قصة قصيدة حنا على يوسف رب فأخرجه

اقرأ في هذا المقال


يعقوب بن داود هو يعقوب بن داود بن طهمان، فارسي الأصل، وكان وزيرًا في الدولة العباسية، واتصل بالعديد من خلفائها.

قصة قصيدة حنا على يوسف رب فأخرجه

أما عن مناسبة قصيدة “حنا على يوسف رب فأخرجه” فيروى بأن الخليفة العباسي أبو عبد الله محمد المهدي قام بحبس يعقوب بن داوود في بئر، وبنى فوق هذا البئر قبة، وبقي يعقوب بن داود في هذا البئر لما يزيد عن الخمسة عشر عامًا، وكان في كل يوم يقوم الحارس بإنزال رغيف من الخبز، وكأس ماء له، ويخبره بأوقات الصلاة، وبعد أن أمضى ثلاثة عشر عامًا في هذا البئر أتاه رجل في منامه، وقال له:

حنا على يوسفٍ ربٌّ فأخرجه
من قعر جبّ وبئر حولها غمم

فحمد يعقوب ربه، وقال في نفسه: لقد أتاني الفرج، ثم بقي بعد ذلك سنة كاملة لا يرى شيئًا، وعلى تمام العام، أتاه نفس الرجل، وأنشده قائلًا:

عسى فرجٌ يأتي به اللّه إنّه
له كلّ يوم في خليقته أمر

ثم بقي عامًا آخر لا يرى شيئًا، وبعد تمام العام، أتاه نفس الرجل، وأنشده قائلًا:

عسى الكرب الّذي أمسيت فيه
يكون وراءه فرج قريب

فيأمن خائف ويفكّ عانٍ
ويأتي أهله النائي الغريب

وفي صباح اليوم التالي، نودي عليه، فظن أنه موعد الصلاة، ولكنهم قاموا بإنزال حبل له، وقالوا له بأن يربط به على وسطه، فربطه، وقام الرجال بإخراجه من البئر، فلما رأى الضوء، أغشي على بصره، فأمسك به الرجال وقادوه إلى غرفة، وألبسوه ثيابًا، وأدخلوه إلى مجلس، وقالوا له: سلم على أمير المؤمنين، فقال يعقوب: السلام على أمير المؤمنين المهدي ورحمة الله وبركاته، فقال له الخليفة: لست المهدي، فقال يعقوب: السلام عليك يا أمير المؤمنين الهادي، فقال له الخليفة: لست الهادي.

فقال يعقوب: السلام عليك يا أمير المؤمنين الرشيد ورحمة الله وبركاته، فرد عليه الخليفة قائلًا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم قال الخليفة: والله لم يأتي أحد من القوم على ذكرك أمامي، ولم يشفع لك أحد منهم، ولكني يوم أمس حملت إحدى بناتي على ظهري، وتذكرت كيف كنت تحملني على ظهرك وأنا غلام، فتذكرت حبسك، وقمت بإخراجك، ومن ثم أكرمه، وقربه منه.

المصدر: كتاب "الفرج بعد الشدة" تأليف القاضي التنوخيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: