قصة قصيدة رضيت بحكم الله في كل أمره

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة رضيت بحكم الله في كل أمره

أمّا عن مناسبة قصيدة “رضيت بحكم الله في كل أمره” فيروى بأنه في يوم من الأيام عرضت جارية على أبي جعفر عبد الله بن جعفر بن عبد المطلب، وكانت هذه الجارية صاحبة جمال، قلّ أن رأى عبد الله بن جعفر مثيلًا له، فأعجب بها، وقام بشرائها، ويومًا بعد يوم  أخذ حب هذه الجارية يتسلل في قلبه، حتى وقع في عشقها، ولكن هذه الجارية لم تكن تبدي له حبًا الحب الذي كان لها في قلبه.

وفي يوم من الأيام سمع عبد الله بن جعفر بأن هذه الجارية تحب رجلًا من أهل المدينة المنورة، وبأن هذا الرجل يحبها أيضًا، فدعاها إلى مجلسه وأجلسها، وقال لها: أريدك أن تصدقيني القول، هل تحبين فلانًا، فقالت له: أعوذ بالله يا مولاي، فقال لها: بالله لا تستري عني ذلك إن كنت تحبينه، فسكتت، ولم ترد عليه، فعرف عبد الله بن جعفر بأن ما سمعه عنها وعن ذلك الشاب صحيح، فبعث في طلب ذلك الشاب، وعندما أتاه، أخبره بأنه قد عتق هذه الجارية، وبأنه سوف يزوجه منها، ففرح الشاب بذلك فرحًا شديدًا، وتزوج منها.

وبعد مدة من الزمان لم يستطع عبد الله بن جعفر أن ينسى تلك الجارية، فبعث في طلب زوجها، وعندما أتاه طلب منه أن يتنازل عنها، وبأنه سوف يعطيه عشرة آلاف درهم مقابل ذلك، ولكنه رفض، وقال له: لا والله، والله لو تعطيني مائة ألف ما تنازلت عنها، فقال له عبد الله بن جعفر: بارك الله لك فيها، وأعرض عنها.

ولم يمض الكثير من الوقت بعد ذلك إلا ووصل عبد الله بن جعفر بأن زوجها قد مات، فبعث في طلب تلك الجارية، وعندما دخلت إلى مجلسه، ورآها، أخذ ينشد قائلًا:

رضيتُ بحُكم الله في كلّ أمرِه
وَسَلّمتُ أمرَ اللهِ فيّ كما مضى

بَلاني وأبلاني بحُبّ دَنِيّةٍ
وَصَبّرَني حتى امَّحى الحبُّ فانقضى

لَعَمرِيَ! ما حُبّي بحُبّ مَلالَةً
ولا كانَ وُدّي زائلاً فَتَنَقّضَا

ولكنّ حبّي معْهُ دَلٌّ يزينهُ
وَيُعرِضُ أحياناً إذا الحِبُّ أعرَضَا

نبذة عن عبد الله بن جعفر

هو أبو جعفر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وهو صحابي من صغار الصحابة، ولد في الحبشة، وتوفي في المدينة المنورة.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهاني كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير


شارك المقالة: