قصة قصيدة تشكى قلوصي الي الوجى

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة تشكى قلوصي الي الوجى

أمّا عن مناسبة قصيدة “تشكى قلوصي الي الوجى” فيروى بأنه في يوم من الأيام كان الخليفة الأموي المروان بن الحكم يشعر بالملل، وكان ذلك بعد أن بويع خليفة، وبعد أن انتهى من القتال في الحروب التي كان مشغولًا بها، وبعد أن بعث بجيوشه إلى عبد الله بن الزبير في العراق لقتاله، وأراد أن يستأنس بأحد من جلسائه، فنادى على أحد رجاله، وأمره بأن يذهب إلى بيت أرطأه بن سهية، ويحضره معه، فتوجه الرجل إلى بيت أرطأه وطرق عليه بابه، وعندما خرج أرطأه، سلم عليه الرجل، وأخبره بأن أمير المؤمنين يريده في مجلسه، ففرح أرطأه بذلك، ودخل إلى بيته وارتدى أفضل ما عنده، وتعطل بأفضل العطور، وخرج، وتوجه مع الرجل إلى قصر الخليفة.

فدخل أرطأه إلى القصر، ووقف على باب مجلس الخليفة، فدخل الحاجب إلى الخليفة، وأخبره بأن أرطأة قد حصر، فأمره بأن يدخله، فخرج الحاجب وأدخل أرطأة، فدخل أرطأة، ووقف بين يدي الخليفة، وسلم عليه بأفضل السلام، فرد عليه الخليفة سلامه، وأمره بالجلوس، فجلس، وأخذ يتحدث مع الخليفة ويهنئه على ما أصبح عليه، ومن ثم أنشده قائلًا:

تشكى قلوصي الي الوجى
تجر السريح وتبلي الحذاما

تزور كريما له عندها
يد لا تعد وتهدي السلاما

وقل ثوابا له أنها
تجيد القوافي عاما فعاما

وسادت معدا على رغمها
قريش وسدت قريشا غلاما

جعلت على الأمر فيه صغا
فما زال غمرك حتى استقاما

لقيت الزحوف فقاتلتها
فجردت فيهن عضبا حساما

تشق القوانس حتى تنال
ما تحتها ثم تبرى العظاما

نزعت على مهل سابقا
فما زادك النزع الا تماما

فزاد لك اللَه سلطانه
وزاد لك الخير منه فداما

فأمر له الخليفة بكسوة، وأمر له أيضًا بثلاثين ناقة، ومعهنّ برًا وزبيبًا وشعيرًا.

نبذة عن أرطأة بن سهية

هو أرطاة بن زفر بن عبد الله بن مالك بن شداد بن عقفان بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف، أحد شعراء العصر الأموي، وعصر صدر الإسلام، اشتهر بالصدق والكرم، وكان شريفًا في قومه، ولد في بادية غطفان، وتوفي فيها.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: