قصة قصيدة عفوا به عمهم وأخرج من

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة عفوا به عمهم وأخرج من:

أمّا عن مناسبة قصيدة “عفوا به عمهم وأخرج من” فيروى بان أمير الكرك أرناط، وهو أحد أمراء فرنسا، كان من أحد أخبث الأمراء الفرنسيين، وأخبثهم  أخلاقًا، وأكثرهم نكثًا للوعود، واكثرهم قتلًا للمسلمين، وبسبب ذلك كله قام صلاح الدين الأيوبي بتجهيز الجيوش أكثر من مرة لكي يقاتله، وفي كل مرة كان يبعث له بأنه يتعهد بان يصلح نفسه، وبأن لا يعود إلى القيام بأفعاله السيئة مرة أخرى، وفي كل مرة كان صلاح الدين يصفح عنه.

وفي يوم من الأيام قام أرناط بالقبض على إحدى قوافل الحجاج المتوجة إلى الحجاز، وألقى بهم في السجن في قلعة الكرك، وأخذ منهم كل ما كان معهم، وقال لهم: ادعوا نبيكم يخلصكم مما أنتم فيه، فوصل خبر ذلك على القائد صلاح الدين الأيوبي، وكان في تلك الأيام في الديار الجزرية، وعندما وصل الخبر جلس معه بعضًا من الناس، ولاموه على عفوه المتكرر عن الأمير أرناط، وأخبروه بأنه لا يستحق العفو، وكان يومها صلاح الدين مريضًا، فبقوا يلحون عليه، حتى وعدهم بأنه إن وقع في يده لسوف يقتله هو بنفسه.

وفي يوم حطين، جلس صلاح الدين الأيوبي، وجلس معه أمراء الإفرنج ومن بينهم أرناط، وكان يومًا شديد الحرارة، فأحضر الخدم الماء، وشرب صلاح الدين وشرب أمراء الإقرنج، وعندما وصل الخادم إلى أرناط، قال له صلاح الدين: أنت الذي سقيته وليس أنا، وكان مبتغاه من ذلك أنه لا يقتل من شرب من ماءه، وأكل من زاده، ففهم الحاضرون أنه لن يعفو عنه في هذه المرة، فقام صلاح الدين إليه، وضربه بالسيف، وقال له: الآن أنا أقتص منك لنبينا.

وقد أنشد الشاعر شكيب أرسلان قصيدة يذكر فيها هذه الواقعة قال فيها:

عَفواً بِهِ عَمَّهُم وَأَخرَجَ مِن
بِنكَثِهِ السَهلُ ضاقَ وَالوَعرُ

وَفي بِأَرناطَ نَذرُهُ بيدٌ
إِذ طالَما لَم تَحكِ بِهِ النَذرُ

وَقالَ إِذ تَلَّهُ بِصارِمِهِ
ها أَنا ذا لِلنَبِيِّ أَنتَصِرُ

أَزوَجَ بَينَ التَهليلِ مُهجَتَهُ
مَخضوبَةً صارِماً هُوَ الذِكرُ

فَأَصبَحَ المُلكُ وَهوَ مُرتَجِفٌ
ما شَكَّ أَنَّ بِالحُسامِ يَبتَدِرُ

أَبصَرَ جِسمَ البِرِنسَ مُنعَفِراً
فَقالَ إِثرَ البِرِنسِ أَقتَفِرُ

فَأَفرَخَ الرَوعُ مِنهُ ساعَةً إِذ
بُشِّرَ أَن لَن يُصيبِهُ ضَرَرُ

وقال أيضًا:

عوقِبَ بِالأَسرِ موقِنٌ بَردي
وَجَلَّ مُلكاً مَعَ العَمى العورُ

قاصِمَةَ الظَهرِ لِلفِرِنجِ غَدَت
وَقعَةَ قَرنى حِطينَ مُذ ظَهَروا

كَأَن عَليا حَطينَ مُبتَدَأٌ
وَكُلُّ فَتحٍ مِن بَعدِها خَبَرُ

حَظُّ اِبنِ أَيّوبَ أَن يَفوزَ بِها
وَاللَهُ مِن خَلقِهِ لَهُ أُثرُ

وَحَظُّ جَيشٍ لِيَ النِداءُ غَدَت
في اللَوحِ مَكتوبَةٌ لَهُ الأَجرُ

قَومٌ أَراحوا الأَقوامَ إِذ تَعِبوا
وَقَد أَناموا الأَنامَ إِذ سَهِروا

نبذة عن شكيب أرسلان:

هو شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان، من سلالة ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة، يلقب بأمير البيان.

المصدر: كتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: