قصة قصيدة فسل الفوارس في خجندة

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة فسل الفوارس في خجندة

أمّا عن مناسبة قصيدة “فسل الفوارس في خجندة” فيروى بأن القائد المسلم قتيبة بن مسلم قام بتجهيز جيش بأمر من الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان، وخرج صوب بلاد الشاش، وقاتل وانتصر وفتح مدنًا فيها، حتى وصل إلى مدينتين من مدن منطقة فرغانة يقال لهما خجندة وهي مدينة قريبة من بلاد الصين، ومدينة وكاشان، وكان ذلك بعد أن انتهى من القتال في الصغد، وتمكنه من فتح سمرقند، وبدأ يقاتل جيوش تلك البلاد، الواحدة تلو الأخرى، حتى وصل إلى مدينة كابل، وقام بمحاصرتها، حتى تمكن من أن يفتتحها، وكانت جيوش المشركين قد لقيته في أعداد كبيرة من الترك، فقام قتيبة بن مسلم بمواجهتهم عند مدينة خجندة وتمكن من الانتصار عليهم مرارًا وتكرارًا، وظفر بهم، وأخذ البلاد منهم، وقتل منهم الكثير، وأسر منهم الكثير الكثير، وغنم بالكثير من الأموال، وقد أنشد شاعر يقال له سحبان وائل بإنشاد قصيدة، ذكر فيها قتال قتيبة بن مسلم وجيشه في مدينة خجندة ، وقال في هذه القصيدة:

فسل الفوارس في خجندة
تَحْتَ مُرْهَفَةِ الْعَوَالِي

هَلْ كُنْتُ أَجْمَعُهُمْ إِذَا
هُزِمُوا وَأُقْدِمُ فِي قِتَالِي

أَمْ كُنْتُ أَضْرِبُ هامة
العاتي وأصبر للنزال

هذا وأنت قريع قيس
كُلِّهَا ضَخْمُ النَّوَالِ

وَفَضَلْتَ قَيْسًا فِي النَّدَى
وأبوك في الحجج الخوالى

تمّت مروءتكم و
ناغى عزكم غلب الجبال

ولقد تبين عدل حكمك
فِيهِمُ فِي كُلِّ مَالِ

وقام قتيبة بن مسلم بفرض الجزية على أهل هذه المدن جميعًا، وقد أصبحت بلاد ما وراء النهرين كاملة تحت سيطرته حتى وصل إلى أسوار الصين، وبقي في تلك البلاد ما يزيد عن الثلاثة عشر عامًا لم يترك فيها القتال، ولم يضع سلاحه، وبقي على هذه الحال حتى توفي الخليفة الوليد بن عبد الملك، وأصبح أخوه سليمان بن عبد الملك خليفة من بعد، وقد كان بين سليمان بن عبد الملك وبين قتيبة بن مسلم خلاف، فقرر قتيبة أن يثور عليه، فحصل بين الاثنان خلاف شديد، حتى تمكن أحد الجنود في فرغانة بقتله.

نبذة عن سحبان وائل

هو وائل بن معد بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر بن نزار، وهو بليغ يضرب فيه المثل في الفصاحة.

المصدر: كتاب "تاريخ الطبري: تاريخ الرسل والملوك" تأليف أبو جعفر الطبريكتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي


شارك المقالة: