنّها قد تربعت على عرش قلبه، فقرر أن يذكره بأنّ هذه الدنيا فانية، وبأن عليه أن يهتم بالحياة الآخرة، فكتب:

لقد اشترى فانٍ من فانٍ منزلًا، في مدينة أهلها مذنبين، ولهذا البيت أربعة حدود، أولها ينتهي بالموت، وثانيها ينتهي بالقبر، وثالثها إلى الحساب، وأمّا الرابع فينتهي إمّا إلى الجنة وإمّا إلى النار، وعندما قرأها الرجل بكى بكاءً شديدًا، وقال له: أيّها الخليفة، والله إنّي قد تصدقت بمنزلي لمن هم بحاجة له، فأنشد الخليفة علي بن أبي طالب قائلًا:

النفس تبكي على الدنيا وقـد علمـت
أنّ السعادة فيهـا تـرك مـا فيهـا

لا دار للمرء بعـد المـوت يسكنهـا
إلا التي كـان قبـل المـوت يبنيهـا

فـإن بناهـا بخيـر طـاب مسكنـه
وإن بناهـا بشـر خــاب بانيـهـا

أموالنـا لـذوي الميـراث نجمعهـا
ودورنـا لخـراب الدهـر نبنيـهـا

أين الملوك التـي كانـت مسلطنـة
حتى سقاها بكأس المـوت ساقيهـا

فكم مدائن فـي الآفـاق قـد بنيـت
أمست خرابا وأفنى المـوت أهليهـا

لا تركنـنَّ إلـى الدنيـا ومـا فيهـا
فالمـوت لا شـك يفنينـا ويفنيهـا

لكل نفـس وإن كانـت علـى وجـل
مـن المنـيـة آمــال تقويـهـا

المصدر: كتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعودكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهاني


شارك المقالة: