قصة قصيدة دعاني سيد الحيين منا

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة دعاني سيد الحيين منا

أمّا عن مناسبة قصيدة “دعاني سيد الحيين منا” فيروى بأن حربًا كبيرة وقعت بين كل من قبيلة قضاعة وقبيلة طيء، وشارك في هذه الحرب قبيلة بني ربيعة، وكان عندهم فارس يقال له البراق، وكان البراق واحدًا من أفضل فرسانهم، ولكنه لم يشارك معهم في هذه الحرب، واعتزلهم، وذلك بسبب رفض عمه تزويجه من ابنته، وعندما احتاجه القوم بعثوا له بالكليب بن ربيعة، وأخاه عدي بن ربيعة، يطلبون منه العون، ولكنه رفض وردهم خائبين، وعندما وصل خبر ذلك إلى العدو، بعثوا إليه، يطلبون منه أن يقاتل معهم ضد قمه بني ربيعة، فأخذته الغيرة بسبب ذلك، وأجابهم قائلًا:

لَعَمري لَستُ أَترُكُ آلَ قَومي
وَأَرحَلُ عَن فَنائي أَو أَسيرُ

بِهِم ذُلّي إِذا ما كُنتُ فيهِم
عَلى رَغمِ العِدى شَرَفٌ خَطيرُ

أَأَنزِلُ بَينَهُم إِن كانَ يُسرٌ
وَأَرحَلُ إِن أَلَمَّ بِهِم عَسيرُ

وَأَترُكُ مَعشَري وَهُمُ أُناسٌ
لَهُم طَولٌ عَلى الدُنيا يَدورُ

أَلَم تَسمَع أَسِنَّتَهُم لَها في
تَراقِيَكُم وَأَضلُعِكُم صَريرُ

فَكُفَّ الكَفَّ عَن قَومي وَذَرهُم
فَسَوفَ يَرى فِعالَهُمُ الضَريرُ

وركب وعاد إلى قومه لكي يقاتل معهم، فجزع القوم لعودته، وعجبوا له الرئاسة في القوم، وتأهبوا للقتال ثم ساروا إلى ديار قضاعة وطيء، حتى تقابل الجيشان، فأنشد البراق قائلًا:

دَعاني سَيِّدُ الحَيَّينِ مِنّا
بَني أَسَدَ السَمَيذَعُ لِلمُغارِ

يَقودُ إِلى الوَغى ذُهلاً وَعِجلاً
بَني شَيبانَ فُرسانَ الوَقارِ

وَآلَ حَنيفَةٍ وَبَني ضُبَيعٍ
وَأَرقَمَها وَحَيَّ بَني ضِرارِ

وَشوساً مِن بَين جُشَمٍ تَراها
غَداةَ الرَوعِ كَالأُسدِ الضَواري

وَقَومَ بَني رَبيعَةَ آلَ قَومي
تَهَيّأوا لِلتَحِيَّةِ وَالمَزارِ

إِلى أَخوالِهِم طَيٍّ فَأَهدَوا
لَهُم طَعناً مِنَ العُنوانِ واري

صَبَحناهُم عَلى جُردٍ عِتاقٍ
بِأَسيافٍ مُهَنَّدَةٍ قَواري

وَلَولا صائِحاتٌ اَسعَفَتهُم
جَهاراً بِالصُراخِ المُستَجارِ

واقتتل الجيشان، وطال القتال فيما بينهم، إلى أن تمكن بنو ربيعة من الانتصار، والظفر بأعدائهم، وأخذوا من الغنائم ما أخذوا، وأسروا منهم عددًا كبيرًا، وبسبب هذه الانتصار قام عم البراق بتزويجه من ابنته.

نبذة عن البراق

هو البراق بن روحان أسد بن بكر، من بني ربيعة، واحد من أشجع فرسان قومه، تزوج من لبنة عمه ليلى العفيفة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: