قصة قصيدة بكر العاذلون في وضح الصبح

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة بكر العاذلون في وضح الصبح

أمّا عن مناسبة قصيدة “بكر العاذلون في وضح الصبح” فيروى بأن حماد الراوية كان مقربًا من الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك بن مروان، ولكن أخو الخليفة هشام كان يكره حماد ويبغضه، وعندما توفي يزيد بن عبد الملك، واستلم أخاه هشام بن عبد الملك الخلافة خاف حماد وجلس في بيته لا يخرج منه إلى أحد سوى من كان يثق بهم، وحتى عندما كان يخرج لمن يثق به كان يخرج غليه في السر، وبعد مرور عام من دون أن يذكره أحد، أمن الخروج من منزله، وخرج متوجهًا إلى المسجد لكي يؤدي صلاة الجمعة.

وعندما خرج من المسجد، أتاه شرطيان وأخبراه بأن الأمير يوسف بن عمر الثقفي والي العراق يريده في مجلسه، فخاف حماد، وقال لهما: اتركاني أذهب إلى أهلي وأودعهم، ومن ثم أسير معكم إلى الأمير، ولكنهما رفضا ذلك، وأخبراه بأن الأمير يريده في الحال، فاستسلم إلى أمرهما وسار معهما، وعندما وصلوا إلى قصر الأمير، أدخلوا حماد إلى مجلسه، فرد حماد السلام على الأمير، ورد الأمير عليه سلامه، وناوله كتابًا من أمير المؤمنين يأمره فيه بأن يبعث به إليه، من دون أن يخوفه، وبأن يعطيه خمسمائة دينار، وجملًا، يسير عليه حتى يصل دمشق.

ومن ثم أعطى الأمير حماد الدنانير والجمل، وأمره بأن ينطلق إلى دمشق، فانطلق حماد إلى هنالك، وسار اثنتا عشر يومًا حتى وصل، وفي اليوم الذي وصل به، توجه إلى قصر الخليفة، ونزل على بابه، واستأذن للدخول إليه، فأذن له، ودخل عليه، ووقف بين يديه، ورد عليه السلام، فرد الخليفة عليه سلامه، وأمره بأن يقترب منه، فاقترب، فسأله الخليفة عن حاله، ومن ثم قال له: أتعلم لم بعثت في طلبك، فقال له حماد: لا والله يا مولاي، فقال له الخليفة: بسبب بيت شعر في رأسي لا أعلم من قاله، وأريد أن أعلم قائله، فقال له حماد: وما هو البيت يا مولاي؟، فقال له الخليفة:

ثُمَّ نادُوا على الصَّبُوحِ فجاءَت
قَينَةٌ في يَمينِها إبرِيقُ

فقال له حماد: قاله عدي بن يزيد في قصيدة قال فيها:

بَكَرَ العاذِلُونَ في وَضَحِ الصُّبحِ
يَقُولُونَ لي أَلاَ تَستَفيقُ

ويَلُومُونَ فيك يَا أبنَةَ عَبد اللَّه
والقَلبُ عندَكُم مَوهُوقُ

لَستُ أَدري وقَد بَدَأتُم بِصُرمي
أَعَدُوُّ يَلُومُني أَم صَديِقُ

أَطيَبُ الطِّيبِ طِيبُ أُمِّ عَليٍّ
مِسكُ فَأرٍ وعَنبرٍ مَفتُوٌ

خَلطَتهُ بآخَرٍ وبِبَانٍ
فَهوَ أَحَوى عَلَى اليَدَينِ شَرِيقُ

نبذة عن عدي بن زيد

عدي بن زيد بن حماد بن زيد العبادي التميمي، وهو شاعر من شعراء العصر الجاهلي، وأحد أدهى الرجال في زمنه، من أهل الحيرة، اشتهر بفصاحته.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني


شارك المقالة: